نتنياهو يتحدث وأوباما ينصت..فإلى متى؟! يترقب الإسرائيليون والامريكيون والعرب معرفة الصيغة النهائية للخطاب الذى سيلقيه اليوم الاحد رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى يتحدث فيه عن رؤيته "للسلام والأمن"، وسط شكوك من أن يغير هذا الخطاب من سياسة الحكومة اليمينية الرافضة للاعتراف بالدولة الفلسطينية أو وقف بناء المستوطنات فى الضفة الغربية. ونقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية عن أحد كبار المسؤولين الامريكيين أن الاقتراحات التى سيوردها نتنياهو فى خطابه لن تكون كافية لتلبية مطالب إدارة الرئيس باراك أوباما. وقال المسؤول الامريكى إن نتنياهو أبلغ الموفد الامريكى الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل هذا الاسبوع بالمضامين التى يعتزم ادراجها فى خطابه، وأن ذلك لا يعتبر "مقبولا" لتلبية مطالب واشنطن التى تسعى إلى استئناف فورى للمحادثات حول إقامة الدولة الفلسطينية. ونقل هذا الموقف عن المسؤول الامريكى مشاركون فى اجتماع عقد هذا الاسبوع للرباعية الدولية بشان الشرق الاوسط. وتقول الصحيفة إن رفض نتنياهو تجميد البناء فى المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية وعدم اعتماد التوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية، تسبب فى فجوة نادرة فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. فمحاولات المحافظة على الائتلاف الحكومى فى الوقت ذاته الذى يحاول فيه شد أواصر ائتلافه الحكومى اليمينى المتشدد والمنقسم على ذاته، دفعت نتنياهو إلى الحديث عن اقتراحات لبدائل مؤقتة مثل كيان حكم فلسطينى ذاتى لا يحق له تشكيل قوة عسكرية أو السيطرة على الحدود والاجواء. ويصر الفلسطينيون الذين حصلوا على حكم ذاتى محدود وفق اتفاقات 1993 الانتقالية "أوسلو" على قيام دولة كاملة السيادة. إلا أن هناك انقساما فى صفوف الفلسطينيين بالنظر الى ان حركة المقاومة الاسلامية "حماس" التى تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007 ترفض التعايش مع إسرائيل. ويقول الرئيس الأمريكى باراك أوباما إن تحقيق تقدم فى القضية الفلسطينية سيسهم فى احتواء المطامح النووية الإيرانية، وهو ما تعتبره اسرائيل تهديدا كبيرا لها. من ناحية أخرى، قال مسؤول إسرائيلى إن نتنياهو لا يزال يضع اللمسات الاخيرة على خطابه الذى "سيشرح رؤيا التحرك قدما فى مسيرة السلام مع الفلسطينيين". وأضاف أن "إسرائيل تريد ضمن هذا الاطار أن ترى الدول العربية تلعب دورا متزايدا. وسيقر الخطاب بخارطة الطريق والتعامل مع قضية الدولة الفلسطينية". وقد سربت الصحف الاسرائيلية فى اليومين الاخيرين ان نتنياهو سيحاول استرضاء الولاياتالمتحدة باعلان قبوله بخريطة الطريق ولكن بشروط على مفهوم الدولة الفلسطينية يعتبرها مراقبون تفريغاً لمفهوم الدولة من أى معنى سيادي. وذكرت صحف إسرائيلية ودولية ايضاً ان نتنياهو سيحاول استرضاء معسكر اليمين الاسرائيلي، خصوصاً المستوطنين، باعلان رفضه وقف البناء الاستيطانى فى الضفة الغربية، على الاقل ضمن المستوطنات القائمة، لتلبية احتياجات ما يسمى "النمو الطبيعي".