قتل ما لا يقل عن 41 شخصا واصيب 144 اخرون بتفجيرات استهدفت الزوار الشيعة الذين وفدوا الى مدينة كربلاء لاحياء اربعينية الامام الحسين الجمعة، وفقا لمصادر امنية وطبية عراقية. وقال مسؤولون في الاجهزة الطبية ان "الحصيلة ارتفعت الى 41 قتيلا و144 جريحا". وكان مسؤول في دائرة الصحة اعلنت في وقت سابق مقتل 31 واصابة 150 بجروح. وقال محافظ كربلاء آمال الدين الهر ان "قذيفة سقطت في قنطرة السلام على بعد ثلاثة كيلومترات عند المدخل الشرقي لكربلاء" اسفرت عن هذا العدد من القتلى، واتهم تنظيم القاعدة وانصار حزب البعث المنحل بتنفيذ الهجوم. لكن مصادر في وزارة الداخلية في بغداد اكدت ان الحصيلة ناجمة عن انفجار سيارتين في المنطقة القريبة من سد الهندية، قرب كربلاء (110 كلم جنوب بغداد). وكان انفجار انتحاري اوقع 23 قتيلا على الاقل الاربعاء بين الزوار في كربلاء. وقتل الامام الحسين ومعظم افراد عائلته في واقعة الطف على يد جيش الخليفة الاموي يزيد بن معاوية، العام 680. واحيا اكثر من مليون زائر من انحاء العالم الجمعة اربعينية الحسين. زوار شيعة يركبون شاحنة في بغداد في طريق العودة من كربلاء في 5 شباط/فبراير 2010 (علي السعدي / ) وقال محافظ كربلاء لفرانس برس ان "عشرة ملايين زائر توافدوا الى كربلاء خلال الاسبوعين الماضيين للمشاركة في احياء ذكرى اربعين الامام الحسين" التي بلغت ذورتها ظهر الجمعة. واوضح محافظ كربلاء آمال الدين الهر ان "بين الزائرين عرب واجانب عددهم حوالى المئة الف من دول الخليج العربي وسوريا ولبنان وايران وتنزانيا والولايات المتحدة والنروج وبلجيكا". وكالعادة وصل الزوار من كل محافظات العراق سيرا على الاقدام طيلة اسبوعين لتادية مراسم الزيارة والعودة لكن كثافة الاعداد دفعت بالمحافظ الى الاستعانة بمجالس المحافظات المجاورة لارسال حافلات لاعادة الزوار القادمين منها. واربعينية الامام الحسين من المناسبات الاشد حزنا عند الشيعة كونها تذكر بعودة راس الامام واصحابه الى كربلاء من مقر الخلافة في دمشق، وعودة السبايا، عائلة الامام، ودفن ضحايا واقعة الطف. وبالاضافة الى زيارة ضريح الامام الحسين ومرقد الامام ابو الفضل العباس، قام الزوار المتشحون بالسواد بقطع مسافة الطريق بينهما وهم يلطمون على صدورهم واكتافهم رافعين الرايات الخضراء والحمراء والسوداء. والشيعة الذين يمارسون التطبير يفعلون ذلك خلال احياء ذكرى عاشوراء فقط. وانتشرت على جوانب الطرق في كربلاء مواكب حسينية لتقديم المياه والطعام والمشروبات الغازية للزائرين. ويقوم ضريح الامام الحسين المبني عام 979 ميلادية، على قاعدة من الخشب المرصع بالعاج يعلوها مشبكان احدهما من الفولاذ الثمين وهو داخلي والاخر من الفضة وهو الخارجي الكبير. كما تعلو الضريح اوان ومزهريات ذهبية مرصعة بالاحجار الكريمة وفي كل ركن من اركانه رمانة ذهبية يبلغ قطرها نصف متر. وتفصل الضريح مسافة 300 متر تقريبا عن مرقد الامام ابو الفضل العباس، الاخ غير الشقيق للامام الحسين الذي قتل معه في موقعة الطف. وتعلو ضريح العباس الذي لايقل فخامة عن ضريح الحسين، قبة كبيرة ومنارتان. من جهته، اشاد الزائر جابر التميمي من منطقة ايرانية على الحدود مع العراق بتقديم "الخدمات طوال الطريق حتى كربلاء فقد قطعت هذه المسافة لاؤكد لكل الارهابيين ان اعمالهم لن تثنينا عن زيارة الامام الحسين". واوضح التميمي "قصدت كربلاء قبل سنوات واجدد الزيارة، التغييرات التي طرات كبيرة جدا". اما الزائر من بغداد حميد محسن (63 عاما) فقال ان "الامام الحسين نهض من اجل الاصلاح والانسانية وكرامتها ونبحث في الانتخابات المقبلة عن شخصية تلبي طموحات المواطن اليومية، سواء الامنية منها او المعيشية". واضاف "لا يمكن لنا ان ننخدع بالشعارات التي تطلقها بعض الجهات. نريد العمل الملموس لان الامام الحسين طبق عملية الاصلاح بشكل عملي حينما ضحى بنفسه من اجل الاخرين وتخليصهم من الطغاة والحكام المستبدين". وقد منعت السلطات المحلية الدعايات الانتخابية خلال احياء ذكرى الاربعين. بدوره، قال حسين الموسوي (40 عاما) وهو من كربلاء "ابان نظام البعث، كنا نرى الزائرين القادمين سيرا يسلكون الطرق الفرعية بين البساتين بعيدا عن قوات الامن وعناصر حزب البعث الذين كانوا يلاحقونهم لاعتقالهم". وتابع "اليوم، ربما هناك ارادات تريد عودة بعض العناصر التي تمجد النظام البائد وتنفي ممارسته القمع والقتل". من جهته قال كريم جاسم (50 عاما) من البصرة، ان "الزيارات الدينية تحتاج الى امكانيات كبيرة لتوفير الخدمات والامن فلا بد ان تكون هناك وزارة خاصة لادارتها فمشكلة النقل تتكرر كل عام".