اعتبر العالم المصري أحمد زويل في مقالة نشرت له اليوم الاثنين، بصحيفة الجارديان البريطانية، أن الولاياتالمتحدة يمكنها إعادة بناء علاقاتها مع العالم العربي، من خلال التركيز على المجالات العلمية والتعليمية. وقال زويل إنه على الرغم من خلافات الولاياتالمتحدة مع الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بعد رفض مساعدة مصر في تشييد السد العالي وإمداد إسرائيل بترسانة حربية، فإن جيله انجذب إلى واشنطن من خلال قوتها "الناعمة"، التي تمثلت في الإنجازات العلمية والقيم الدستورية. وأضاف زويل أن حياته في الولاياتالمتحدة والاندماج في بوتقتها، كشفت له أن قوة العلم الناعمة، تمتلك تأثيرا ضخما في بناء الجسور بين الثقافات والديانات، فضلا عن أن لديها القدرة على عمل ذات الشيء مع العالم الإسلامي. وتابع زويل أن القوة القاسية -على النقيض- تكلف الكثير، مشيرا إلى مقتل ومعاناة الملايين في الحرب الأخيرة على العراق، دون النظر إلى النوايا الحسنة التي كانت لدى الرئيس الأمريكي السابق أو المحافظين الجدد. وتابع زويل أن تلك الحرب ولدت المزيد من الصراعات في الشرق الأوسط وحولت الانتباه عن التنمية الاقتصادية والسعي إلى إيجاد حل لمشكلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأكد زويل أن الحامض النووي للمسلم لا يتضمن ما يجعله غير قادر على استيعاب أفكار جديدة ومتقدمة، لأن غالبية المسلمين معتدلين ومنفتحين وكل ما يريدونه هو الحياة الكريمة وإمكانية تعليم أطفالهم. وتابع زويل أن السياسة الأمريكية ركزت لمدة 50 عاما على تأمين تدفق النفط وضمان التفوق العسكري لإسرائيل، حيث ساندت أنظمة غير ديمقراطية في الوقت الذي تدعو فيه علانية إلى تغيير ديمقراطي. وقال أيضا إن تلك السياسة ذات الوجهين، يتعين أن تتغير إلى وجه واحد يساند بشكل حقيقي حقوق الإنسان والحكم الرشيد، لافتا إلى أن الأماكن التي زارها يتوق الناس إلى رؤية حياد أمريكي بشأن المسائل الفلسطينية، كما أن أفضل دعم يمكن أن تقدمه الولاياتالمتحدة لإسرائيل هو سلام آمن. وختاما، دعا زويل إلى إقامة شراكة طويلة المدى ومتينة للعلم وزيادة دعم الطلاب والدارسين، مشيرا إلى إمكانية إشراك الشتات العربي في الدول الغربية في تلك الشراكة، لبدء عصر جديد في العلاقات بين الغرب والعالمين العربي والإسلامي.