عانت البورصة أسبوعاً آخر من الهبوط والتوتر والتراجع بعد أن كانت مُحصلة الأسبوع الحالي تراجع EGX30 212 نقطة بعد أن فتح في بداية الأسبوع عند 6519 وأغلق اليوم عند 6307 نقطة. لم يكن الهبوط خالصاً أو واضحاً منذ بداية الأسبوع بل بدأ الأسبوع باستمرار موجة الصعود القصيرة التي بدأت الأسبوع الماضي متظاهراً بالارتفاع والتحسن في جلستي الأحد والاثنين ثم بدأ في التراجع والهبوط الواضح باقي أيام الأسبوع. ورغم هذه المراوغة إلا أننا نبهنا منذ بداية الأسبوع من أن السوق في سبيله إلى إنهاء موجة الارتداد القصيرة والتوجه نحو الهبوط والتراجع وهو ما تحقق بالفعل وفقد المؤشر ما اكتسبه خلال الأسبوع الماضي وفترة الارتداد بالكامل ليُغلق قريباً من خط 6300 وليستعد مرة أخرى لاختبار منطقة ما حول 6200 مرة أخرى. على مستوى قيمة التداول كانت قيمة تداول الأسبوع الحالي هي الأسوأ خلال العام الحالي بل ولم ير السوق هذه القيمة أو أقل منها إلى مرتين فقط خلال العام الحالي والماضي عندما حقق السوق خلال الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر 2009 2.17 مليار جنيه والمرة الثانية كانت في الأسبوع الأول من يناير 2009 أيضاً عندما حقق السوق 1.9 مليار جنيه. أما الأسبوع الحالي فقد حقق السوق 2.36 مليار جنيه فقط ... وهو قيمة شديدة التدني خاصة إذا ما ذكرنا أن السوق قد شهد أعلى من هذه القيمة في بعض الجلسات المنفردة وليس في أسبوع كامل كما هو الحال اليوم. شهرين كاملين من الهبوط المستمر دون أن تظهر أي بوادر للتحسن مع استمرار بل وتصاعد عوامل الضعف والتراجع والتوتر وانعدام الثقة. يوماً بعد يوم تتحول البورصة إلى ما هو أقرب إلى سوق عشوائي استولت عليه فئة مُعينة من المضاربين والمتلاعبين تحت رعاية وحماية ودعم إدارة البورصة التي تركت لمثل هؤلاء العنان بحجة رفع سيولة السوق .. وهو ما تمثل فرض هذه الإدارة لقوانين ترفع من مُعدل التلاعب وتجذب إلى السوق فئات من المُضاربين والمتلاعبين .. وذلك بتحويل أغلب الأسهم التي كُنا نُطلق عليها لفظ "استثمارية" إلى أسهم مضاربة يومية وعلى رأس هذه الأسهم أسهم مؤشرات السوق خاصة الأوراسكومات وهيرمس وغيرهم. أيضاً التصريحات الدائمة التي تؤكد على عزم هيئة البورصة على فرض نظام الشورت سلينج أو البيع المُسبق وكأن السوق ينقصه المضاربة على الهبوط أيضاً .. ففي هذا النظام مع كل موجة من الأخبار السلبية سيتضاعف الضغط في اتجاه التراجع والهبوط وبدلاً من أن نتحدث عن أرقام 6500 و 6200 في الEGX30 سنتحدث عن 1000 و 1200 نظراً لأن الوضع العالمي الحالي يدعو إلى التوتر والتراجع أكثر منه إلى التماسك والصعود .. فإن ظهرت للمستثمرين فرصة للربح من هذا الاتجاه الهابط فما الذي سيدفعهم لتغيير اتجاههم ومحاولة دعم السوق نحو الاتجاه الإيجابي؟! وبالتأكد هذا الأمر يعكس رغبة الهيئة في التضحية بالبورصة نفسها بغرض تلميع القائمين عليها برفع قيمة تداول السوق بأي طريقة ولو ببيع البورصة نفسها ... والعجيب أنه ومع كل هذه المُخالفات والتنازلات والقرارات المُتخبطة لم تكن قيمة تداول السوق أدني أو أضعف مما هي عليه اليوم.