استشهد اثنان من عناصر كتائب الشهيد عز الدين القسام - الجناح العسكري لحركة حماس - فجر اليوم الأربعاء في اشتباك مع قوة خاصة من جيش الاحتلال الصهيوني توغلت في محيط معبر المنطار الواقع قرب حي الشجاعية شرق قطاع غزة. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الشهيدين هما محمد صبحي البطنيجي وفادي أرقيق وأن جثمانيهما وصلا إلى مستشفى الشفاء. وتأتي هذه التطورات بعد أقل من يوم واحد على تصريحات وزير الأمن الداخلي الصهيوني آفي ديختر التي قال فيها إن تل أبيب لن تقف مكتوفة الأيدي أمام عمليات إطلاق الصواريخ التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية على مناطق النقب الغربي مهددًا بأن جيش الاحتلال سيتدخل "في الوقت المناسب". وأعرب ديختر عن خيبة أمله من عدم قيام السلطة الفلسطينية بتشكيل قوات أمنية لمكافحة ما زعم أنه "الإرهاب" في إشارةٍ إلى المقاومة الفلسطينية لا عمليات جيش الحرب الصهيوني!! من جانبها كثَّفت المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد الاحتلال الصهيوني سواءٌ في الضفة الغربية أو قطاع غزة فقد أعلنت مجموعة مشتركة من سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - ومجلس شورى مجموعات الشهيد أيمن جودة التابع لكتائب شهداء الأقصى - الجناح العسكري لحركة فتح - مسئوليتها عن قصف الموقع العسكري الصهيوني الواقع شرق منطقة أبو العجين في قطاع غزة بصاروخين. وقالت المجموعة المشتركة إن تلك العملية جاءت ردًّا على التصعيد الصهيوني ضد قادة المقاومة في الضفة الغربية والقطاع. وفي الضفة الغربية أصيب جندي صهيوني بجروح طفيفة في تبادل لإطلاق النار بين قوة تابعة لقوات الاحتلال وعدد من عناصر المقاومة الفلسطينية في مدينة نابلس فجر اليوم. كما تعرَّضت مجموعة من الجنود الصهاينة لإلقاء عبوتين ناسفتين دون أن يؤدي ذلك لوقوع إصابات. وبالإضافة لذلك ألقى عناصر من المقاومة عبوةً ناسفةً مساء أمس على سيارة كان يستقلُّها مجموعة من المغتصبين قرب بلدة دورا شمال مدينة الخليل جنوب القطاع وقد أدى الانفجار إلى إصابة 3 من المغتصبين كانوا داخل السيارة فيما أصيب رابع بعيار ناري بعد تعرُّضه لإطلاق نار لدى مروره على الطريق السريع رقم 6 قرب جدار الفصل العنصري في منطقة المثلث الجنوبي داخل الكيان المحاذية لمدينة قلقيلية شمال الضفة وسط أنباء عن أن إطلاق النار جاء من قرية حبلة جنوبالمدينة. وتعيش الضفة الغربية في اليومين الأخيرين حالةً من التوتر الحادّ بسبب تنفيذ قوات الاحتلال عمليات توغل ومداهمة في مختلف مدن الضفة أدَّت إلى اعتقال عشرات الفلسطينيين كان آخرهم 13 فلسطينيًّا في حملات اعتقال تمت ليل أمس وفجر اليوم. وفي سياق آخر تعرضت القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية لهجوم بإلقاء عبوة ناسفة على عربة قمامة كانت تقف قرب المقر العام للقوة في منطقة تل الهوا جنوب مدينة غزة من سيارة مرت مسرعة إلا أن الانفجار لم يؤدِّ إلى خسائر في صفوف القوة. وقال إسلام شهوان- المتحدث باسم القوة- إنه جارٍ حاليا عملية ملاحقة للسيارة لمعرفة هويَّة مَن نفَّذوا الهجوم فيما لم تعلن أية جهة مسئوليتها عن العملية. وفي محاولة جديدة من الأمريكيين لزيادة الحصار على حركة حماس أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية جمعيةَ الصلاح الإسلامية- أكبر جمعية خيرية في الأراضي الفلسطينية- ومديرها أحمد الكرد على ما تسميه "القائمة السوداء" بدعوى أنها واجهةٌ لحماس. وقال آدم زوبين- المسئول في وزارة الخزانة- إن حماس استخدمت جمعية الصلاح وغيرها من الجمعيات الخيرية كواجهة لتمويل أنشطتها في المقاومة زاعمًا أن جمعية الصلاح تلقَّت تمويلاً كبيرًا من الشرق الأوسط بما في ذلك مئات الآلاف من الدولارات من مانحين كويتيين. على المستوى السياسي يُجري رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مباحثاتٍ اليوم الأربعاء مع الرئيس المصري حسني مبارك في مدينة الإسكندرية في زيارةٍ تأتي بعد اجتماع عباس مع رئيس الحكومة الصهيونية أولمرت في أريحا قبل يومين وهو اللقاء الذي أوضحت المؤشرات أنه لم يؤدِّ إلى الكثير على صعيد تنشيط عملية التسوية بين الفلسطينيين والصهاينة أو حتى تخفيف القيود التي يفرضها الصهاينة على الفلسطينيين في الضفة. ومن المتوقع أن يناقش عباس مع مبارك المؤتمر الدولي للتسوية الذي دعا له الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن الخريف القادم بالإضافة إلى المبادرة العربية الروسية للبدء في الحوار بين حركتي حماس وفتح لإنهاء الأزمة الحالية في الأراضي الفلسطينية إلى جانب نتائج اللقاء مع أولمرت.