تراجع مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    ردا على الدعم الأمريكي، الصين تطلق أكبر مناوراتها العسكرية حول تايوان    وفاة خالدة ضياء أول رئيسة وزراء لبنجلاديش    أحمد شوبير يعلن وفاة حمدى جمعة نجم الأهلى الأسبق    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الثلاثاء 30 ديسمبر    الأرصاد الجوية تُحذر من طقس اليوم الثلاثاء    زيلينسكي: لا يمكننا تحقيق النصر في الحرب بدون الدعم الأمريكي    كروان مشاكل: فرحي باظ وبيتي اتخرب والعروسة مشيت، والأمن يقبض عليه (فيديو)    هدى رمزي: الفن دلوقتي مبقاش زي زمان وبيفتقد العلاقات الأسرية والمبادئ    "فوربس" تعلن انضمام المغنية الأمريكية بيونسيه إلى نادي المليارديرات    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    الإمارات تدين بشدة محاولة استهداف مقر إقامة الرئيس الروسي    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    مندوب مصر بمجلس الأمن: أمن الصومال امتداد لأمننا القومي.. وسيادته غير قابلة للعبث    النيابة تأمر بنقل جثة مالك مقهى عين شمس للمشرحة لإعداد تقرير الصفة التشريحية    إسرائيل على خطى توسع في الشرق الأوسط.. لديها مصالح في الاعتراف ب«أرض الصومال»    حسين المناوي: «الفرص فين؟» تستشرف التغيرات المتوقعة على سوق ريادة الأعمال    بعد نصف قرن من استخدامه اكتشفوا كارثة، أدلة علمية تكشف خطورة مسكن شائع للألم    أستاذ أمراض صدرية: استخدام «حقنة البرد» يعتبر جريمة طبية    القباني: دعم حسام حسن لتجربة البدلاء خطوة صحيحة ومنحتهم الثقة    سموم وسلاح أبيض.. المؤبد لعامل بتهمة الاتجار في الحشيش    انهيار منزل من طابقين بالمنيا    عرض قطرى يهدد بقاء عدى الدباغ فى الزمالك    حوافز وشراكات وكيانات جديدة | انطلاقة السيارات    ناقدة فنية تشيد بأداء محمود حميدة في «الملحد»: من أجمل أدواره    الناقدة مها متبولي: الفن شهد تأثيرًا حقيقيًا خلال 2025    صندوق التنمية الحضارية: حديقة الفسطاط كانت جبال قمامة.. واليوم هي الأجمل في الشرق الأوسط    حسام عاشور: كان من الأفضل تجهيز إمام عاشور فى مباراة أنجولا    نيس يهدد عبدالمنعم بقائد ريال مدريد السابق    تحتوي على الكالسيوم والمعادن الضرورية للجسم.. فوائد تناول بذور الشيا    أمم إفريقيا – خالد صبحي: التواجد في البطولة شرف كبير لي    ترامب يحذر إيران من إعادة ترميم برنامجها النووي مرة أخرى    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    الكنيست الإسرائيلي يصادق نهائيًا على قانون قطع الكهرباء والمياه عن مكاتب «الأونروا»    الزراعة: نطرح العديد من السلع لتوفير المنتجات وإحداث توازن في السوق    مجلس الوزراء: نراجع التحديات التي تواجه الهيئات الاقتصادية كجزء من الإصلاح الشامل    هيفاء وهبي تطرح أغنيتها الجديدة 'أزمة نفسية'    التعاون الدولي: انعقاد 5 لجان مشتركة بين مصر و5 دول عربية خلال 2025    وزير الخارجية يجتمع بأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي من الدرجات الحديثة والمتوسطة |صور    سقوط موظف عرض سلاحا ناريا عبر فيسبوك بأبو النمرس    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    