ماذا فعل الإعلام العربى للدول العربية ؟ وهل لديه القدرة على مواجهة الهجمة الغربية على العرب عامة والإسلام بصفة خاصة ؟ أسئلة تبحث عن إجابات وستظل الإجابة محيرة إلى أن تولد مؤسسة صحفية عربية هدفها فقط توضيح الصورة وتحديد الأهداف ومعالجة المشكلات العربية وإيجاد الحلول بموضوعية بعيدأ عن التصعيدات والشعارات الرنانة التى تهدف فى النهاية إلى زيادة التوزيع أو جلب أكبر عدد من المشاهدين وهى فى النهاية خاوية من اى مضمون ، ناهيك عن باقى المؤسسات الإعلامية ذات الغلاف العربى وهى فى الأصل وجدت لخدمة الغرب فى تحقيق أهدافه للإبقاء على العرب والمسلمين فى أسوأ صورهم إلى أن تقوم الساعة ويأتى الفرج من عند الله ، وتظهر الأقلام الشريفة التى تسعى أولاً وأخيراً إلى نصرة الأمة العربية والإسلامية ولا نريد النصرة عن جهل أو تعصب أو حتى مغالطة وتجميل صورة بدون وجه حق ولكن نريد أن نخلع الماسكات التى تعودنا على ارتدائها والإختفاء ورائها هرباً من واقع نعيشه ، وإذا كان العرب فيما بينهم يحملون كل هذه الإنتقادات والإختلافات فى الرأى فكذلك الحال فى الغرب ، والفارق واضح هو اتفاقهم على المصلحة العامة للكيان الغربى فى مجمله حتى وإن كان ذلك على حساب تنازلات البعض ، ولكن الهدف الأكبر هايتم تحقيقه ولكن مازلنا نفتقد لغة الحوار ومازالت أفلامنا وميكروفونات إذاعتنا وقنواتنا الفضائية تدار تحت المظلة والهيمنة الغربية حتى ونحن نملك ما لا يملكون من التمويل والإمكانات التى تؤهلنا لأن نصل إلى مصاف الدول العظمى لأن العظمة لا تأتى صدفة وتحتاج إلى تخطيط وتدبير ورسم السياسات وقراءة المستقبل ، وجميعها عناصر لم نعتد عليها لذلك نحجز لأنفسنا دائماً مقعد النابغين . وعودة إلى الإعلام ودوره وما يجب أن يحقق للعرب والمسلمين نجد أن المؤسسات الإعلامية العربية بالرغم من إنتشارها خلال الأعوام الأخيرة إلا أنها لم تقدر حتى الآن فى توصيل أى معلومة إلى الجانب الأخر ولم تتمكن رغم ما تملك من إمكانات تكنولوجية وتمويل أن توضح الصورة وتنقل للعالم وجهة النظر العربية أو حتى تشرح الإسلام واهدافه ، ولا يزال الإعلام الصهيونى هو المهيمن على العالم شرقاً وغرباً وصاحب الكلمة المسموعة وإذا كان الغرب هم أصحاب التكنولوجيا وهم من يمدوننا بها للعمل والوصول إلى الخبر وتناقلة ، فنحن من نصنع الحدث وإذا تبنى الإعلام العربى القضايا العربية واحترف لغة الحوار البناء ذا الأهداف الواضحة والصريحة وغير المأجورة اعتقد أن حاله سيصبح أفضل مما هو عليه الآن وربما تختفى الوجهة القبيحة للإعلامى العربى والمحلل الذى يجلس أمام كاميرات الفضائيات لا نسمع منه إلا ثرثرة ومشادات كلامية لا تسفر عن شئ ، وكأننا نسعى من خلال جميع وسائل إعلامنا لتثبيت صورة العرب بالغوغاء وتدعيم وصف الإسلام بالإرهاب من خلال ظهور مشايخ العصر الحديث بسيل من الفتاوى والمحاذير التى تصدر عنهم بلسان الإسلام الذى ربما لا يعرفون عنه إلا أنه آخر الأديان السماوية من رب العباد ، وإذا كان الإعلام العربى بحق يريد أن يدعم الدول العربية ولو أن مجموعة الشرفاء وأصحاب الكلمة الصادقة وهم كثيرون فى عصر تصعب فيه كلمة الحق ، وإذا أجمع هؤلاء على هدف واحد وهو العالم العربى والإسلامى كما يجب أن يكون بشرط أن يكون القائمون على تمويل هذه الكيانات الإعلامية الهادفة بعيدين عن أصابع الغرب الطائلة أكيد سيطل علينا يوم نتشرف فيه أن العرب لديهم مؤسسة أو كيان إعلامى يعبر وبحق عن هذا الكيان بشرط أن ترفع حكومات تلك الدول أيديها عن هذه الكيانات الإعلامية الهادفة وكفاها ابتعادها عن نقدها فهى الأصل تعمل لصالح كيان عربى مسلم وليست تسعى لقلب نظام الحكم فالحكم يوم إذن لله وهو العلى القدير .