أوباما وخطابه التاريخى من القاهرة فى 4 يونيو 2009 يفصله يوم واحد عن ذكرى نكسة 5 يونيو و42 عاما عن عامها ( 1967 ).. فهل كان للأمريكان مغزا من اختيار التاريخ.. هل ليذكروا المصريين بتاريخ مضى عليه 42 عاما؟.. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يختاروا يوم النكسة نفسه.. 5 يونيو؟!.. ربما لأسباب أمنية.. لمصادفة أن هذا اليوم يوافق الجمعة، حيث تجتمع حشود المصلين فى المساجد وبالتالى لن تتمكن قوات الأمن سواء المصرية أو حتى الأمريكية المرافقة للرئيس من منع المسلمين من أداء فريضة الجمعة، كما منعوهم من الذهاب لأعمالهم فى هذا اليوم!! إنه مجرد تخمين ولن يستطيع أحد التنبؤ بمغزى اختيار اليوم والشهر، إلا بعد انتهاء الخطاب المرتقب وتحليل محتواه.. وإذا كنا قبل اعتلاء الرئيس الرئيس أوباما للعرش الأمريكى ومنذ ترشيحه وتقدمه الملحوظ على منافسيه إلى مقعد الرئاسة .. حذرنا العرب والمسلمين من الإفراط فى التفاؤل والحديث عن أول رئيس لأعظم دولة من أصل أفريقى فيجب أن يعلم الجميع أن الإمبراطورية الأمريكية ليست كباقى الدول التى يمكن أن يحكمها شخص واحد فصلاحيات الرئيس الأمريكى – أيا كانت توجهاته وانتمائه السياسى – ليس الآمر الناهى وصاحب السلطة العليا فى إدارة الدولة وإنما هناك توازنات سياسية تحكم هذا الكيان العملاق ولولا تلك التوازنات والتكتلات السياسية ما وصلت أمريكا إلى ما هى عليه الآن. وبعيدا عن الخوض فى تفاصيل الحكم الأمريكى والإفراط فى التفاؤل والتشاؤم دعونا نركز فى اختيار التاريخ ( 4 يونيو ) والمكان ( الدولة المصرية ) والحدث ( خطاب أوباما إلى العالم الإسلامى ) .. فهل يعيد التاريخ نفسه بعد 42 سنة لنجد أنفسنا أمام نكسة جديدة فى شهر يونيو إذا ما أعلن الرئيس الأمريكى تدعيمه لموقف الكيان الصهيونى ( إسرائيل ) من مصر على الملأ للعالم أجمع لتسقط مصر وقتها فى فخ المؤامرة اليهودية. أم أننا على موعد آخر مع التاريخ ليغير نفسه ويفتح لمصر فى ذات شهر النكسة .. فى يونيو .. صفحة جديدة تمحو ما كتبه التاريخ فى صفحاته منذ 42 عاما ويعلنها من هنا رئيس أكبر دولة فى العالم بداية عهد جديد للقوى العظمى مع العالم العربى والإسلامى برعاية مصرية. إنها مجرد ساعات قليلة تفصلنا عن معرفة ما سيكتبه لنا التاريخ ولا نملك سوى الإنتظار.