أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إقدام سفير السلطة الفلسطينية في منظمة اليونسكو على تأجيل استصدار قرار بخصوص القدس في المجلس التنفيذي الأخير لليونسكو , و أكدت الحركة أن سلطة رام الله لم تعد مؤتمنة على مصالح الشعب الفلسطيني. واعتبرت حماس أن ما فعله سفير سلطة فتح "تصرف مشين وانحدار كبير في مستوى الانتماء الذي بلغه ممثلو السلطة، وبضوء أخضر من عباس نفسه". ودعت الحركة في بيان لها الفصائل الوطنية الفلسطينية وكل أبناء الشعب الفلسطيني "لإدانة هذا التواطؤ وفضحه، والتنصل من أي تبعة أو أي التزام بما تقوم به السلطة". وشددت على أن القدس "ليست صفقة يمكن التلاعب بها بيد أشخاص لا يمثلون الشعب الفلسطيني"، مؤكدة عدم اعترافها بأي قرار "ينتقص من حقوق شعبنا في القدس ومقدساتها كلها". وقالت حماس: "إن هذه السابقة تنسجم مع التوجه نفسه الذي أقدم عليه ممثل السلطة في الأممالمتحدة عندما تواطأ على دماء أطفال غزة، وعمل على تأجيل التصويت على تقرير جولدستون الذي أدان الجرائم الصهيونية مما أعطى للعدو ضوءا أخضر بمواصلة جرائمه". وفي السياق ذاته, قال الدكتور سامي أبو زهري، الناطق باسم حركة حماس: "إن إقدام سفير سلطة فتح برام الله في منظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة "اليونسكو"، إلياس صنبر، على إرجاء استصدار قرار بخصوص مدينة القدسالمحتلة في المجلس التنفيذي الأخير باليونسكو دليل على أنها تحولت لأداة سياسية لخدمة الاحتلال". كان سفير السلطة الفلسطينية في منظمة الأممالمتحدة للعلوم والثقافة "اليونسكو" قد أقدم على إرجاء استصدار قرار بخصوص مدينة القدسالمحتلة , في الوقت الذي تشن فيه سلطات الاحتلال الصهيوني حرباً علنية ضد القدس والمقدسيين وتسعى لتهويدها. وقد سادت حالة من الاستياء والغضب أجواء الوفود العربية في اليونسكو بعد انفراد سفير "سلطة فتح"، إلياس صنبر، باتخاذ قرار تأجيل البت في خمسة قرارات لفلسطين يتصدرها قرار مدينة القدسالمحتلة والثابت منذ ثلاثين عاماً على جدول أعمال المجلس التنفيذي لليونسكو. وجاء هذا القرار في ظل تعنت الوفد الأمريكي وبعض الدول الأوروبية الأعضاء بالمجلس التنفيذي , واتفاقهم على مشروع قرار جماعي يمنع المجلس التنفيذي من التصويت على القرارات، مما يعني فشل المجلس ورئاسته في توافق أعضاءه. وذكرت مصادر في المنظمة الدولية أن المجموعة العربية قررت أن تطرح القرارات للتصويت عليها، عندها تدخلت المديرة العامة الجديدة لليونسكو "ايرينا بوكوفا" المدعومة أمريكياً لتفادي التصويت حتى لا يسجل فشلا لها في أول مجلس ينعقد في عهدها , بحسب "المركز الفلسطيني للإعلام". وتوجهت بوكوفا إلى سفير "سلطة فتح" وطلبت منه تأجيل البت بالقرارات للدورة القادمة والتي ستعقد بعد ستة أشهر على أن تتوسط لحل الأزمة. وكشفت المصادر أن الحديث في اليونسكو يدور عن تعهد المديرة العامة لليونسكو ل "صنبر" بتقديم وظيفة عالية له باليونسكو، خصوصا وأنه سيحال في نهاية العام الجاري إلى التقاعد من وزارة الخارجية التابعة ل "سلطة فتح"، ومكافأة له على دعمه لترشيحها أمام وزير الثقافة المصري فاروق حسني الخريف الماضي مما أزعج الوفد المصري في حينها، وهكذا تمت الصفقة.