افتتحت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية " مركز الترميم ومحطتي الطاقة الكهربائية وإطفاء الحريق بمشروع المتحف المصري الكبير ، واللذان يمثلان المرحلة الأولى والثانية من مراحل المشروع الثلاث حيث تم الانتهاء منهما تماما . ومن المقرر ان تستغرق المرحلة الثالثة والأخيرة 26 شهرا ، بعدها يكون المتحف جاهزا للافتتاح الرسمى منتصف عام 2012 ، ليعلن للعالم عن مولد متحف القرن الذى يعد أكبر مشروع ثقافى فى القرن القادم . يقع المتحف على مساحة 117 فدانا بجوار نادى الرماية بالهرم على طريق القاهرة - الاسكندرية الصحراوى ، ويضم مائة ألف قطعة أثرية من جميع العصور القديمة ، ويعد نموذجا رائدا وحضاريا لعمارة المتاحف حيث يضم أكبر وأعظم مجموعات التحف الفرعونية فى العالم . ويضم المتحف الكبير بعد افتتاحه مركزا عالميا للاتصالات ومتحفا للاطفال يخاطب كافة المراحل العمرية ، بالإضافة إلى قاعات وعروض متحفية مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة ومركزا للمحاضرات وأخرى للعروض المسرحية والاوبرالية . ويقع مركز الترميم فى الجانب الغربى من المتحف ، بينما تقع جميع معامل الترميم للاثار والمخازن تحت مستوى سطح الأرض لتحقيق الأمن اللازم وتوفير المناخ والظروف البيئية المستقرة والمطلوبة لحفظ الآثار ، وقد تم بناؤه فى مبنى مستقل يربطه بالمبنى الرئيسى للمتحف نفق تحت الأرض يصل بين معامل الترميم وصالات العرض مباشرة ويمكن من خلال هذا النفق نقل الآثار بعد الانتهاء من ترميمها فى ظروف أمنية مشددة ومناخية محكمة ومعزولة عن البيئة الخارجية للمبنى الرئيسى . وتفقدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية عقب الافتتاح معامل مركز الترميم المختلفة وضمت 9 معامل يتم فيها ترميم مختلف أنواع الآثار وإعادتها لشكلها الطبيعى . وفى معمل الخزف والزجاج والمعادن ، شاهدت سوزان مبارك الخطوات التى يتم اتباعها لترميم الاوانى والتماثيل المصنوعة من المواد غير العضوية ، وشاهدت عرضا على الكمبيوتر عن الآثار قبل وبعد عملية الترميم التى يشرف على كل منها اخصائى ترميم آثار يتولى بنفسه وضع خطة الترميم للاثر الذى يقوم بترميمه ومراحله التى تشمل التنظيف الميكانيكى يعقبه عملية التنظيف الكيميائى ثم عملية استكمال الآثر وتقويته . كما تعرفت سوزان مبارك قرينة الرئيس - أثناء تفقدها معمل الأخشاب - على كيفية ترميم القطع الآثرية المصنوعة من الأخشاب مثل التوابيت والتماثيل بأنواعها والأثاث الجنائزى والنماذج الخشبية والمراكب والأدوات والنواويس الخشبية " دواليب حفظ الآلهة " واستمعت من المرممين عن طرق علاج وصيانة وترميم القطع الآثرية المصنوعة من الخشب سواء المزخرف أو غير المزخرف . وشاهدت السيدة سوزان مبارك عملية التوثيق العملى المتكامل للقطع الآثرية التى يتم صيانتها باستخدام برامج الكمبيوتر الحديثة ، ثم توجهت إلى معمل الأحجار وفيه تخضع القطع الآثرية الحجرية الكبيرة لعملية الترميم . وأجرت حوارا مع اخصائيى الترميم بالمعمل عن الفكرة العامة فى عملية ترميم هذه القطع وكيفية تجميعها ، حيث أكدوا ان ترميمهم لهذه الآثار يخلق نوعا من العلاقة والكيمياء بينهم وبين الآثر ذاته ؛ مما يجعل الآثر يفصح عن النوع الذى يحتاجه من الترميم . وفى المخزن العام للاثار مرت سيادتها على القطع الآثرية المحفوظة بالمخزن والتى يبلغ عددها حوالى 3 الاف قطعة خضعت جميعها لعملية صيانة أولية . كما تفقدت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية معمل الميكروسكوب الاليكترونى النافذ والذى يضم