الصحة: ارتفاع الإصابات بالفيروسات التنفسية متوقع.. وشدة الأعراض تعود لأسباب بشرية    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد: دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    معدل البطالة للسعوديين وغير السعوديين يتراجع إلى 3.4%    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    نيافة الأنبا مينا سيّم القس مارك كاهنًا في مسيساجا كندا    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    وزير الصحة: تعاون مصري تركي لدعم الاستثمارات الصحية وتوطين الصناعات الدوائية    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    تاجيل محاكمه 49 متهم ب " اللجان التخريبيه للاخوان " لحضور المتهمين من محبسهم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    أسود الأطلس أمام اختبار التأهل الأخير ضد زامبيا في أمم إفريقيا 2025.. بث مباشر والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روز اليوسف تدافع بشدة عن الصلاحيات المطلقة لمبارك .. واستمرار مشاورات المعارضة حول إعداد قائمة موحدة للانتخابات .. ونخلة يرحب بتزوير الانتخابات إذا كان يصب في مصلحة الأقباط (!!) . والزمر يقول ان مبارك يعرف ما يحدث في السجون من انتهاكات ضد المعتقلين
نشر في المصريون يوم 01 - 10 - 2005

أبرزت الصحف المصرية الصادرة اليوم (السبت) استعدادات الأحزاب لخوض الانتخابات البرلمانية ، وركزت على تحليل خطاب الرئيس في ختام مؤتمر الحزب الوطني ، واستمرار مشاورات قادة المعارضة حول إعداد قائمة مرشحين موحدة لخوض الانتخابات في مواجهة قائمة الحزب الوطني .. وقرار اللجنة العليا للانتخابات بتحديد سقفا لنفقات الحملات الانتخابية للمرشحين لا يتجاوز 70 ألف جنية ، وسط مخاوف من التأثير السلبي لرأس المال في الانتخابات فيما اتهمت صحيفة "الغد" الرئيس مبارك بتقنين الظلم . ونشرت تصريحات مثيرة ل"ممدوح نخلة" وكيل الحزب القبطي تحت التأسيس ، قال فيها أنه يرفض إطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين ، متهما الشيخ الشعراوي بالتطرف الديني ، ومؤكدا على أن هوية مصر فرعونية وان العروبة دخيلة عليها ، أما اغرب تصريحات نخلة على الإطلاق فهي ترحيبه بتزوير الانتخابات إذا كان يصب في مصلحة الأقباط (!!) . وأجرت "المصري اليوم" حوارا مع "عبود الزمر" (اشهر سجين سياسي في مصر) أكد فيه ان مبارك يعرف جيدا ما يحدث في السجون من انتهاكات وتعذيب ضد المعتقلين ، ورفض ما تردد عن وجود صفقة مع الداخلية تقضي بحل التنظيم مقابل الإفراج عنه وزملائه ، وأكد انه لن يخضع لشروط الداخلية للإفراج عنه ، وأضاف انه يرفض كذلك حل التيارات الإسلامية معتبرا بقائها يمثل ضمانة مهمة للأمن القومي على حد قوله . وفي لفتة طيبة تجاه الإخوان ، قال الزمر انه لا مانع لديه من التحالف مع الإخوان باعتبارهم الجماعة الإسلامية الأقدم والأكبر . وقد أسفرت مجلة "روز اليوسف" عن وجهها الحقيقي الذي يتضح كل يوم ، كونها أصبحت لسان حال أمانة السياسات بالحزب الوطني ، وأخذت تدافع بشدة عن بقاء الصلاحيات المطلقة للرئيس مبارك.. ولم تخفي ضيقها من فكرة التحالف بين أحزاب المعارضة ، وقالت انه تعبير عن