اعلن رئيس مصرف التوفير "سبيربنك" الحكومي الروسي ، وزير الاقتصاد والتنمية والتجارة الاسبق، غيرمان غريف في جلسة استجواب امام محكمة موسكو عقدت يوم 21 يونيو/حزيران، انه لم تكن لديه معلومات انذاك حول سرقة نفط او غاز بواسطة شركة "يوكوس"، التي كان يترأسها في حينه رجل الاعمال البارز ميخائيل خودوركوفسكي السجين الحالي والمتهم بقضية جديدة تتعلق بسرقة النفط ، الامر الذي اعتبره محامو دفاع المتهم شهادة تصب في مصلحة موكلهم. هذا وينتظر المعنيون بهذه القضية ايضا شهادة وزير الصناعة والتجارة الحالي فيكتور خريستينكو. وتم استدعاء غريف، الذي شغل منصبه الوزاري منذ مطلع الالفية الثانية حتى عام 2007، للادلاء باقواله كشاهد فيما يعرف ب "قضية يوكوس الثانية"، التي يعتبر خودوركوفسكي المتهم الاهم فيها ويشتبه بسرقة شركته ل 350 مليون طن من النفط ، بينما يعد بلاتون ليبيديف، الرئيس السابق للمجموعة المصرفية "ميناتيب" المتهم الثاني فيها . وجاء في شهادة الوزير السابق غريف التي استغرقت قرابة الساعتين: " ان مهمة التدقيق والتفتيش لم تكن في دائرة مهامي، لكن لو تم الكشف عن خلل آنذاك لتمت احاطتي علماً بذلك". ورداً على سؤال وجهه له المتهم خودوركوفسكي قال غيرمان غريف انه كان يعلم جيداً ان سعر النفط لدى المنتجين يقل ب 3 اضعاف عن سعره في مرافئ التحميل الاوروبية ، واوضح ان ذلك يعود الى الضرائب الحكومية المفروضة على تصدير هذ السلعة، مضيفاً انه "لو كان سعر المنتج اكبر لاعلنت الشركة افلاسها". ولا يعتبر استجواب غيرمان غريف في قضية "يوكوس" اول استجواب يتعرض له مسؤول روسي كبير سواء سابق ام حالي، اذ سبق ان تم استدعاء رئيس المصرف المركزي الروسي فيكتور غيراشينكو ورئيس الوزراء الاسبق ميخائيل كاسيانوف كشاهدين، من قبل محامي الدفاع. وشغل غيراشينكو في الفترة 2004 – 2007 منصب رئيس مجلس مدراء "يوكوس"، وصرح اثناء ادلائه بشهادته يوم 1 يونيو/ حزيران ان الاتهام الموجه لخودوركوفسكي وليبيديف بسرقة 350 مليون طن من النفط "هراء"، مشدداً على ان الشركة كانت تمارس عملها بشكل قانوني، وانها تعرضت لضغوط. اما كاسيانوف فوصف هذه الاتهامات ب "السخيفة" مؤكداً ان "ذلك مستحيل"، انطلاقاً من ان عمل الشركة كان تحت انظار الحكومة، ولم تتميز عن الشركات الثمان الكبيرة الاخرى في سوق النفط الروسية. واضاف ان "الحكومة وغيرها من دوائر السلطة كانت تراقب باستمرار وعن كثب اسعار النفط وكمية التصدير والضرائب. وتشير آخر الانباء الى ان وزير الصناعة والتجارة الحالي فيكتور خريستينكو سوف يدلي بشهادته في 22 يونيو/حزيران. يذكر ان رجل الاعمال الشاب ميخائيل خودوركوفسكي ترأس "يوكوس"، احدى اكبر الشركات النفطية في روسيا انذاك ، في الفترة ما بين 1997 و2004، وهو يقبع الان في السجن بتهمة التهرب من دفع الضرائب ، ووجهت له مؤخراً تهمة بسرقة 350 مليون طن من النفط. وتعد قضية "يوكوس" اكثر القضايا الجنائية المثيرة للاهتمام والجدل التي شهدتها روسيا في السنوات الاخيرة، اذ تتهم السلطات الروسية ميخائيل خودوركوفسكي بارتكاب اكثر من جريمة اقتصادية، ما ادى الى اعلان الشركة النفطية العملاقة افلاسها، وحصلت الشركةالحكومية "روسنفط" على اسهمها. ولا يزال كثير من المراقبين في الغرب يرون ان الدافع الحقيقي لاثارة قضية "يوكوس" سياسي بحت، الامر الذي تنفيه موسكو بشدة.