قال تقرير صحفي لوكالة فرانس برس إن الأوساط الثقافية المصرية ما زالت ترفض التطبيع رغم اتفاق السلام المبرم بين إسرائيل ومصر عام 1978، خصوصا الثقافي منه. وأشار التقرير الذي نشر على موقع الوكالة الألكتروني تحت عنوان "برمجة فيلم إسرائيلي في القاهرة يذكي رفض التطبيع الثقافي" إلى أن المثقفين المصريين يعترضون على عرض أي عمل إسرائيلي في مصر، حيث ظهرت الأزمة جلية إثر برمجة فرنسا فيلما إسرائيليا في إطار مهرجان في القاهرة مما أثار احتجاجات المصريين وأضاف التقرير: إن "رفض التطبيع في الميدان الثقافي مظهر من مظاهر الصراع العربي - الإسرائيلي ودليل على صعوبة قيام علاقات طبيعية بين النخب المثقفة في الجانبين. لافتا إلى أن رفض التطبيع تحول إلى واجهة وميدان عراك يعكس حدة الأزمة بين شعوب المنطقة. فترجمة الأدب الإسرائيلي في العالم العربي نادرة جدا، ويكفي أحيانا أن تشارك إسرائيل في أحد المهرجانات أو المسابقات الدولية لينظم ضيوف من جنسيات عديدة وأغلبهم من العرب حملات مقاطعة. ومن حملات المقاطعة التي تتمثل في سحب الأعمال الفنية أو تنظيم احتجاجات ونشر عرائض أو الانسحاب من لجان التحكيم، معرض الكتاب للعام 2008 في العاصمة الفرنسية باريس الذي اختار إسرائيل ضيف شرف فقاطعتها بلدان عديدة منها تونس ولبنان وإيران، ونظمت حملات مكثفة مناهضة لدولة إسرائيل. ومن حملات المقاطعة مهرجان تورونتو الدولي للفيلم للعام 2009 الذي برمج لعرض 10 أفلام عن تل أبيب بمناسبة الاحتفال بمئوية المدينة فاحتج العديد من المخرجين أغلبهم عرب ولكن من بينهم مشاهير في السينما العالمية على غرار المخرج البريطاني كين لوتش والممثلة والمخرجة الأمريكية جين فوندا، الذين اعتبروا الأمر "ترويجا لصالح نظام الفصل العنصري" الإسرائيلي. وما حدث في الفترة الأخيرة دليل إضافي على هذا الوضع إذ سحبت السفارة الفرنسية والمركز الفرنسي للثقافة والتعاون فيلما قصيرا عنوانه "شبه كامل" للمخرجة الإسرائيلية كيرين بن رافايل من برمجة مهرجان "لقاء الصورة" في القاهرة بعد انسحاب ثلاثة أعضاء مصريين من لجنة التحكيم معتبرين أن المشاركة في هذا المهرجان تندرج في إطار "التطبيع الثقافي" مع إسرائيل. فيما اعتبرت كيرين بن رافايل مبرمجة فيلم "شبه كامل" ما حصل "مؤسف وعبثي" أكد بيار أبي صعب رئيس القسم الثقافي في صحيفة "الأخبار" اللبنانية لموقع فرانس 24 الالكتروني أن "إلغاء فرنسا برمجة فيلم "شبه كامل" في وقت أول عبر عن احترام للمثقفين الذين وحدهم يمثلون حقيقة شعوبهم لكن التراجع عن هذا الموقف يمثل عدم فهم فرنسا للعالم العربي حتى لا نقول تضامنا مع قوة امبريالية" وأضاف "إنه من الساذج أو من باب جهل حقيقة مواقف المثقفين العرب أن يبرمج في القاهرة ولو كان فيلم قصير لمخرجة شابة إسرائيلية بذريعة دعم الحوار والتفاهم علما وأن برمجة فرنسا أعمال فنية إسرائيلية صارت مكثفة وقاهرة".