طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين لاتخاذ خطوات محددة بشأن تفعيل الخطة العربية لمواجهة القرار الإسرائيلي الخاص باعتبار المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية متسللين. صرح بذلك السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد، رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة في الجامعة العربية في تصريح للصحفيين اليوم "الجمعة"، مؤكدًا أن الجامعة العربية تتابع القرار الإسرائيلي الخاص باعتبار المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية متسللين ببالغ القلق. وقال إنه ضمن هذه الخطوات هو الذهاب إلى المحاكم الدولية،وذكر أن الجامعة العربية بدأت بالاتصال بالمجموعات المختلفة وبخاصة السفراء العرب في الأممالمتحدة وفي جنيف لمتابعة الموضوع، ولعقد اجتماعات عاجلة، والعمل على وقف تطبيق القرار وإلغائه، كونه يهدد وجود السلطة الوطنية واتفاقية السلام. واعتبر صبيح أن قرار مجلس الجامعة الأخير احتوى أمرًا هامًا، وهو طلب تفعيل المقاطعة العربية بوجه إسرائيل لأنها تعدت على كل المحرمات والقوانين. ولفت إلى أن إسرائيل من خلال شروعها في تنفيذ القرار 1650 تثبت بأنها غير مكترثة بالمجتمع الدولي، وقال: هي تستغل الحصانة الممنوحة لها، لأن هناك دولة عظمى بعينها تحميها من أية إدانة في الاممالمتحدة والمحافل الدولية، بالإضافة للإمكانات غير العادية التي تعطيها لإسرائيل. وشدد على أن "السلام" لا بد أن يكون مصلحة مشتركة، لأنه ليس مصلحة فلسطينية فقط، بل مصلحة إسرائيلية-أميركية"، وأنه مطلوب من واشنطن بأن تضع حدًا للعدوان الإسرائيلي، لأن عدم فعلها ذلك يجعلها تفقد جزءًا كبيرًا من رصيدها في العالمين العربي والإسلامي. وردًا على سؤال عن اتفاقية جنيف الرابعة والحقوق التي تمنحها للمدنيين الواقعين تحت الاحتلال، قالى"صبيح"أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والسياسات الإسرائيلية ليست فقط انتهاك لاتفاقية جنيف الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، بل لكل الأعراف الدولية. وأكد صبيح على أن السياسة الإسرائيلية القاضية بترحيل الفلسطينيين من موطنهم تعتبر انتهاكًا لميثاق لأمم المتحدة من الدرجة الأولى. وتابع: وافقت إسرائيل عام 1948 عندما سئل مندوبها في الأممالمتحدة :"هل يقبل بميثاق الأممالمتحدة، وبتطبيق التزامات إسرائيل أمام المجتمع الدولي، فأجاب بنعم، وهذا موثق بمحضر الاجتماع، ومن هنا إسرائيل تهز أوراق اعتمادها بالأممالمتحدة من خلال القرار 1650، والقرارات العنصرية الأخرى". كما حمل صبيح المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة التعامل مع العنصرية الإسرائيلية، بالمثل كما تعاملت مع العنصرية بجنوب أفريقيا، محذرًا بالقول "وإلا سيكون الكلام عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ضرب من العبث الدولي ويشجع إسرائيل على مواصلة عدوانها"، مؤكدًا أن الموقف الدولي المتخادل، يشجع الاحتلال على تصعيد ومواصلة عدوانه. جدير بالذكر، أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أكد أن العرب أجمعوا على أن المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة ليس لها معنى أو فائدة . واعتبر موسى، عقب اختتام اجتماع مجلس الجامعة العربية الطارئ على مستوى المندوبين الثلاثاء قبل الماضي الموافق 13 أبريل الجاري، أن الإجراء الإسرائيلي بطرد آلاف الفلسطينيين من الضفة الغربية جاء نتيجة إعطاء حصانة دولية لكيان الاحتلال الإسرائيلي الذي ينتهك القوانين المنظمة للاحتلال، وبالتالي فإن النتيجة هو ما نراه الآن. يذكر أن مجلس الجامعة على مستوى المندوبين قد اتخذ عدة قرارات على المستوى السياسي والقانوني كان ابرزها المتعلق بقطع المفاوضات مع إسرائيل أيًا كانت، والتوجه إلى الأممالمتحدة والمحكمة الجنائية الدولية ومجالس حقوق الإنسان الدولية، بالإضافة إلى منع أي إجراء عربي من شأنه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.