استبعد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اليوم أن تكون لدى بلاده نية لإعادة طرح ملف تحقيق المصالحة الفلسطينية في الوقت الحالي، وجدد مطالبة حركة المقاومة الإسلامية حماس بتوقيع الورقة المصرية للمصالحة. وقال أبو الغيط في تصريحات للصحفيين بالقاهرة "مصر طرحت هذا الأمر مرارا وتكرارا ولازالت تنتظر قدوم الأخوة في حماس لكي يوقعوا على الوثيقة المصرية، ولكي يطلقوا هذه المصالحة من خلال الآليات المتفق عليها، وإن الجامعة العربية جزء من هذه الآليات". وكانت حماس رفضت التوقيع على الورقة المصرية كما هي، وطالبت بإدخال تغييرات عليها تتعلق بجوانب سياسية وأمنية، وهو ما رفضته القاهرة مطالبة بالتوقيع على الورقة كما هي. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتبر أن الرد على الهجوم الإسرائيلي على قافلة الحرية ومنعها من الوصول لقطاع غزة يكون بتحقيق المصالحة الفلسطينية واستعادة الوحدة الوطنية، ولكن حماس وصفت ذلك بأنه "خطاب إعلامي" لا سند له في الواقع، مشيرة إلى استمرار الاعتقالات في صفوف أعضائها في الضفة الغربية الخاضعة للسلطة الفلسطينية. وفيما يتعلق بمبادرة السلام العربية، قال وزير الخارجية المصري "المبادرة تتحدث عن الأرض مقابل السلام، وتتحدث عن الدولة الفلسطينية وحل عادل لقضية اللاجئين.. ومن يتحدث عن سحب هذه المبادرة كأنه يتخلى عن الرغبة في إقامة الدولة الفلسطينية". وأوضح أبو الغيط أنه "ليس بالضرورة أن تخاطب مبادرة السلام العربية إسرائيل، لأنها انعكاس للرؤية العربية لكيفية تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، فإذا لم تتحقق شروطها فلن يتحقق السلام" مضيفا "لا أتصور أننا نقوم اليوم بسحب المبادرة، لأننا في هذه الحالة سنخلق وضعا مضادا تماما للوضع العربي الحالي". وتساءل أبو الغيط "إذا ما سحبنا مبادرة السلام العربية فما هي المواقف العربية الجديدة التي نرغب في أن نتحدث فيها؟ وإن من يتحدث عن سحب المبادرة لا يرى عواقب عدم وجود موقف عربى". وجاءت تعليقات أبو الغيط بعد أن اتفق وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة مطلع الشهر الحالي على رفع موضوع المبادرة العربية للسلام إلى الاجتماع المقبل للقادة العرب.