جعفر عايد المعايطة إن الحقائق اليومية في العراق تؤشر، للأسف، على دخول مسلسل الإرهاب والتخريب والجريمة المنظمة في سياق نوعي جديد, يشبه مخططا دقيقا وموجها ليس فقط ضد قوات الاحتلال ، كما هو شائع, بل ضد الوحدة الوطنية العراقية بأكملها، مستهدفا مقومات الدولة الأساسية وصولا إلى تحطيم إرادة الأفراد والجماعات والمؤسسات لدولة القانون السياسية والأمن. وهذا الفكر المارق يحتكم لمخطط محكم ذو أربعة مقومات: أولا)ا لعقدة المرضية:- تلك التي تنتاب بعنف كل خاسر موبوء بمرض الحسد والقتل والإجرام ,غير شريف يسعى مرضا لامتلاك الحق المقدس لضرب العزل ,الأبرياء ,القصر, العجزة ,النساء ,الأطفال ,الشيوخ,ألأيتام, ألأرامل ,أبناء الشهداء , وذوي الاحتياجات والعاهات الخاصة من الشعب العراقي المظلوم, وهذه العقدة المرضية فقد نمت سريعا بعد الفراغ السياسي وغياب الأجهزة الأمنية والحزبية والانصهار العسكري أمام قوات الاحتلال الأمريكي والبريطاني. حيث ترك هذا الانصهار المدوي شعورا مرا وحقدا دفينا وعقدة ثأر مرضية لدى هذه القوى الإرهابية ,مما أثار حفيظتهم لفقدانهم منافعهم وامتيازاتهم وانتقاما وليس حبا بالعراق نفثت سمومهم في أواسط الشعب العراقي. أما ثانيا فالوهم الذي يعد مقوما آخر للإرهاب ,الإرهابيون تحتكم خطواتهم ومخططاتهم ل(وهمُ )استعادة مجد مفقود وجاه زائل وسلطة دارسة. وهُم في توهمِهم هذا لا يألون جهدا ولا وسيلة إلا واستخدموها لضرب سيادة الدولة ومؤسساتها. شبكات تعمل متكاتفة وتقود، أيضا، خيوط الإرهاب مستفيدة من الظلامية. فشبكاتهم تعرف جيدا من أين يأكل الكتف؟ متمرسون داخل حدود العراق من المرتزقة يشرفون على تفجير الأبرياء. شبكات تختطف وتطالب بالفدية. وشبكات تجمع الدعم السياسي والمالي. وشبكات تعرف كيف تدق على الوتر الحساس في الصحافة والإعلام والقنوات الفضائية تزعق لنيل الاستقرار والأمن. تعدّ هذه الشبكات بالآلاف. ولهذه القوى أهدافها الواضحة المتطابقة الآن، جزئيا مع قوى ترغب باستمرار الاحتلال. وان محاربتها عمل وطني يجب أن يتكاتف عليه كل من يريد الحياة لعراق حر ومنفتح وقائم على القانون.إرهابهم، إذن، ليس إرهابا اعمي يعمل بوحشيته فقط، ولكنه إرهاب مُخطط من قوى تمتد وتنتشر كوادرها في جسد الدولة الجديدة. يضربون قوى التغيير الجديدة من خارج ويتسلقون من الداخل؟ فهم أساتذة في خلط الخبث بالفوضى والقسوة. خبثا، لأنهم مهرة في تطبيق قاعدة اقتل وسر في جنازة القتيل في المقدمة, أقتل وتقبل العزاء. لا لهم أهداف لها غير التدمير العشوائي. ثالثا الخطاب الإعلامي الغير منظم والغير معالج والغير مدعم بنتائج التحقيقات مع المعتقلين ,والذي يقوم على الإيحاء بتلاشي قوة الخصم سريعا ودنو ساعة النصر. ولكن إذ يصطدم هذا الخطاب بمعطيات مضادة وسرعان ما يفوق الشعب العراقي على كارثة جديدة. فان مصداقية قائليه تسقط في عيون الناس. لتصبح أقوالهم، بعد زمن قصير، زوبعة تنقشع بسرعة لتخلف وراءها واقعا أكثر سوادا وأشد دموية. والأكثر خطرا أن يتعمق شك الناس بقدرة النظام السياسي على تحقيق المطلوب. وتزداد مبالاتهم، أيضا بما تقوله الحكومة سياسيا وامنيا، حين يتعمم الرأي بين أوساط صانعي القرار ومنفذيه في العراق أن صلب الإرهاب جماعات غير عراقية تفقد محاربة الإرهاب وضوح الهدف. المقوم الرابع الشيعة والتشيع,حسب قول سماحة آية الله الحاج السيد رضا الشيرازي: " إننا أمام حرب وجود لا حرب حدود " ويقول الكاتب غريبي عبد الملك. "لن يرحم التاريخ كل من يستبدل الدفاع عن قيم الإسلام والتشيع الذي هو صميم الإسلام ومبادئه بالدفاع عن الكيانات الوهمية والهياكل الفارغة،فولايتنا تقول:"لأسلمنَّ ما سلمت أمور المسلمين" .