أسفرت نتائج أعمال شركات الاتصالات الثلاثة خلال العام المالي 2009 عن تحقيق أرباح صافية 7.289 مليار جنيه بانخفاض قدره 4.2% مقابل 7.605 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي 2008. وأسند خبراء أسواق المال تراجع إجمالي الأرباح المحققة إلى الخسائر التي حققتها شركة "أوراسكوم تيليكوم القابضة" خلال الربع الرابع من العام الماضي وهو ما أثر على إجمالي أرباحها في 2009 ، مشيرين إلى أن شركتي "المصرية للاتصالات" و"موبينيل" حققتا أداء جيداً خلال 2009.
واستبعد الخبراء أن يكون قطاع الاتصالات القائد للسوق في المرحلة القادمة نظراً للمشاكل التي تعانى منها شركاته وعلى رأسها "أوراسكوم تيليكوم" و"موبينيل"، حيث إن هذه المشاكل أثارت نوعا من الضبابية على اتجاهات الأسهم وأثرت على أدائها بنحو كبير. من جانبه قال حسام أبو شملة المحلل المالي: إن قطاع الاتصالات نجح في تحقيق نتائج مقبولة في العام المالي 2009 خاصة انه كان واحدا من الأعوام الصعبة على جميع القطاعات على المستويين المحلي والعالمي مشيراً إلى أن القطاعات التي تعتمد على الطلب الداخلي بنسبة كبيرة شهدت معدلات أداء أفضل من قريناتها.
وأوضح أبو شملة أن النتائج التي أعلنتها شركات الاتصالات ليست مبهره مستبعداً أن تشهد نتائج أعمال "المصرية للاتصالات" و"موبينيل" طفرات في معدلات أرباحها خلال العام الجاري 2010 لافتاً إلى أن المشاكل التي تواجهها اوراسكوم تيليكوم بالجزائر ما تزال تخيم على التوقعات لنتائجها في الفترات المقبلة . من جانبه قال هشام مشعل مدير إدارة البحوث بشركة المتحدة للاستشارات المالية إن سوق الاتصالات في مصر يعتبر من أفضل الأسواق بين دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث معدل النمو، مشيراً إلى أنه يعد واحد من القطاعات الهامة من حيث نسبته في الناتج المحلي وعلاقته بالنمو في القطاعات الأخرى.
وأضاف مشعل إن الاستثمار في الهاتف المحمول والإنترنت لا يزال بمثابة فرص هائلة للنمو في الفترات المقبلة، مشيرا إلى أنه على الرغم من التحديات الموجودة حاليا، نجحت الشركات فى تحقيق نتائج جيدة إلى حدا ما ، مرجعاً تراجع الأرباح الإجمالية للشركات الثلاثة إلى الأداء السلبي لشركة "أوراسكوم تيليكوم" في الربع الرابع.
واستبعد مشعل أن تشهد أسهم الاتصالات طفرات سعرية فى أسعارها خلال الفترات المقبلة خاصة في ظل الظروف التي تعانى منها أغلب الشركات ولعل أبرزها الخلاف القائم بين فرانس تيليكوم و وأوراسكوم حول موبينيل بالإضافة إلى مشاكل اوراسكوم في الجزائر. وبنظرة متعمقة لشركات الاتصالات ارجع عمرو الألفى ،رئيس قسم البحوث بشركة سى آى كابيتال ومحلل قطاع الاتصالات، تراجع معدل نمو إيرادات شركة "موبينيل" نتيجة للعروض الترويجية وخفض اسعار المكالمات نظراً للمنافسة مشيراً إلى أن الشركة لاتزال تعانى من عدم وضوح هيكل الملكية فى ضوء النزاع بين اوراسكوم وفرانس ، فضلا عن حاجة الشركة الى سيولة ضخمة لتمويل التكلفة الراسمنالية واقساط رخصة ال 3g . وتوقع الالفى ان يساهم برنامج تطبيق ترشيد التكلفة والدعاية عبر الشركة في تحسين هامش الأرباح ، موضحاً ان تخفيض المصروفات الرأسمالية أدى إلى تحسن السيولة والتوزيعات كما انه قد يؤدى الى انخفاض رافعة القروض ، ونوه الألفي عن أن الشركة قد تواجه مطالبات مالية محتملة من المصرية للاتصالات فى ضوء اتفاقية الترابط . وفى سياق متصل قال الالفي أن شركة "أوراسكوم تيليكوم القابضة" لجاءت إلى زيادة رأسمالها ب 800 مليون دولار نظراً للحاجة الملحة للسيولة ، كما أنها تسعى إلى تطبيق برنامج تحسين السيولة من خلال بيع شركاتها التابعة التى لا تعمل فى مجال التليفون المحمول وتخفيض المصروفات الرأسمالية متوقعاً عوائد مرتفعه للشركة من السوق الكندية بالإضافة إلى أدائها القوي فى الأسواق الرئيسية . وقال الألفي إن المطالبات الضريبية الضخمة على شركة دجيزى بحوالى 600 مليون دولار تعتبر عبئا على السهم لصعوبة تحصيل التوزيعات النقدية من دجيزي، بالإضافة إلى المخاوف حول العبء المالي لشركة ويذر والركود العالمي والذي قد يؤدى إلى تراجع اكبر من المتوقع في أسواق أوراسكوم.