التقي الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في باريس نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارة فرنسا تؤكد التقارب السياسي والاقتصادي بين الدولتين الذي يرمز اليه احتمال شراء موسكو سفينة حربية فرنسية. وبدأ مدفيديف زيارة الدولة هذه التي تهدف الي الاحتفاء بالسنوات الثقافية لروسيا في فرنسا ولفرنسا في روسيا، بمحادثات سياسية بدأت أمس الأول مع نيكولا ساركوزي في قصر الاليزيه. وتعتزم الدولتان تطوير "شراكة استراتيجية متعددة الاوجه"، كما صرح رئيس ادارة الكرملين سيرجي ناريشكين لصحيفة لو فيجارو الفرنسية، واضاف "ان المبادلات التجارية بين بلدينا في مجال التعاون الاقتصادي في اوج انتعاشها، وهي تنمو بمعدل يفوق 25% سنويا منذ 2006". وأكدت المجموعة الصناعية "ألستوم" شراكة مع مجموعة صناعة القطارات الروسية "ترانسماشهولدينج".. كما وضعت "غاز دو فرانس سويز" الاثنين الصيغة النهائية لانضمامها الي رأسمال مشروع انبوب الغاز ساوث ستريم، احد اكبر المشاريع الروسية في مجال الطاقة. وفي 27 نوفمبر الماضي، اعلنت مؤسسة كهرباء فرنسا، المنافس الفرنسي لغاز دو فرانس سويز، مشاركتها بنسبة 10% في مشروع انبوب الغاز ساوث ستريم، وهو الند لمشروع نورث ستريم في جنوب اوروبا. وفي المقابل فان المشروع المثير جدا للجدل المتعلق بشراء موسكو سفينة ميسترال الحربية الفرنسية العملاقة، لم يحسم امره خلال هذه الزيارة، بحسب مصدر عسكري روسي. لكنه كان موضع بحث من قبل رئيسي الدولتين. وسفن ميسترال التي يبلغ طولها 200 متر وعرضها 32 مترا، قادرة علي نقل 15 مروحية و13 دبابة ثقيلة ونحو 900 جندي. وابدت روسيا اهتمامها بشراء اربع من هذه السفن. لكن مشروع العقد يثير مخاوف كبيرة داخل الحلف الاطلسي، وبين جيران روسيا ولا سيما جورجيا بعد الحرب القصيرة التي وقعت بين تبيليسي وموسكو خلال صيف 2008. واعتبرت المستشارة الجورجية للامن القومي ايكا تيكيلاشفيلي في مجلة السياسة الخارجية "ان ميسترال تتمتع بقدرات برمائية لنقل اسلحة ومروحيات ومدرعات وجنود، وتحتوي علي مستشفي او هيئة اركان عسكرية. يمكننا استخدامها لاغراض انسانية اذا اردنا، وانما ايضا لاغراض عسكرية". وناقش مدفيديف ايضا مع نظيره الفرنسي المواضيع الدولية الكبري ولا سيما البرنامج النووي الايراني. ويأمل الفرنسيون الذين يؤيدون بقوة فرض عقوبات جديدة علي ايران، في التمكن من الاعتماد علي دعم روسيا داخل مجلس الامن الدولي. ويريد الرئيس الروسي ايضا ان يدعو الي انضمام بلاده الي منظمة التجارة العالمية وان يروج لاقتراحه بشأن وضع معاهدة امنية اوروبية جديدة تتجاوز ما خلفته الحرب الباردة وتغطي مجمل الفضاء الاوروبي- الاطلسي. جدير بالذكر أن فرنسا افتتحت في متحف اللوفر معرض "روسيا المقدسة" الذي سيمثل احد اهم ما تتميز به سنة روسيا في فرنسا. والتقي ميدفيدف ايضا مع رجال اعمال فرنسيين ومع عدة شخصيات سياسية فرنسية تعتبر عموما ان ديمتري مدفيديف يمثل جيلا جديدا في روسيا. وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير قال في الاونة الاخيرة "ان جيل مدفيديف هو مختلف جدا عن جيل فلاديمير بوتين".