الضعف ومحاولة لعبور أزمة الانتخابات !! وبشرت الأحزاب بمصير حزب الأحرار . لم تقف روز اليوسف عند هذا الحد بل هاجمت وسفهت مطالب القوى الوطنية ، ورفضت الدعوة إلى تعميم انتخابات المسئولين في الوظائف العامة بمصر بدءا بالمحافظين وانتهاء بالعمد وشيوخ الحارات . ومن أهم الأخبار التي جاءت في صحف القاهرة ، صدور حكم للقضاء الإداري يقضي بان الكنيسة مؤسسة حكومية والقساوسة موظفون ، وتأكيدات نقيب الصحفيين بفتح ملفات الفساد في الصحف القومية .. وهبوط أسعار القطن يتسبب في إغلاق شركات ومصانع النسيج وخفض الصادرات المصرية . ومجموعة 9مارس لاستقلال الجامعة تعلن وثيقة الحقوق والحريات الطلابية . واتجاه حكومي لخصخصة القنوات التلفزيونية وإنشاء شركات في التلفزيون بدلا من القطاعات . وتخلص الحكومة من العاملين في قطاع الأعمال العام . إلى ذلك أبرزت صحيفة الوفد وصف خبراء السياسة تحالف أحزاب المعارضة والقوي السياسية في الانتخابات البرلمانية القادمة ، بأنه خطوة جادة وبناءة لإنقاذ مصر من الفساد السياسي ، والنظام الاستبدادي الذي يجر البلاد إلي كارثة ، ويصر علي تزييف إرادة الأمة واحتكار السلطة . وقال خبراء السياسة في تحقيق الوفد إن خطوة تحالف الأحزاب والقوي الوطنية ، جاءت في توقيتها المناسب بعد تزايد أزمات البلاد يوما وراء الآخر ، وتسويف النظام الحاكم في تحقيق الإصلاح الحقيقي . وأشاروا إلى أن البلاد تمر بنقطة في غاية الخطورة ، وقمة منحدر لم يجد معه استمرار الاستجداء لتحقيق الإصلاح . وأكدوا أن فكرة جبهة التحالف تهدف إلى إنقاذ الوطن من مشاكله الداخلية والخارجية التي أوقعنا فيها النظام علي مدي ربع قرن . ودعا الخبراء الجماهير إلى الالتفاف حول هذه الجبهة التي تسعي إلى تخليصهم من قبضة الحديد والنار ، وتحسين أحوالهم المعيشية . وطالب الخبراء بضرورة مساندة المواطنين لمرشحي الأحزاب والقوي الوطنية في الانتخابات البرلمانية، لضمان تحقيق الإصلاح المنشود وإنقاذ البلاد من حالة الفساد الذي استشري بشكل لم يسبق له مثيل . وأرجع خبراء السياسة تشكيل جبهة المعارضة إلى ثلاثة أسباب: أولها أن الانتخابات القادمة تعد مسألة حياة أو موت ، خاصة أن تعديل المادة 76 من الدستور ، حرم الحزب الذي لا يحصل علي 5% من مقاعد مجلسي الشعب والشورى من خوض انتخابات الرئاسة ، أما السبب الثاني فهو أن أحزاب المعارضة في مصر تواجه طغيان الحزب الحاكم واندماجه في مؤسسات الدولة ، وأمام هذا الوضع الغريب يصعب علي أحزاب المعارضة أن تواجه هذا الطغيان وهم فرادي . أما السبب الثالث فهو أن الحزب الحاكم بدأ ممارسة ألاعيبه ، لاستمالة بعض الأحزاب الصغرى ، أملا في أن يلقي إليها الحزب الحاكم بعضاً من الفتات . وقال الخبراء إن تشكيل جبهة موحدة للمعارضة في صالح الحزب الوطني ذاته ، فلا يمكن القول بوجود ديمقراطية إلا إذا كان هناك توازن بين الحكومة والمعارضة ، وبدون هذا التوازن تكون الديمقراطية شكلية وغير حقيقية . وطالب خبراء السياسة بضرورة تماسك هذه الجبهة الموحدة للمعارضة ، حتى لا يخترقها الحزب الوطني بألاعيبه وحيله المتنوعة والى خطاب مبارك في ختام مؤتمر الحزب الوطني الذي حاول فيه تعزيز موقع نجله جمال داخل الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ، مشيدا بإدارته للحملة الانتخابية التي تكللت بفوز مبارك بولاية رئاسية خامسة . وفى كلمته قال مبارك: "إن البرنامج الذي حزت به ثقة الشعب وتأييده لم يأت من فراغ .. إنه نتاج الأسلوب الجديد الذي اعتمده الحزب منذ ثلاث سنوات" في إشارة إلى تاريخ تولي نجله جمال (42 عاما) رئاسة اللجنة العليا للسياسات التي توجه مسار الحزب الحاكم . كما تولى جمال إدارة الحملة الانتخابية لوالده . وفيما قد يكون مؤشرا على تولي جمال موقعا أكثر تقدما في الحزب قال مبارك: "سوف نعتمد الكفاءة والقدرة على العطاء معيارا لتولي المواقع القيادية في الحزب ، وسندفع بدماء جديدة من الشباب ليزيدوا من حيويته وفعاليته" . ورشحت الشائعات جمال لتولي منصب الأمين العام للحزب الوطني وهو المنصب الذي يتولاه الآن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المحسوب على ما يسمى ب "الحرس القديم" داخل الحزب الحاكم . وفي الشأن الاقتصادي كشفت صحف المعارضة عن قيام الحكومة بتعميق أزمة البطالة بالاستغناء عن 67 ألف عامل خلال 4 سنوات . فمن واقع تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أتضح خطة الحكومة للتخلص من العاملين بقطاع الأعمال العام . وكشف بيان صادر عن الجهاز انخفاض عدد العاملين بالقطاع بنحو 66،7 ألف عامل خلال الأربع سنوات الماضية. أكد البيان انخفاض عدد العاملين من 774 ألفا و872 عاملا في عام 2001 إلي 708 آلاف و110 عمال العام الماضي . برر البيان الانخفاض باستغناء الحكومة عن العاملين بقطاع الأعمال العام من خلال التوسع في المعاش المبكر ، وتحويل بعض الوحدات إلي القطاع الخاص وعدم قبول تعيينات جديدة في ظل تطبيق برنامج الخصخصة . وأوضح جهاز التعبئة والإحصاء استمرار انخفاض أعداد العاملين بقطاع الأعمال العام خلال السنوات الماضية حيث انخفض العدد بنحو 37،7 ألف عامل بين عامي 2001 و2002 وبنحو 19،1 ألف عامل بين عامي 2002 و2003 وبنحو 9،9 ألف عامل بين عامي 2003 و2004. وأشار الجهاز إلي ارتفاع عدد العاملين بالحكومة من 5،2 مليون عامل عام 2001 إلي 5،5 مليون العام الماضي وبزيادة بلغت 322 ألف عامل خلال الأربع سنوات الماضية . الفائز بمنصب نقيب الصحفيين جلال عارف تعرض لموضوع الفساد في المؤسسات الصحفية وقال في أخبار اليوم تحت عنوان (الفائز الحقيقي..): "الفائز الحقيقي في انتخابات نقابة الصحفيين هي الإرادة الحرة لجموع الصحفيين التي انتصرت مرة أخري لاستقلالية النقابة وكرامة الصحفي وحرية الصحافة ، والتي أكدت أن المعركة ضد الفساد ستستمر حتى النهاية وأن مسيرة إصلاح واقعنا الصحفي ستتواصل لتكون الركيزة الحقيقية لأي إصلاح سياسي شامل لم يعد ممكنا تأجيله بأي حال من الأحوال . وأضاف : قبل عامين ، وفي انتخابات مماثلة ، أعلن الصحفيون انحيازهم لطريق التغيير وكانت الرسالة واضحة: إن ربع قرن من الجمود والشلل في المؤسسات الصحفية قد أورثتنا واقعا صحفيا تعاني فيه هذه المؤسسات من التدهور المالي والمهني، وتنفتح فيه الأبواب لفساد مذهل ، ويتراجع فيه مستوي الصحافة ، ويتحمل فيه الصحفيون ­ما عدا القلة المحظوظة­ من نتائج هذه الأوضاع التي تتم ترجمتها في النهاية إلي تراجع في مستوي الأجور وتدهور في علاقات