توقع محللون سياسيون أن يتكهرب الموقف العربي العام بعد رصد العديد من المواقف السلبية في القمة العربية مع مؤتمرها القادم الذي سيعقد في مدينة ( سرت الليبية ) في ظل واقع عربي محبط بالكامل و محاط بأحزمة هائلة من ملفات الأزمات الواسعة المحيطة بالوضع العربي العام وحسب محللون فأهم ما يواجه القمة الليبية القادمة هي دولة المقر فليبيا كانت على الدوام صاحبة مواقف ( كهربائية ) و مفاجئة في القمم العربية من حيث الحضور أو التصريحات أو ( القنابل الإعلامية ) التي برع العقيد القذافي في تفجيرها في أروقة القمم العربية السابقة و التي تأخذ مدياتها الطريفة بطبيعة الحال و تضفي على المشهد السياسي العربي مواقفا تهريجية واضحة المعالم ، وقمة سرت هذه المرة تعقد في ظل ظروف دولية و إقليمية متوترة للغاية ، فالصراع في الشرق ألأوسط وفي الملف الفلسطيني / الإسرائيلي قد دخل في منعطف بنيوي حاسم كما أن إستمرار التوتر في الخليج العربي بفعل الملف النووي الإيراني و الصراع مع الغرب و الحالة الصعبة في العراق و التحديات الإيرانية المتشنجة لأمن الخليج العربي تفرض رؤاها ووجودها الفاعل وهي قضايا تحتاج لبرنامج عمل حقيقي و ليس إستعراضي و تهريجي بطبيعة الحال ؟ وكذلك الرفض الشعبي اللبناني و الذي أدى لإمتناع و مقاطعة لبنان عن حضور القمة بسبب الملف الشهير لإختفاء الإمام موسى الصدر ورفاقه بينما كانوا في زيارة للجماهيرية الليبية عام 1978 يظل سيفا مسلطا على رأس القمة الليبية وطريقة تقديم الدعوة الرسمية الليبية للحكومة اللبنانية لحضور القمة قد أثارت كل عوامل التوجس ، فالدعوة تقدم للحكومة مباشرة و ليس لسفارتها في دمشق ؟ لذلك كان القرار اللبناني بالإمتناع عن الحضور لأسباب إدارية كما قيل أما غياب الرئيس حسني مبارك عن القمة لظروفه الصحية فهو أحد أسباب ضعف هذه القمة أيضا وهو غياب سيشاركه فيه لا محالة عدد مهم من القيادات العربية الأولى في المشرق أو المغرب ؟ فهوية من سيقاطعون واضحة و لا تحتاج لإضاءات مضافة
فقمة سرت من الواضح أنها تحمل بذور فشلها منذ الوهلة ألأولى ، فالمواقف الليبية الرسمية من مجمل القضايا و الملفات العربية السائدة تحمل وجهات نظر خاصة جدا لا تتناسب مع ماهو سائد من سياسات إقليمية معروفة