يقول عادل القلا رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي أن ثورة يوليو هي ثوره بيضاء بحق وليست انقلابا كما يشيع القلة من أعداء الثورة ومشوهي صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر من رواسب أيام السادات .. فعندما فكر الضباط الأحرار فى القيام بالثورة أكن هدفهم تخليص الشعب المصري من العبودية في ظل الملكية والتغيير المجتمعي الشامل والكامل ، أما الانقلاب فيكون بهدف الاستيلاء على السلطة والحكم فقط دون إحداث تغيير فى المجتمع ولا توجد ثوره فى العالم فعلت أكثر مما فعلت ثورة يوليو المجيدة. كما أعتبر القلا أن عبد الناصر هو الزعيم الحقيقي للثورة ومحمد نجيب هو قائد شرفي لأنه كان الأكبر رتبه فى مجموعه الثورة . وأكمل القلا حديثه متعجبا من المشككين فى أمكانيه عبد الناصر الخروج بمصر من الحالة الإقتصاديه المتردية التي كانت تعيشها مصر قبل الثورة مؤكدا أن مصر كانت مديونه فى عهد ناصر 1.2 مليار جنيه فقط ، أما فى عهد السادات فبلغت ديون مصر الخارجية 76 مليار جنيه والديون العسكرية 62 مليار جنيه . و أشار القلا أن مبادئ الثورة ماتت مع وفاة عبد الناصر فسياسة السادات الإنفتاحيه و الاتجاه إلى بيع القاعدة الصناعية التي أسسها ناصر ( 1200 مصنع ) وخصخصتها قضت على مبادئ الثوره شيئا فشيئا ، كما أن التعديلات الدستورية التى تمت مؤخرا ألغت بعض المواد التى تحقق العدالة الإجتماعيه وترسي المبادئ الإشتراكيه . و أضاف القلا أن عبد الناصر لو يعلم أن الحياة الديموقراطيه التي ينشدها ستنفذ كما تنفذ حاليا لشعر بالآسف على حلمه الديموقراطى ... فالحياة الحزبية الآن هى مجرد حياه حزبيه ديكوريه ، كما أن كل شخص يريد إنشاء حزب الآن ما إن تسنح له الفرصة ويحصل على مبلغ لإقامة الحزب حتى يحول الحزب الى " دكانه ".. فالنظام يحتاج الى وجود أحزاب تجمل وليست تكمل منظومة الحكم . واختتم القلا حديثه قائلا أن مصر بحاجه الى ثوره سلميه و الاتفاق على مبدأ واحد وهو التغيير للأفضل وان يبتعد الشعب المصري تماما عن موالاة من هم قريبين للحاكم لأن " الشعب المصرى كده بيضحك على نفسه " فالمواطن مطحون ومع ذلك يذهب الى لجان الانتخابات لترشيح من تسبب فى شقاؤه !! .
