ألفت الأزمة المالية العالمية بظلالها السلبية علي أداء الشركات بالمدرجة بالبورصة المصرية علي نحو كبير وهو ما بدا واضحا بشدة في نتائج أعمال تلك الشركات حيث أظهرت النتائج النصف سنوية لنحو 237 شركة مقيدة في البورصة- والتي أعلنت عن نتائجها حتي نهاية الاسبوع الماضي- ارتفاعا في أرباح 69 شركة فيما سجلت 169 شركة تراجعا في الأرباح أو تكبدت خسائر ليصل بذلك اجمالي الأرباح إلي مايقرب من 20،355 مليار جنيه بانخفاض قدره 32،6% مقابل 30،225 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي . ويقول الخبراء والمراقبون إن نتائج أعمال النصف الأول جاءت متماشية مع التوقعات خاصة نتائج الربع الثاني حيث إن التوقعات كانت تشير إلي استمرار تراجع الأرباح في أغلب الشركات بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية علي جميع القطاعات. وأشاروا إلي أن هناك العديد من الشركات استطاعت أن تسجل تحسنا ملحوظا خلال النصف الأول وعلي رأسها شركات الاتصالات والذي أظهرت صمودا قويا أمام الأزمة العالمية حيث تمكنت المصرية للاتصالات من تحقيق معدلات أرباح جيدة بنمو جاوز 40% فيما أظهرت نتائج أعمال أوراسكوم تيليكوم نموا بلغ 56% خلال الربع الثاني. وأضافوا أن قطاع البنوك استطاع أن يحافظ علي توازنه بعد أن بلغ أجمالي أرباح البنوك المدرجة نحو 4،1 مليار جنيه بنمو قدره 1،7% مقابل 4،07 مليار جنيه خلال الفترة المقارنة وذلك بفضل الاجراءات الحكومية الأخيرة والتي تضمنت اصلاح القطاع المالي مما كان له أثر كبير علي تدعيم أداء القطاع المصرفي في مصر وحمايته من تأثيرات الأزمة المالية العالمية. إلا أنهم توقعوا أن تشهد الفترة المقبلة تحسنا ملحوظا في نتائج الاقتصاد خاصة مع اتجاه الاقتصاد العالمي نحو الاستقرار نتيجة للدعم المكثف من حكومات العالم من خلال حزم الانعاش الاقتصادي وسياسات الفائدة ومساعدة القطاع المالي. ويقول عضو مجلس إدارة البورصة المصرية محمود شعبان إن قطاع الاتصالات كان الأكثر نشاطا من بين القطاعات في البورصة خلال النصف الأول من العام مشيرا إلي أن المصرية للاتصالات هي الأكبر بين الشركات المدرجة من حيث تحقيق الأرباح حيث بلغت أرباحها بنهاية الستة أشهر الأولي من العام الجاري نحو 357_# مليار جنيه بارتفاع قدره 41% مقابل 1،243 مليار جنيه خلال الفترة المقارنة. كما جاءت شركة "أوراسكوم تيليكوم القابضة" في المرتبة الثانية بعد أن حققت أرباحا بلغت 1،275 مليار جنيه بانخفاض قدره 25،7% مقارنة بصافي ربح بلغ 1،716 مليار جنيه وجاء هذا التراجع في أرباح النصف الأول تأثرا بانخفاضات أسعار صرف العملات مقابل الجنيه المصري. كما حققت "موبينيل" أرباحا صافية بلغت 959،7 مليون جنيه بنمو قدره 9،4% مقارنة بصافي ربح بلغ 877،02 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة. وبالنظر إلي أداء قطاع البنوك فقد تمكن 11 بنكا من تحقيق معدلات أرباح جيدة من أصل 22 بنكا فيما تراجعت أرباح 8 بنوك أخري حيث بلغ اجمالي الأرباح الصافية للبنوك المدرجة في البورصة المصرية بنهاية النصف الأول