انتابتني حالة من الفزع الشديد في الأيام الماضية عندما علمت بقرار وقف بث قناة الرحمة الفضائية المصرية بسبب برنامج اذيع عبر القناة في أكتوبر الماضي تحدث فيه الداعية الإسلامي حازم شومان عن غزوة خيبر.. بالطبع هو قرار غريب وخطير ويعد حلقة جديدة من مسلسل الهجمة الشعواء التي يتعرض لها الإسلام من الغرب. بداية القضية كما عرفتها من الشيخ محمود حسان مدير عام قناة الرحمة ان القناة اذاعت عدة حلقات في شهر رمضان الماضي للداعية الإسلامي حازم شومان عن غزوة خيبر تحدث فيها عن تاريخ اليهود ضد الإسلام والمسلمين وذلك وفق كتب التاريخ الموثقة منذ ألف واربعمائة عام وفي 27 ابريل الماضي فوجئت ادارة القناة بخطاب من النايل سات يقول فيه: لقد تلقينا قرارا من المجلس السمعي والبصري الفرنسي لوقف بث قناة الرحمة بسبب معاداتها للسامية وحضها وتحريضها لليهودية!! الطريف ان شركة النايل سات قالت للمسئولين بقناة الرحمة بالحرف الواحد.. ويمكنكم الاعتراض علي قرار وقف بث القناة أمام مجلس الدولة الفرنسي.. طبعا كلام طريف وغريب بل ومدهش.. فكيف يعترض اصحاب القناة أمام مجلس الدولة الفرنسي رغم ان القناة المصرية مائة في المائة وحاصلة علي ترخيص مصري في 15 يوليو عام 2007 كشركة وقناة فضائية مصرية؟!! في الحقيقة لا أعرف سببا واحدا وراء استجابة شركة النايل سات لهذا القرار الغريب من المجلس السمعي والبصري الفرنسي خاصة ان ادارة النايل سات لها حق الاعتراض علي القرار. قرار وقف بث قناة الرحمة الدينية يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الإسلام يتعرض لهجمة شعواء من الغرب.. نعم المنظمات اليهودية والصهيونية العالمية تحارب الإسلام والمسلمين في شتي انحاء العالم.. ففي الوقت الذي توجد فيه العشرات بل المئات من القنوات الفضائية في معظم بلدان العالم تهاجم الإسلام والمسلمين وتسب الرسل والأنبياء نجد اليهود في فرنسا يطلبون من المجلس السمعي والبصري الفرنسي وقف بث قناة الرحمة الفضائية الدينية لأنها اذاعت حلقة أو حلقتين عن غزوة خيبر واعتبروا ذلك معاداة للسامية!! أنا شخصيا سعدت كثيرا بطلب الاحاطة الذي قدمه بعض نواب البرلمان لمناقشة هذا الموضوع المهم خاصة ان وقف بث القناة يعد مخالفة دستورية خطيرة كما يعد تدخلا سافرا في السيادة المصرية لأن القناة مصرية وتبث من الأراضي المصرية. سعدت كثيرا بموقف الداعية الاسلامي الكبير الصديق الشيخ خالد الجندي بالتضامن مع قناة الرحمة واستضافة الشيخ محمود حسان خلال برنامجه "المجلس" الذي اذيع مساء السبت الماضي وأتمني ان تتضامن جميع القنوات المصرية والعربية الفضائية مع قناة الرحمة خاصة ان كل هذه القنوات يمكن ان تتعرض لمثل هذا الموقف في الفترة المقبلة. اعتقد ان الجميع يعلم ان الإسلام يتعرض لحملة شعواء بينما تقف الدول العربية والإسلامية مكتوفة الأيدي تتفرج علي ما يحدث للإسلام والمسلمين فعندما نشرت بعض الصحف الدانماركية والأوروبية الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم لم يتحرك أحد واكتفت الدول العربية والإسلامية بالشجب والادانة!! وعندما اذاعت قناة الرحمة حلقة تليفزيونية عن غزوة خيبر تحركت المنظمات اليهودية واغلقت القناة!! الغريب انني لم اسمع أو اقرأ خلال الأيام الماضية عن أي موقف لمنظمات المجتمع المدني المصرية مع قناة الرحمة رغم ان قرار اغلاق القناة أو ووقف بثها يعد مخالفا للدستور والمواثيق الدولية واعتداء صارخا علي الحريات الممنوحة لوسائل الإعلام.. نعم لم اقرأ أو اسمع عن بيان صادر عن تلك المنظمات تعلن فيه عن تضامنها مع قناة الرحمة.. اعتقد ان السبب معروف وواضح وهو ان تلك المنظمات لا تساند أو تتضامن مع كل ما هو إسلامي لأن ذلك يتعارض مع المنظمات اليهودية والصهيونية التي تدعم تلك المنظمات. آخر كلام: ** الكاتب الصحفي الأستاذ محمد سلماوي قرر ترك منصبه كرئيس لتحرير صحيفة الأهرام ابدو بعد بلوغه سن المعاش مباشرة رغم عدم صدور قرار بذلك من مجلس الشوري. قرار سلماوي درس مهم للجميع خاصة للذين يرفعون الدعاوي القضائية للاستمرار في مناصبهم أو يناشدون الحكومة للاستمرار في تلك المناصب.. تحية خالصة لرئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي. ** تلقيت رسائل عديدة من قراء اعزاء تعقيبا علي ما كتبته في الأسبوع الماضي تحت عنوان "القمني جدير بالتجريم" الجميع أكد ان القمني يستحق المحاكمة لا يستحق الحصول علي جائزة الدولة.