أعلنت فرنسا الاثنين انها تتفاوض مع روسيا لبيعها اربع سفن حربية ضخمة وليس سفينة واحدة، الامر الذي اثار تحفظات الولاياتالمتحدة التي يقوم وزير دفاعها روبرت غيتس حاليا بزيارة الى باريس. وكان اعلن في سبتمبر الماضي عن محادثات بين البلدين شملت سفينة حربية واحدة من نوع ميسترال، ما اثار في حينه تحفظات جورجيا ودول البلطيق وعدد من اعضاء الكونغرس الاميركي. ويبلغ طول السفينة من هذا النوع نحو 200 متر وهي قادرة على نقل نحو 900 جندي اضافة الى مروحيات ودبابات. وجاء الاعلان على لسان جاك دي لا جوجي مدير الشؤون الدولية في الادارة العامة للتسلح في فرنسا الذي اوضح "ان المقصود بات اربع سفن وليس واحدة". واضاف المسؤول الفرنسي ان فرنسا "تقوم حاليا بدرس الاطار الجديد لهذا الطلب"، مشيرا الى ان الصفقة لم تصل الى المستوى السياسي بعد ولا تزال عبارة عن اسئلة تقنية قدمتها قيادة الاركان الروسية. وكان رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون اعلن في نهاية نوفمبر الماضي خلال لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ان باريس لا تعارض هذه الصفقة. وفي حال تمت هذه الصفقة، فانها ستشكل سابقة لقيام دولة عضو في الحلف الاطلسي ببيع سفن حربية الى روسيا. وتجنب روبرت غيتس التعليق بشكل مباشر على هذه الصفقة المحتملة، الا انه لم يخف تحفظات ضمنية عندما قال ردا على سؤال انه "اجرى تبادلا معمقا لوجهات النظر بهذا الصدد" مع نظيره الفرنسي. وقال مسؤول اميركي رفيع لوكالة فرانس برس مساء الاحد قبل الاعلان عن الطلب الروسي الجديد "لدينا اسئلة نريد ان نطرحها على فرنسا بهذا الصدد". من جهته، قال وزير الدفاع الفرنسي ارفيه موران "لا نستطيع ان نستخدم خطابين مختلفين مع روسيا"، مضيفا انه جرى اتصال بشأن بيع سفن حربية لروسيا "مع دول اوروبية اخرى". واضاف موران "من جهة نريد بناء علاقة ثقة وفضاء يتأمن فيه الاستقرار والسلام والامن" مع روسيا، ومن جهة ثانية "نواصل التطرق الى علاقاتنا التجارية كما لو ان روسيا ما زالت كما كانت عليه قبل 1991"، اي قبل سقوط الاتحاد السوفياتي. وكان اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي من الحزب الجمهوري اعربوا في ديسمبر الماضي عن "القلق" ازاء "رغبة روسيا المعلنة بنشر سفن حربية من نوع ميسترال في مياه قريبة من شواطىء دول اعضاء في الحلف الاطلسي". وذكروا بما قاله مسؤول في البحرية الروسية ومفاده ان القوات الروسية لو كانت تملك سفن ميسترال لتمكنت من انجاز ما ارادت انجازه خلال النزاع مع جورجيا في اغسطس 2008 خلال 40 دقيقة وليس خلال 26 ساعة كما حصل. واوضح مسؤول التسلح الفرنسي الذي كشف عن الموضوع الاثنين ان الرد الفرنسي على الطلب الروسي الجديد يمكن ان يصدر "خلال الاسابيع القليلة المقبلة" من قبل اعلى السلطات في الدولة. وفي موسكو، اعتبرت صحيفة موسكوفسكي كومسومولتس الشعبية ان الحصول على سفينة واحدة هو بحكم المؤكد، وان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف "اعطى موافقته النهائية" لشرائها. واضافت الصحيفة من دون ان تذكر مصادر معلوماتها، ان العقد الذي ستبلغ قيمته "ما بين 500 و600 مليون يورو" يمكن ان يوقع خلال زيارة الرئيس الروسي الى باريس في الثاني من مارس المقبل.