أعلنت ناشطة السلام الإسرائيلية تالي فحيما وهي يهودية من أصل مغربي اليوم الثلاثاء إسلامها في مدينة أم الفحم بمركز الأراضي المحتلة عام 1948، بحضور عدد من قيادات الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني. وتسكن فحيما أم الفحم في أعقاب انتمائها إلى ركب اليسار الإسرائيلي، وكانت قد شاركت طيلة السنوات الماضية في العديد من المهرجانات والفعاليات التي ينظمها الشعب الفلسطيني بالداخل. وقالت فاحيما تعقيبًا على الموضوع :" اخترت مدينة أم الفحم من أجل إعلان إسلامي، لأبين للناس أن السبب الرئيس وراء إسلامي هو معرفتي بالشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل". وأضافت " عندما رأيت الشيخ رائد صلاح لأول مرة شعرت بشيء هزني من الداخل رغم أن هذا الرجل لم يكلمني كلمة واحدة، ولكن قسمات وجهه وتواضعه وكل شيء فيه كان يناديني إلى الإسلام". يشار إلى أن قيادات من الحركة الإسلامية حضرت إعلان إسلام فحيما، وعلى رأسهم الشيخ رائد فتحي، والشيخ يوسف الباز، حيث تم الاجتماع بها في مسجد الملساء في أم الفحم. وفي أعقاب استماعها إلى شرح واف حول تعاليم الإسلام من قبل الشيخ رائد فتحي، توجهت فاحيما صوب منزل الشيخ رائد صلاح في المدينة ذاته، لتزف إليه بشرى إسلامها. وقدمت فحيما شكرها للشيخ صلاح الذي استقبلها بمنزله، حيث قالت:" إن الله يسر لي بالشيخ صلاح لكي يسوق إلي أعظم هدية عرفتها البشرية، ألا وهي انتمائي لدين الإسلام". يشار إلى أن العام المنصرم شهد إعلان عدد من اليهود الإسرائيليين إسلامهم في مدينتي يافا وأم الفحم، وتعد الأغلبية الساحقة من اليهود الذين يعلنون الإسلام من الإناث. وولدت الشابة فحيما في عام 1974 في منطقة " كريات غات" الواقعة جنوب "تل أبيب" بمركز الأراضي المحتلة عام 48 لعائلة يهودية فقيرة من أصل مغربي. ونتيجة لوضع أسرتها الاقتصادي المأساوي, فبالكاد أكملت تعليمها الإلزامي ثم التحقت بالخدمة العسكرية الإلزامية التي أنهتها في عام .1994. في تلك الفترة، تأثرت تالي كباقي أبناء جنسها بمعطيات الواقع السياسي الإسرائيلي الذي أعقب اتفاق أوسلو وإنشاء سلطة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية, ونجحت في الحصول على وظيفة في مكتب محاماة، وعاشت كباقي بنات جنسها راضية بما حصلت عليه من وضع مادي من وظيفتها وظل وفاؤها لحزب الليكود قائما والذي كانت ورثته عن والدتها - سارة اتشياني. وأصبحت تالي بعد تحول قناعاتها ومفاهيمها حول الفلسطينيين تشارك في مظاهرات السلام الداعية إلى التعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتشارك في أنشطة اليسار الإسرائيلي الرافضة لسلوك حكومتهم مع الفلسطينيين. واعتقلتها سلطات الاحتلال عام 2004 وحاول مستجوبوها كثيرا تهديدها لإبعادها عن مناصرة الفلسطينيين أو تجنيدها كجاسوسة على النشطاء الفلسطينيين. لكن رفض تالي المستمر وإصرارها على الخروج لوسائل الإعلام المحلية والعالمية للحديث عن الفلسطينيين وحلمهم العادل بإقامة دولة على أرضهم وظلم الاحتلال تسبب في تخوف السلطات الأمنية هناك من تزايد المتعاطفين وجناح اليسار في "إسرائيل" مع الشعب الفلسطيني . وقد عمدت السلطات التي اعتقلتها مرارا دون دليل إلى تلفيق تهم لها، لذلك بقيت تالي محتجزة لدى الشاباك منذ العاشر من آب عام 2004 ودون محاكمة بحجة التحقيق ولم يفرج عنها وتم تمديد احتجازها لخمس فترات متتالية دون محام. وفي تلك الفترة لم تتردد سلطات الاحتلال في استخدام أشنع السبل التي تستخدم مع المعتقلين الفلسطينيين من تعذيب جسدي ونفسي ضدها . الجدير بالذكر أن صحيفة معاريف الإسرائيلية كانت قد ذكرت في يوليو الماضي أن مئات اليهود في إسرائيل يتوجهون سنويا بطلبات لمكتب وزارة العدل لترك ديانتهم واعتناق الدين الإسلامي. وأضافت الصحيفة أن الناشطين اليهود الذين يحاربون هذه الظاهرة يحذرون من أن العديد يعلنون إسلامهم دون إبلاغ الوزارة بذلك، وأشارت إلى أن لديها عدة معطيات وأرقاما تدل على أن المئات من اليهود أعلنوا إسلامهم . وهذه الظاهرة تنامت في الخمس سنوات الأخيرة.