نوعا متميزا من الميكروسكوبات فائقة الدقة فى تحليل العينات وتطويرها عن طريق نفاذ الضوء خلال ذراتها لمعرفة تركيبها الداخلى . وفى معمل الميكروبيولوجى ، استمعت قرينة الرئيس إلى المهمة التى يتولاها هذا المعمل والمتمثلة فى قيام العاملين به على تحديد أنواع الكائنات الحية المسببة لتلف الآثر مما يسهل تحضير المواد الكيميائية اللازمة لوقف نمو هذه الكائنات . وعقب ذلك شاهدت السيدة سوزان مبارك - خلال تفقدها لمعمل الميكروسكوب الالكترونى الماسح - وسائل تجهيز العينات والمكونات الكيميائية قبل إرسالها لمعمل الميكروبيولوجى . وفى معمل المومياوات "البقايا الآدمية" ، استمعت إلى آليات ترميم المومياوات من الطيور خاصة طيور أبومنجل "الاله حورس " والذى يعد أحد معبودات الفراعنة ، ثم زارت السيدة سوزان مبارك معمل المنسوجات والجلود وشاهدت طرق ترميمها . وكان الاحتفال بافتتاح المرحلة الاولى والثانية من مشروع المتحف المصرى الكبير قد بدأ بكلمة من وزير الثقافة ورئيس المجلس الأعلى للاثار فاروق حسنى ، وصف خلالها المشروع بأنه أكبر مشروع ثقافى فى العالم وان الجميع فى مصر وخارجها يترقبون افتتاحه منذ وضع الرئيس مبارك حجر الأساس لإنشائه فى فبراير عام 2002 . وأشار وزير الثقافة إلى أن الرئيس مبارك حريص دائما على الحفاظ على تراث مصر وثقافتها ، حيث قام باختيار موقع المتحف الذى ترى جميع جوانبه أهرامات الجيزة من خلفها ؛ مما يعكس بانوراما مصرية تبهر زوار المتحف والسائحين من جميع الأعمار والجنسيات . وأشاد فاروق حسنى وزير الثقافة باهتمام السيدة سوزان مبارك بالمشروع ودعمها له فى كافة مراحله لمايعبر عنه من حضارة مصرية خالدة وأرث انسانى يعتبر ملكا للبشرية كلها . وأوضح أن تكلفة إقامة المتحف تبلغ 600 مليون دولار منها 300 مليون دولار قرض يابانى ميسر يتم تسديده على عشر سنوات بفائدة لاتتجاوز 1,5 % ، و 300 مليون دولار من وزارة الثقافة والتبرعات التى بلغت حتى الأن 27 مليون دولار . وقال إن المرحلتين الأولى والثانية من المشروع استغرقتا عامين ، شملت المرحلة الأولى مرحلة تأهيل وإعداد موقع المشروع ، بينما تمثلت المرحلة الثانية فى إقامة مركز ترميم الآثار والمخازن الآثرية ومحطة الطاقة الكهربائية ومحطة إطفاء الحريق . وأضاف أن المرحلة الأخيرة تشمل مرحلة تشييد المبنى الرئيسى للمتحف بمساحة 801 ألف متر مربع وفيها يتم بناء مبانى المتحف وصالات العرض المتحفى ومتحف الدارسين والعلماء ومركز الاجتماعات والمسرح وسينما ثلاثية الأبعاد والمكتبة الآثرية ومتحف الطفل ومتحف ذوى الاحتياجات الخاصة ومركز الوسائط المتعددة والمركز الثقافى والتعليمى ومركز الحرف والفنون التقليدية والمنطقة الترفيهية والاستثمارية والحديقة المتحفية والمسار السياحى والثقافى لربط المتحف بهضبة الهرم . ووجه وزير الثقافة - فى ختام كلمته - الشكر للجانب الإيطالى الذى قام بدراسة الجدوى للمشروع على مدى عام ونصف .. مستعرضا المفهوم الفلسفى الذى أعده الإيطاليون لقيام المتحف والمسابقة العالمية التى اقامتها منظمة "اليونيسكو" لاختيار الشكل الهندسى المناسب لهذا المشروع الضخم . شهد الافتتاح فاروق حسنى وزير الثقافة والمهندس أحمد المغربى وزير الاسكان والدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية والدكتور أحمد زكى بدر وزير التربية والتعليم والمهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة والدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للاثار والدكتورة شادية قناوى رئيس لجنة الإشراف على تنفيذ مشروع المتحف .