بعد فحوصات وإجراءات طويلة ومعقدة قرر سعيد أن يجري عملية استئصال المرارة بعد أن بلغ الألم مبلغه بسبب الحصى التي تراكمت فيها , وبعد استشارات طويلة اختار احد المستشفيات التي لا يضطر المريض بعد نجاح العملية أن ينتحر بسبب فاتورتها , وبعد انتهاء العملية بساعات ذهب اثر التخدير وبدأ سعيد يفيق شيئا فشيئا فوجد نفسه في العنبر مع عدة مرضى آخرين أجريت لهم عمليات جراحية ويقضون فترة النقاهة , بدأ بالتعرف على جيرانه وعن عملياتهم فقال له احدهم : - والله يا أخ سعيد أنا عملت عملية الزائدة الدودية قبل 10 أيام ونجحت العملية والحمد لله ولكني اضطررت لإجراء عملية أخرى لأن الجراح نسي المبضع في داخل بطني وخيط الجرح تصور؟ اصفر وجه سعيد من هذه الإخبار المزعجة وقال لجاره: ماذا؟ كيف ينسى جراح مبضعا في بطن المريض ؟ هل هذا كلام معقول ؟ هذا إهمال وتسيب ويجب معاقبة هذا الطبيب . وهنا تدخل مريض آخر في الحديث وقال: - لا تزعل نفسك يا سيد سعيد فمن الطبيعي أن ينسى الجراحون أشياء داخل بطن المريض فأنا مثلا أجريت لي عملية قبل شهر وبعد مدة لاحظت أن بطني تصدر صوت" تك تك تك " وبعد الفحوصات اتضح أن الجراح نسي ساعته في بطني !! جل من لا يسهو . اعترض سعيد وقال : - ولم لا ينسون أي شيء عندما يعطوك الفاتورة؟ حتى المنديل الورقي يجعلوك تدفع ثمنه ومن ثم ينسون ساعاتهم ومباضعهم في بطون المرضى ؟ قال رجل عجوز من آخر العنبر بصوت ضعيف: - هون على نفسك يا بني فهذا شيء طبيعي أنا لم اعرف أن الطبيب نسي نظارته في بطني إلا بعد أن بحث عنها في كل مكان ولم يجدها وخيرني بين أن أجري عملية لاستخراجها أو ادفع له ثمنها لأنها نظارات غالية الثمن! استولى القلق على سعيد من هذا الكلام وفكر مع نفسه عما سيحدث إذا اكتشف أن الجراح قد نسي شيئا في بطنه فهو لا يستطيع الخضوع لعملية أخرى , وفي هذه الأثناء دخلت الممرضة فبادرها سعيد بالسؤال : - لو سمحت, هل نظارات الطبيب موجودة؟ قالت الممرضة : - لا تقلق فقد رأيته يرتديها للتو. قال سعيد: - وماذا عن مفاتيحه؟ - موجودة وقد فتح بها الغرفة للتو. - وماذا عن الأدوات الجراحية ؟ - موجودة كلها وقد أعددتها بنفسي. ارتاح سعيد وأحس بالاطمئنان من أن الجراح لم ينس شيئا في بطنه مثل الباقين ولكنه فقد وعيه رعبا عندما اطل الجراح وسأل الممرضة : - هل رأيت علبة غدائي؟ لا استطيع أن أجدها في مكان وقد كانت معي في غرفة العمليات هذا الصباح . وجل من لايسهو Dr.mohsen Al Saffar