وحيد الاقصري : نفتقد لعلم "إدارة الأزمات" سعد عبود : البناء في مسارات السيول غباء حكومي صبحي صالح : الحكومه تعالج صداع الأزمات بقطع الرأس يحي القزاز : لجان مواجهة الازمات "سبوبة" للصفوه
تمر الأزمات يوماً بعد آخر علي المواطن المصري رغم معاناته اليومية وسط غياب تام لمفهوم إدارتها لدي "حكومتنا الذكية " التي تفتقد لنظم الإدارة الحديثة وتعاني من غياب أهل الخبرة وعدم القدرة علي سرعة اتخاذ القرارات وبمجرد أن تهب علي المصريين "كارثة " تخرج علينا الحكومة بالإعلان عن هيئة مستقلة لمواجهة الكوارث و حتي اللحظة لم يري لها اي وجود فعلي. بالرغم من امتلاك الدولة أبحاث وإحصائيات بالعديد من الكوارث المتوقعة، الا انها تظل ساكنه ولو تحركت للتصدي لها لكان ذلك أوفر ماليا ومعنويا من انتظار وقوعها.
في البدايه يصف وحيد الأقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي تصريحات نظيف ومسئولي الحكومه وقت الازمات, بالدعاية السياسية التي لا تجد أي صدي علي ارض الواقع, مؤكدا ان ما يطلق من تصريحات و مسكنات ماهو الا شكل من اشكال العبث, مشيرا الي ان الكثير من الأزمات حدثت في مصر علي مدار الاعوام الثلاثين الماضيه و لم تستجب الحكومة لها ولم تنشئ تلك الهيئة التي تحدث عنها المسئولين مرارا ولم نري لها اي وجود فعلي . و اضاف الاقصري : ان انشاء هيئة مستقلة لادارة الازمات في مصر لابد ان يكون سريع و علي اعلي مستوي من الادارة و التخطيط, وليس ادل علي ذلك من عبارة السلام 98 التي كان لازما بعدها ان تنشأ مثل هذه الهيئة وان تضم مجموعة كبيرة من الخبراء و المتخصصين, الا انها تأخرت اعواما توالت فيها ازمات عديدة علي يد الحكومه التي اكتفت بتصريحات ووعود وهمية لتسكين المواطن . ووصف الاقصري الحكومه بالفاشلة, مدللا بفشلها في ادارة ازمة الجزائر, التي تعاظم فيها سقوطها الذي يجنيه المواطن من مهانة ومذلة داخل و خارج حدود وطنه. و عن كارثة السيول الاخيرة التي ضربت سيناء, يقول الاقصري : الحكومة لم تتعامل مع الموقف بشكل جاد, وكانت الخسائر فادحة لعدم توفر اي شكل من اشكال التوقع او المواجهة للكوارث الطبيعيه او للحوادث المروعة التي يتوقعها رجل الشارع العادي ببساطة . و اكد الاقصري ان الحكومة لا تهدف للاصلاح او تحسين اوضاع الشعب وكل ماتقوم به ليس سوي بحث عن مسكنات غير جاده لانهاء المشكلة . ويعتبر الأقصري أن قيام الحكومة بالبناء في الوادي في سيناء أمر يعرف خطورته كل بدوي وكل فرد بتلك المحافظه فالوادي معروف عنه انه مسار للسيول, وبالتالي كان البناء فيه كالنقش علي الماء, مؤكدا ان الحكومه تعلم تلك الحقيقه الا انها تستهين بأرواح المواطنين. وطالب الاقصري بمحاكمة الحكومة لقتلها آلاف المصريين دون ادني اهتمام سنويا, بدءاً من عبارة السلام ومن حوادث القطارات ومن قتلي انفلونزا الخنازير و المقبورين في الدويقه و انتهاءً بضحايا السيول في سيناء . ويري النائب سعد عبود عضو مجلس الشعب عن حزب الكرامة, ان اسباب عجز الحكومة عن ادارة الازمات هو نفسه سبب عجزها عن انشاء هيئه مستقلة لتلك الادارة, فالحكومة لا تملك فكر توقع الكارثة او الازمة و التحسب لها قبل وقوعها, بل تتركها تتفاقم دون علاج في بدايتها حين كانت اقل تهديدا لتكون الخسائر في حدودها الادني. و اتفق عبود مع الاقصري في تحميل الحكومة مسئوليه كارثة سيناء موضحاً ان كل الفجائع تحدث في مصر من عدم تحسب المستقبل, مشيرا الي ان البناء في مسارات السيول منتهي الغباء الذي يعرض حياة الناس للخطر و يبدد الثروه البشريه. ووصف عبود الحكومة المصرية بحكومة الازمات, لأنها تسببت في كل الازمات التي تضرب المجتمع المصري, مشيرا الي ان النظام لا يسمح للمواطن بالتغير, لانه نظام قمعي . و اشار الي ان الامل الوحيد كان في انتخابات نزيهة, تأتي بمن لديهم القدرة علي مواجهة هذه الكوارث بدلا من المسؤولين الذين يسقطون علينا بالبراشوت. و اعتبر النائب الاخواني صبحي صالح حكومة نظيف فاشلة موضحاً أن قدرتها الوحيدة تنحصر في صنع الازمات و حيث تعجز تماما عن علاجها, وظهر ذلك في كافة الازمات الاخيره ابتداءً بأزمه العبارة و انفلونزا الطيور ومروراً بالخنازير وانتهاءً بالسيول التي ضربت سيناء و حوادث القطارات و الطرق . و يقول صالح ان الحكومه عاجزة عن آداء مهامها العادية, ومن غير المتوقع ان تقوم بالمهام فوق العادية, مشيرا الي أنها تعالج الصداع بقطع الرأس, فمثلا عندما واجهت ملف انفلونزا الطيور وجدنا القائمين علي مواجهة الأمر يحرقون الطيور لانهاء الامر بمنتهي الجهل. وعند مواجهة انفلونزا الخنازير وجدناها تغلق المدارس واكتفت بالتصريحات في مواجهة حوادث السكك الحديد واتهمت المواطن بالاهمال, وهو نفس التعامل العقيم لدي حدوث الكارثه في كل مرة دون تطوير او تعديل. يقول الدكتور يحيي القزاز القيادي في حركة 9 مارس : ادارة الازمات نوع من العلم المعترف به في العالم كله باعتبار أن الازمة هي الاستثناء في حياة كل مجتمع, ولكن في ظل حكومة د.نظيف الازمة في مصر هي القاعدة. واعتبر القزاز انشاء لجان الكوارث والازمات في الهيئات المختلفه ماهو الا انشاء كوته من مجموعه من المقربين و أصدقاء الصفوة للحصول علي غنائم من الدولة , فالهدف ليس المقصود به ادارة الازمات ولكن حصول هؤلاء المحاسيب علي اعانات مادية بشكل قانوني و كلما نشأت ادارة لأزمة ما لا نجد منها الا الاخفاق الذي جعل مصر "دوله أزمات" . ووصف القزاز تصريحات نظيف و المسئولين بأنها محاولة لإطالة عمر الحكومة التي لن تصمد طويلا.