العمل ، ومعاناة من قوانين تقيد الحريات ، وغياب لاستقلال حقيقي للعمل النقابي . كانت الرسالة واضحة ، ومن هنا كانت شراسة المقاومة من أصحاب المصلحة في إبقاء الأوضاع علي ما هي عليه، لكن إرادة التغيير كانت أقوي ، ومع التغيير في المؤسسات القومية انفتحت ملفات الفساد الذي نبهنا إليه منذ سنوات ، وبدأت مسيرة الإصلاح التي طالبنا بها طويلا ، وخرجت القضايا الحقيقية للصحفيين المصريين إلي النور .. بدءا من قضايا الحريات وحتى قضايا تأمين الصحفيين ماديا وقانونيا من خلال عمل دءوب تقوده نقابة مستقلة . والآن يعلن الصحفيون إنهم سوف يستكملون المشوار .. من أجل إصلاح حقيقي لأوضاع الصحفيين، ومن أجل إصلاح شامل لأوضاع الصحافة التي عانت طويلا من سنوات الجمود والشلل وغياب الرقابة وانتشار الفساد ، وهو ما يتطلب المحاسبة الكاملة علي ما وقع حتى نستطيع بعد ذلك أن نتفرغ للتعامل مع الملفات الأساسية الأخرى من أجل الإصلاح ، وهي الملفات التي تم إغلاقها بإحكام شديد لأكثر من عشرين سنة ، ولم تفتح إلا بعد أن عادت النقابة لأصحابها، لترفع راية التغيير وتفتح طريق الإصلاح . وبالأمس ­ومن خلال معركة انتخابية شرسة­ أعلن الصحفيون أن كل المحاولات لعرقلة مسيرة التغيير مصيرها الفشل ، ويبقي أن يتعلم الجميع الدرس وأن يدركوا ان قطار الحرية والإصلاح قد انطلق.. ولن يتوقف . وفي الأهرام ، واصل "مفيد فوزي" كتاباته البهلوانية ومواقفه الاكروباتية ، وكتب مقالا بعنوان (عيرتني بالشيب وهو وقار‏!) .. قال فيه: " لست صاحب مصلحة في بقاء فلان في الوزارة أو رحيل فلان من الوزارة ،‏ والاستفتاءات الصحفية حول بقاء وجوه معينة بذاتها أو إزاحتها من المسرح هي من قبيل التوابل الصحفية ليس إلا‏ ..‏ وليس في هذا مصادرة علي ما يريده الرأي العام ،‏ ولكن القيادة السياسية تري أكثر وضوحا منا .‏ وهناك قياس رأي عام وهناك تقارير موثقة حول أداء هذه الشخصيات في العمل العام .‏ هذه الحصيلة من الجهد هي المقياس في بقاء فلان أو رحيله‏.‏ ما أسهل ان نقول ونحن نرشف القهوة‏(‏ فلان لازم يمشي‏).‏ طيب وبعدين ؟ هل لدينا كوادر مدربة ؟ !! . الإجابة‏:‏ لا‏!‏ يعني ييجي واحد جديد خام يجرب فينا ويتحول المجتمع إلي حقل تجارب‏ .‏ ولكي تتأكدوا ان هذه الاستفتاءات مشهيات صحفية للقاريء الغلبان ،‏ هناك من طالب برحيل محمود محيي الدين واحمد المغربي وهما من الشباب‏ ،‏ أي الدم الجديد‏.!‏ الدم الجديد الذي نحلم بضخه في عروق الحكومة الجديدة ،‏ فهل هذا تفكير منطقي ؟ " .. يتحول كاتبنا البهلوان بعد ذلك إلى نقد المجتمع كله وخاصة كل من ينتقد الأوضاع ويطالب بالتغيير ويقول: " لقد تحول المجتمع كله إلي مجتمع من الزعماء باسم الحرية‏،‏ هذه حرية غير مسئولة‏،‏ حرية لا تعني الأبعاد الحقيقية للصورة ،‏ حرية عدم استلطاف فلان والاشمئناط من فلان .‏ حرية مبنية علي أحاسيس وانطباعات شخصية ،‏ وهي حرية غير موضوعية‏.‏ أنا أفضل وزيرا دمه يلطش وكفء عن وزير فاشل دمه شربات نحن لم نتهيأ بعد لهذه النظرة العقلانية‏ .‏ وتكون النتيجة‏:‏ آراء خرجت من حناجر الزعماء دون ان تمر علي شيء مثبت في الرأس اسمه العقل .