في محاولة منها للرد على ما تصفه "محاولات دولية لنزع الشرعية عنها" لجأت وزارة الإعلام الاسرائيلية إلى إصدار كراسة خاصة سيتم توزيعها على الإسرائيليين المغادرين للسياحة في أنحاء العالم تتضمن إرشادات لهم في شأن الرد على "آراء مسبقة وسلبية" عن إسرائيل قد يواجهونها في أي بقعة في العالم، وتشمل أجوبة على العديد من الأسئلة والمواقف التي قد يواجهها السائح الإسرائيلي. وقالت وزارة الإعلام إن الغرض من الكراسة التي سيتم توزيعها على المسافرين عبر الشركات الإسرائيلية الثلاث للطيران هو مواجهة "الموجة المناوئة لإسرائيل التي تصل أحياناً درجة العنف الكلامي والجسدي ضد السائح الإسرائيلي". ودعت الإسرائيليين المسافرين إلى الخارج إلى المشاركة في "الحملة الإعلامية" التي تشمل أيضاً نشر إعلانات كبرى في وسائل الإعلام المختلفة، وإقامة موقع خاص على شبكة الإنترنت يسهب في الشرح عن سبل مواجهة "العداء" لإسرائيل في أنحاء العالم. وكشف استطلاع للوزارة عن إن 91 في المئة من الإسرائيليين يعتقدون أن صورة إسرائيل في العالم "سلبية للغاية"، وأن 85 في المئة منهم أبدوا استعدادهم للمشاركة في الحملة الإعلامية لتحسين الصورة. وتقترح الكراسة على الإسرائيليين المسافرين أن يناقشوا "بهدوء وباقتضاب" من يواجههم باتهامات ضد إسرائيل، وأن يشاركوا الأخيرين في قصص من حياتهم ويقدموا لهم معلومات عن إسرائيل لا تبدو للوهلة الأولى مهمة، "لكنها ذات معنى مثل قدرات إسرائيل على إرسال صور من الفضاء إلى الأرض، واختراعات في مجال تطوير الزراعة والري وحماية الأشجار". وتقلب الكراسة عدداً من الحقائق رأساً على عقب، فمثلاً تتحدث عن أن "إسرائيل تحترم حقوق الأقلية العربية في إسرائيل"، وتقدم مثالاً على ذلك فوز فتاة عربية عام 1999 بلقب "ملكة جمال إسرائيل". وتشير الكراسة إلى ما تعتبره أبرز المحطات التاريخية، على رأسها وعد بلفور، ومحاكمة النازي ادولف أيخمان، وحروب إسرائيل المختلفة، وفوز إسرائيل بمسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفزيون"، وببطولة اوروبا بكرة السلة للفرق، وإقامة المستشفى الميداني في هايتي. وتطالب الكراسة الإسرائيليين بنفي الادعاء بأن إسرائيل دولة كبيرة، بل التأكيد أنها "إحدى أصغر الدول في العالم ... والهند أكبر منها ب150 مرة، وألمانيا ب 16، وإيطاليا ب 13، وأن عدد سكان إسرائيل يشكل واحداً في الألف من سكان العالم". في موازاة ذلك، يطلب من الإسرائيلي أن يشرح أن إسرائيل "ليست دولة بدائية إنما يُشهد لها بالتطوير التكنولوجي وبقدراتها الهائلة في مجالات الفن والثقافة والتكنولوجيا والصحة". وتطلب الوزارة من الإسرائيليين نفي الادعاء بأن إسرائيل لا تريد السلام، ويقول الرد أن "إسرائيل، وعلى رغم أنها خاضت سبع حروب وواجهت حملة إرهاب على مدى ستة عقود، الا انها قدمت تنازلات كبيرة من اجل السلام مع جارتيها الأردن ومصر". وينصح مدير الشركة الإسرائيليين بأن يتجاذبوا أطراف الحديث مع الأجانب في المسائل المختلفة التي يمكن أن تشكل قاسماً مشتركا، مثل الرياضة والأزياء والهوايات المشتركة والقيَم المشتركة من أجل تعريف الأجانب بالإسرائيليين، وليس عبر مناقشة الصراع العربي – الإسرائيلي.