ما يقرب من 4،143 مليار جنيه بنمو قدره 1،7% مقابل 4،072 مليار جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي. وكان البنك الوطني للتنمية هو الخاسر الوحيد فيما قامت باقي البنوك بتوجية كامل أرباحها لدعم المخصصات وعلي رأسها بنك "التمويل المصري السعودي" و "وبنك قناة السويس" وتصدر بنك "الاتحاد الوطني- مصر" البنوك الرابحة بعد أن حقق أرباحا صافية بنحو 46،5 مليون جنيه بارتفاع قدره 72%. فيما جاء بنك "بي إن بي باريبا" علي رأس البنوك المتراجعة بعد أن سجل أرباحا بلغت 108،8 مليون جنيه بانخفاض قدره 31،7% مقابل 159،2 مليون جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضي كما تراجعت أرباح بنك "كريدي أجريكول" بمقدار 13،1% لتصل إلي 180،6 مليون جنيه مقابل 207،7 مليون جنيه وهبطت أرباح "البنك التجاري الدولي" الذي يعد من أكبر البنوك المصرية من حيث وهبطت أرباح "البنك التجاري الدولي" الذي يعد من أكبر البنوك المصرية من حيث القيمة السوقية بمقدار 8،3% لتسجل 910،5 مليون جنيه. ومن جانبة يقول رئيس مجلس إدارة شركة "اكسب" لتكوين محافظ الاوراق المالية أن قطاع التشييد والبناء كان الأضعف أداء خلال النصف الأول من العام الجاري كما انه كان القطاع الأكثر تأثرا بتداعيات الأزمة حيث تراجعت أرباح "مجموعة طلعت مصطفي القابضة" من 874،592% إلي 634،558 مليون جنيه بتراجع قدره 27،4%. ولايختلف الوضع كثيراً بالنسبة لقطاع "التشييد والبناء" علي الرغم من النشاط الملحوظ الذي شهده القطاع خلال النصف الأول وخاصة بعد أن تراجعت أسعار الحديد بشكل كبير فضلا عن الاجراءات التي قامت بها وزارة التجارة والصناعة وبالنظر إلي كبري شركات القطاع فقد أظهرت نتائج "أوراسكوم للانشاء والصناعة" انخفاض صافي الربح من العمليات المستمرة خلال النصف الأول بمعدل 54،6% بقيمة 208،2 مليون دولار وبالنظر إلي قطاع الخدمات الأساسية فقد تراجعت أرباح "العزلصناعة حديد التسليح" المجمعة خلال النصف الأول بمعدل 90% حيث سجلت صافي ربح قدره 101،301 مليون جنيه مقارنة بصافي ربح قدره 1،018 مليار جنيه خلال النصف الأول من عام 2008. وعلي صعيد قطاع الأدوية والرعاية الصحية فقد حققت أغلب شركاته نمواً في أرباحها حيث حققت شركة "المصرية الدولية للصناعات الدوائية- ايبيكو" عن النصف الأول صافي ربح بلغ 151،958 مليون جنيه بمعدل نمو قدره 14،5% مقارنة بصافي ربح بلغ 132،665 مليون جنيه خلال نفس الفترة من عام 2008. وعن شركات قطاع الأغذية والمشروبات فقد حققت شركة "الدلتا للسكر" صافي ربح بلغ 48،961 مليون جنيه يتراجع بلغت نسبته 75،8% مكارنة بصافي ربح بلغ 202،373 مليون جنيه خلال نفس الفترة من عام 2008. كما تأثرت شركات قطاع السياحة من جراء ماخلفته الأزمة العالمية وهو ما ظهر واضحاً في نتائج أعمال أغلب الشركات حيث أظهرت القوائم المالية المجمعة لشركة "بيراميزا للفنادق والقري السياحية- بيراميزا" تحقيق صافي ربح بلغ 32،983 مليون جنيه بتراجع بلغت نسبته 22،6% مقارنة بصافي ربح بلغ 42،598 مليون جنيه خلال نفس الفترة من عام 2008.