بتنسيق كامل مع الأمن الوقائي وعناصر فتح، بدأت قوات الاحتلال الصهيوني بشن حملة شعواء وغير مسبوقة على عدد من المؤسسات الصناعية والنوادي والجمعيات الخيرية والمحلات التجارية في الضفة الغربية بدعوى انها تعد بنى تحتية لتمويل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية، وتأتي تلك الحملات الصهيونية الفلسطينية في إطار التنسيق المشترك بين الاحتلال الصهيوني وقوات محمود عباس في الضفة لاجتثاث المقاومة والعمل ضد مصالح الشعب الفلسطيني. من جانبها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة الجرائم الصهيونية غير المسبوقة التي تشنها بالاشتراك مع أجهزة أمن السلطة في رام الله "مستهدفة مجتمعنا الفلسطيني ومواطنيه في أرزاقهم ومصالحهم الخاصة والعامة". واعتبرت أن ما يحدث من اقتحامات ومصادرات لمراكز طبية وجمعيات خيرية ونواد رياضية ومحلات وأسواق تجارية؛ "لهو مؤشر خطير وواضح على تمادي عدونا الصهيوني في إيذائنا مستنداً إلى حجج واهية و مبررات سخيفة". وتساءلت حركة "حماس" عن "الصمت والغموض المريب"، الذي يكتنف سلطة رام الله ومفاوضيها "الذين يسارعون في تحديد أماكن ومواعيد لقاءاتهم مع الصهاينة متنزهين حول العالم يطوفونه"، كما تساءلت عن موقف السلطة، وعن رأي قياداتها، وقالت "أين موقف المفاوض المخضرم من العبث الصهيوني داخل مجتمعنا الذي بلغ أوجه هذا اليوم في مدينة نابلس بعد حملة شرسة طالت مصالح الناس وأرزاقهم، ولا أدل على ذلك بقفلهم سوقاً تجارياً (المول)". ورأت الحركة في بيان صادر عنها في الضفة الغربية، وتلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه، أن "التدرج المشترك في استهداف مؤسسات ومصالح الشعب الفلسطيني من قبل سلطة رام الله والاحتلال الصهيوني هو أمر في غاية الخطورة". وقالت: "فمن استهداف لجان الزكاة والجمعيات الخيرية والمؤسسات والتي تستطيع السلطة السيطرة عليها بإمكانياتها المتواضعة، إلى انتقال الاحتلال في استهدافه للمؤسسات المتبقية والخاصة من جمعيات ومؤسسات ومراكز طبية ومحلات تجارية ومدارس في الخليل ونابلس ورام الله وفي مدننا كافة، ليدلل أمام المواطن الفلسطيني والجميع أن هناك تكامل أدوار يستهدف إضعاف المجتمع وترويضه لإجباره على الاعتماد أكثر على التسول ودفعه لقنوات السلطة ومؤسساتها التي لا تقدم شيئاً بريئاً". أما بخصوص استهداف هذه المصالح بحجة أنها بنية تحتية ل "حماس"؛ فقد أكدت الحركة في بيانها على أن "هذا الأمر يبعث على المهزلة والسخرية، وهو يدلل على الإفلاس والتخبط بسبب الإحراج الكبير الذي تحققه حركة حماس لخصومها خلال صمتها أو نطقها، والكل يعلم أن ما يزيد عن عام وسلطة رام الله لم تدخر جهداً في الاستيلاء والمصادرة لكل ما تدعي أنه يمت للحركة بصلة، جنباً إلى جنب مع دور الاحتلال في مساعدتها فيما قد يسبب لها حرجاً أمام المواطنين، وهم بهذا ينبهون الناس ويذكرونهم بحقيقة حركتهم "حماس" ومواقفها التي لا تحيد عنها وسعي أعدائها للنيل منها بشتى الطرق". وتابعت الحركة تقول: "إنه فيما يتعلق بمحاربة "حماس"، فعبثا ما يحاولون، فإن أمامهم شعباً أصيلاً حياً مضحياً مرابطاً مقاوماً تتنفس حماس به، فأنى لهم النيل منه". ودعت "حماس" المؤسسات الحقوقية والإعلامية والفضائيات إلى الذهاب لمدينة نابلس وكشف مستوى الإجرام للرأي العام المحلي والدولي، والذي استهدف ممتلكان الناس الخاصة والعامة".