د.هدى الكاشف السيرة النبوية من أشرف العلوم التى نتعرف بها على أكرم خلق الله ، وأفضل رسله ، وخاتم أنبيائه ، وخاصة أن البشرية فى أمس حاجتها لأسوة حسنة تقتدى بها فى أمور الدين والدنيا ، بثوابت خالدة على متغيرات متحركة ، خاصة لثبات أقدام المسلمين فى مهب رياح العولمة والحداثة وما بعد الحداثة ، مع الحرص على التعامل مع مستجدات الحياة بأسلوب مدروس ، فلا نحيا فى إطار ضيق موروث ، فتكون النتيجة الحتمية لمجتمع أعزل أمام تقدم وثقافة من حوله ، فندور فى فلكهم متجمدى الفكر والإبداع. فلو تدبرنا السيرة النبوية جيدا نجد فيها الكثير من القوى التأثيرية التى من الممكن تحويلها ألى ظاهرة إجتماعية مفيدة فى مناحى حياتنا المختلفة ، وعلاقتنا المتعددة بين أفراد الأسرة الواحدة ، و أيضا المجتمع من حولها ، فنصل ألى صحة القصد ، وسلامة النية ، ومعرفة معالم الأخلاق الفاضلة ، والحياة الأنسانية الراشدة ، وقد ذكر بن القيم أنه صلى الله عليه وسلم سمى بأسماء كثيرة من بينها ( أحمد ، محمد ) فالأسمان أشتقا من خصائصه وفضائله المحموده التى لأجلها أستحق أن يسمى ( محمد )، وأسمه ( أحمد ) هو الذى يحمده أهل السماء و الأرض ، وأهل الدنيا وأهل الآخرة ، فلا يستطيع أحد إحصاء أو عد خصاله المحمودة ، فمن مكارم أخلاقه : كرمه صلى الله عليه وسلم أن رجلاَ سأل النبى غنماَ بين جبلين فأعطاه إياها ، فأتى قومه فقال : أى قوم أسلموا فوالله إن محمداَ ليعطى عطاء مالا يخاف الفقر . أما عن رحمته أن الأقرع بن حابس أبصر المصطفى صلى الله عليه وسلم يقبل الحسن فقال :إن لى عشرة من الولد ما قبلت أحداَ منهم ، فقال رسول الله (من لا يرحم لا يرحم ). وأما عن حسن معاملته ما روى أنه خدمه فقال : ما قال لى لشئ صنعته لما صنعت هذا ؟ ولا لشئ لم أصنعه ، لما لم تصنع هذا؟. أما عن تواضعه ما روى أن أمرأة سوداء البشرة كانت تزيل القمامة من المسجد فقدها رسول الله فسأل عنها فقالوا : ماتت ، فقال : أفلا كنتم آذنتمونى فكأنهم حقروا من أمرها فقال المصطفى: "دلونى على قبرها ، فدلوه ، فصلى عليها ثم قال : إن هذه القبور مملؤة ظلمة على أصحابها ، وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتى عليهم ".
* داعية إسلامية وعضو المجمع العلمي لبحوث القرآن و السنة [email protected]