‏ نعود إلى الوفد مجددا ، حيث تناولت الكاتبة "سناء السعيد" جولة كارين هيوز للمنطقة ، التي وصفتها ب الفاشلة .. وقالت : " فشلت جولة خبيرة العلاقات العامة الأمريكية التي ظنت إدارة بوش أنها يمكن ان تقلب خلالها المعايير وتخرج بمعادلة جديدة تجري معها نيو لوك يخفي قبحها ودمامتها.. ولم تفلح فشعبية إدارة بوش آخذة في التراجع بعد حربها في العراق . بل ان المكتب العام للمحاسبة التابع للكونجرس أكد أن السخط علي أمريكا يتصاعد وبأنه يشمل الكثيرين ومن ثم مضت إدارة بوش في محاولة لتجميل صورتها لعل وعسى، ساومت بورقة الإصلاح والديمقراطية والحريات ولكنها كانت ورقة زائفة فضحت أمريكا وقامت بتعريتها
وكشف المستور . سارع بوش بتجهيز الأرضية من اجل تجميل الوجه الأمريكي وتحسين صورة إدارته في المنطقة ، انيطت المهمة ب "كارين هيوز" خبيرة في العلاقات العامة واحدي المقربات له والتي سارع بتعيينها في منصبها الجديد كوكيلة في وزارة الخارجية للشئون الدبلوماسية والعلاقات العامة، وجاء أداؤها للقسم في التاسع من سبتمبر الماضي تزامنا مع تداعيات إعصار "كاترينا" ومواكبا لقصف القوات الأمريكية في "تلعفر" . وأضافت السعيد : "استهلت "كارين" جولتها بمصر الأحد الماضي ومنها إلى السعودية فتركيا ، في مصر تجولت في الشوارع .. خاطبت النساء والأطفال .. أمسكت بفانوس رمضان .. أكلت الخبز المصري .. أرادت ان تعكس من خلال جولتها وجها إنسانيا مغايرا لوجه أمريكا القبيح .. التقت بساسة مصر .. ورجال الدين فيها .. فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ، وقداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقصية .. والتقت بالطلاب .. ورغم ذلك لم تسفر جولتها عن شيء .. كانت عديمة الجدوى .. بلا حصاد.. جاءت بنتيجة عكسية، فلقد كشفت للجميع دون ان تدري زيف إدارة بوش واستمرارها في سياسة التضليل والخداع ومحاولة إهالة التراب علي الجرائم التي اقترفتها وتقترفها في المنطقة . وقالت : "ما كان يمكن للكراهية ان تجتث بجولة علاقة عامة لاسيما ان الكراهية تتصاعد وتتسع ضد إدارة بوش التي تمضي في سياستها العنصرية ويمينيتها المتطرفة ، وكأن أمريكا التي تروج اليوم لتحسين صورتها قد نسيت أو تناست جرائمها في العراق وتواطؤها مع إسرائيل في ترسيخ الاحتلال في الأراضي الفلسطينية وكأنها قد نسيت أو تناست عدوانيتها ضد دول في المنطقة تناهض سياستها وتأبي بالتالي الاصطفاف في طابور المذعنين التابعين للتاج الأمريكي . تأكد للجميع ان إدارة بوش علي قدر كبير من المراوغة والاستنطاع في تعاملها مع الآخر وإلا كيف يمكن ان يتحول الموقف من النقيض إلي النقيض .. من الكراهية إلى الحب وسياساتها كما هي .. سياسات تجاوزت القانون الدولي وعصفت بالشرعية وانتهكت حقوق الإنسان ووأدت الديمقراطية وخرقت سيادة الدول عندما اجتاحت دولة مثل العراق ضاربة عرض الحائط بكل القوانين المرعية متحدية لمجلس الأمن؟! .. سياسة خرجت عن كل ما هو مألوف مارست معها إدارة بوش كل الموانع والمحرمات الأخلاقية . كيف يمكن للشعوب ان تتخلي عن كراهيتها لأمريكا علي حين تظل إدارة بوش سادرة في غيها ترتكب كل الموبقات بدءا بإبادة الشعوب وتدمير بنيتها التحتية وانتهاء بالتعذيب في السجون وسوء المعاملة في جوانتانامو .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.