ويقول محمود العسقلاني رئيس حركة مواطنون ضد الغلاء : أن مصر تعيش الآن فتره من الإقطاع الجديد .. فرجال الأعمال الآن هم الإقطاعيون الجدد وهو يمقثلون اسوء أنواع الإقطاع فالإقطاعيون القدامى كانوا غير مصريين اما الآن فمن يستولى على اراضى الشعب من ابناء الوطن فوزير الإسكان يمتلك مليون فدان بالقاهرة الجديدة . و أضاف العسقلاني أنه بتعديل الدستور تم القضاء على آخر مبادئ الثوره وهو الحق فى حياه ديموقراطيه سليمة . و أشار العسقلاني أن الطبقة الوسطى التي كانت موجود قبل الثورة حتى عام 1970 كانت هى الرابط بين الفقراء والأغنياء وتلاشي تلك الطبقة ينذر بحرب وشيكه بين الفقراء والأغنياء . ويقول د. حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات الأسبق : أن الأوضاع الآن تنبئ بقرب حدوث ثوره ولكن من أين لنا بثوره حره حقيقية فى ظل قانون الطوارئ ؟!! . و يضيف عبد العظيم أن الإقطاع الجديد عاد وبقوه فأصبح الآن رجال الأعمال والمستثمرين فى مجال الزراعة يمتلكون العديد من الفدادين بدون حدود للملكية فإقطاعيين الآن يحصلون على الأراضي على أساس استصلاحها وزراعتها ولكننا نجدهم يقومون بتحويلها الى أراضى مباني . كما أن ما يحدث الآن من سيطرة أصحاب رؤوس الأموال على السلطة سيلغى تماما أحد مبادئ الثوره وهو القضاء على سيطرة رأس المال .. فالمناصب الآن متركزة فى أيدي عدد معين من رجال المال و الأعمال يستفيدون منها ب " تيسير أمورهم " وليس كما يشيعوا أنهم أضافه للمنصب وباليتهم يفيدوا المواطنين كإفادتهم أنفسهم . ومع الأسف عادت الرأسمالية الى أسوء مما كانت عليه قبل الثوره . أما فيما يخص العداله الإجتماعيه فالهوة والفجوة اتسعت كثيرا فى العشرين عاما الماضيه بين الفقراء و الأغنياء نتيجه لتآكل الطبقة المتوسطة التى كانت تربط بينهم كما أن نسبة المواطنين مِن مَن هم على شفا خط الفقر تعدت ال 40% أما من هم تحت خط الفقر فعليا فنسبتهم 20% . كما أصبح 20% من الشعب المصري يملك 80% من الثروة و 80% من الشعب يملك 20% من الثروه لذلك فالعداله الإجتماعيه تنتفى تماما فى ظل الأوضاع المتردية الآن ، وهو ما يخلق حاله من الإحباط والسخط لدى الطبقة الفقيرة تجاه الطبقة الغنية مما يؤدى الى ازدياد الجرائم كالسرقه والقتل والإختلاس والرشوه . ويؤكد عبد العظيم أن نسبة تطبيق مبادئ الثوره الست مرت بعدة مراحل.. المرحله الأولى قبل حرب 67 وكانت نسبه نجاح المبادئ تتعدى ال90 % فتم تدشين المشروعات الصناعية الكبرى وإنشاء السد العالي وكهربة الريف وتحسين احوال الفلاح المصري كما حدث لأول مره أن تحقق الخطة الخمسيه الأولى معدل نمو أعلى من ضعف معدل النمو السكاني وهو ما لم يحدث حتى الآن فى تاريخ مصر الى أن جاءت فتره ما بعد النكسة وتدهورت الأوضاع الإقتصاديه بعد سياسة الانفتاح الإقتصادى وإتباع سياسة الخصخصة ، كما شهدت فترة تولى السادات الحكم سيطرة الرأسمالية لرغبة السادات الواضحة فى جعل أصحاب الرأسمالية لهم نفوذ اجتماعي فعمل مصاهره مع عثمان أحمد عثمان وسيد مرعى وهم كانوا من أكبر ذوى النفوذ الإقتصادى في ذلك الوقت . كما وصف عبد العظيم الاقتصاد المصري الآن بالرأسمالي المنفلت على العكس تماما مما كانت تدعو إليه الثورة من اشتراكيه .
أما عن رأى بعض الشباب.. فيقول محمد أحمد 27 سنه – بكالوريوس تجاره نجحت الثوره فى مبادئها وأهدافها حتى وفاة عبد الناصر ولكن اختلاف الضباط الأحرار وحبسهم امات بعض أهداف الثوره . ويقول عمرو مصطفى 22 سنه- ليسانس حقوق- أن الثوره لم تحقق أهدافها كامله ولكن حققت بعض منها كما أن هناك سلبيات كانت موجوده قبل الثوره حاولت الثوره تصحيحها ولكن كأى نظام جديد لابد أن يكون به أخطاء ومع الأسف لم يستطيعوا تداركها .