دعا العالم المصري أحمد زويل الولاياتالمتحدة إلى التركيز على العلم والتعليم كوسيلة لإعادة بناء علاقاتها مع بلدان العالم العربي والإسلامي. وتطرق زويل - الحائز على جائزة نوبل للكيمياء للعام 1999م إلى ما اسماه بالقوة الناعمة التى تتمثل فى الانجازات العلمية والثقافية والقيم الدستورية . وقال زويل إنه من خلال تجربته الشخصية، اكتشف أن لهذه القوة الناعمة تأثيرا ضخما فى بناء الجسور بين الثقافات والأديان، مؤكدا أن اعتماد واشنطن منطق القوة الناعمة فى علاقاتها مع العالم العربي سيكون أقل تكلفة وأكثر جدوى من اعتمادها على القوة القاسية. وأوضح أن القوة القاسية مكلفة للغاية، لافتا إلى أن الحرب العراقية الأخيرة سببت الموت والمعاناة للملايين، ولا يهم هنا ماهية النوايا الحسنة التى كانت فى أذهان الرئيس السابق والمحافظين الجدد – سواء كانت نشر الديمقراطية أو تأمين امدادات النفط – فالحرب خاطرت بصراع أكبر فى الشرق الأوسط وحولت الانتباه عن التنمية الاقتصادية فى المنطقة وحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. ونوه زويل بأن الحامض النووى (دى إن أيه) للمسلم لا يتضمن ما يجعله مقاوما لاستيعاب أفكار جديدة متقدمة، فغالبية المسلمين معتدلون وكل ما يريدونه هو العيش فى حياة كريمة ورؤية أطفالهم فى تعليم جيد. واختتم العالم المصرى أحمد زويل مقاله قائلا “إن السياسة الأمريكية ركزت حيال هذه المنطقة لمدة 50 عاما على تأمين تدفق النفط وضمان التفوق العسكرى لإسرائيل، فقد ساندت أنظمة غير ديمقراطية فى الوقت الذى تدعو فيه علانية إلى تغيير ديمقراطى.وقال إن هذه السياسة ذات الوجهين، يتعين أن تتغير إلى وجه واحد يساند بشكل حقيقى حقوق الانسان والحكم الرشيد، وفى الأماكن التى زرتها يتوق الناس إلى رؤية حياد أمريكى بشأن المسائل الفلسطينية، وفى الأمد الطويل، فأفضل دعم يمكن أن تقدمه الولاياتالمتحدة لاسرائيل هو سلام آمن. ودعا زويل واشنطن إلى تبنى هذه القوة الناعمة المتمثلة فى الثقافة والتعليم والعلوم ومساعدة الطلاب والاساتذة، موضحا أن هذا يؤشر ببزوغ حقبة جديدة فى العلاقات بين الغرب والعرب والعالم الاسلامى.