الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية والمنسق العام لجبهة "ضد التوريث" أكد الدكتور حسن نافعة استاذ العلوم السياسية والمنسق العام لجبهة "ضد التوريث" ان مشروع التوريث المثار فى الآونة الاخيرة لن يحسم الا فى وجود الرئيس مبارك مشيرا الى ان مصر لا تبحث عن زعيم يقودها فى اتجاه معين لكنها تبحث عن شخص يقود مرحلة انتقالية يتم فيها وضع القطار الخارج عن القضبان الى قضبانه. قال: إن العراك الذى احدثه اعلان الدكتور محمد البرادعى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن نيته فى الترشيح للانتخابات الرئاسية دليل على انه فى لحظات معينة من الممكن ان يلتف الناس حول شخصية تبرزها الاحداث. اضاف : لا توجد ضمانات لاستمرارية جبهة "ضد التوريث" إلا إذا سارت الحركة فى اتجاه مستقيم، مشيرا الى ان عمليات التناوب بين النشطاء ربما ادت الى تناقضات كبيرة. فى البدايه سألناه عن تعدد الحركات فى الحياة السياسية المصرية في السنوات الأخيره رغم تكرار نفس الأسماء والرموز السياسيه التى تكاد تكون واحده في كل الجبهات . قال : بالفعل الناشطون في الحياه السياسية المصرية محدودون وقليلو التأثير، ولكن هناك لحظات تاريخية معينة يفتح فيها باب الامل في التغيير وتكون للناس قضية واحدة من الممكن أن يدافعوا عنها وأظن ان المرحلة الراهنة كذلك، فليس من الضروري أن الرموز واحدة ولكن هناك فترات يكون فيها أسباب للنشاط. هناك من يقول: ان المصريين سلبيون ولم ينزلوا الشارع إلا للتأييد، فمنذ عام 1919 لم نشهد حركة جماهرية واسعه إلا في مرات قليله؟ هذا الكلام غير صحيح الشارع نزل في 18 و9 يناير 77 في مظاهرات الخبز وخرج الأمن المركزي في يناير 1986 وهناك استمرار لحركات عماليه ونقابية احتجاجية واسعة صحيح أنها تطالب بمطالب فئوية ولكن في لحظة ما ستنضج هذه الحركات وتلتف حول مشروع اصلاحي كبير، وانا لا اقول إن هذه اللحظه ستأتي قريبا ولكنها سوف تأتي حتما ولكن في التاريخ المصري كان دائما شخصيه كاريزميه قائده يلتقي حولها الشعب لكي تستطيع فعل شيء. فهل هذه الشخصيه موجوده الآن؟ من كان يتصور أن بيان من شخص معروف مثل الدكتور محمد البرادعي سيحدث هذا العراك داخل المجتمع المصري وهذا الحراك دليل على انه في لحظة معينة من الممكن ان يلتف الناس حول شخصية تبرزها الاحداث وأنا اظن ان البرادعي هو رجل المرحلة. هل ترى أن البرادعي يمثل كل المصريين؟ مصر لا تبحث عن زعيم يقودها في اتجاه معين سواء كان هذا اتجاها اجتماعيا ام سياسيا ام ايديولوجيا، ولكنها تبحث عن شخص يقود مرحلة انتقالية يتم فيها وضع القطار الخارج عن القضبان الي قضبانه من جديد، وبالتالي لابد أن يكون هذا الشخص متفقا عليه من جميع التيارات ليقوم برعاية وضع دستور جديد للبلاد وإتاحة الفرصه للاحزاب وتنقية القوانين السئية السمعه وتنتهي هذه المرحله الانتقاليه بانتخابات تشريعيه ورئاسية يختار فيها الشعب من يريد ولو رأيت حجم التعليقات التي تؤيد البرادعي ستجد أنه شخص متفق عليه.
ولكنها تأييدات في الفضاء الالكتروني, هل ترى أن من يدخل على الإنترنت ليؤيد ويعلق يستطيع أن ينزل الى الشارع ليطبق ذلك؟ إذا اردنا أن نرصد ردود أفعال الشارع اليوم فلا نستطيع أن نعتبر ردود فعل الأحزاب التي فقدت مصداقيتها أو الجماعات التي ليس لها تأييد حقيقي في الشارع أو السلطه التي تزور وتحتكر كل شيء, ولكننا نستطيع ان نعتمد على الفضاء الألكتروني لأنه الشيء الاكثر حرية وأمنا، وفي الوقت الحالي هو أصدق وأكثر تعبيرا، أما عن النزول الى الشارع فلابد ان يكون هناك قوة منظمة تدفع الشعب للنزول، وهذا لن يأتي في يوم وليلة ولكنه سياتي حتما. حركات سياسية كثيرة ظهرت وفشلت، فما هي عوامل نجاح "ضد التوريث" خاصة وأنها حدث فيها انشقاق في مهد ولادتها؟ لايوجد ضمان لاستمرارية "ضد التوريث" ولكن اذا تتبعنا نشأة الحركه فسنجد أن فيها اختلافا عما سبقها، واذا رأيت كيف اختاورني منسقا عامًا للحركة فستلحظ ذلك, فالنشطاء الذين شكلوا اللجنة التحضيرية للحركة كانوا يعرفون أن لي موقفًا ضد التوريث، وكذلك كما قلت عن نفسي سابقا إنني باحث سياسي ولست ناشطًا وإنني لا اريد ان أدخل الى حلبة الناشطين، ولذلك أصر مؤسس الحركه على اختياري وإقناعي بالامر على الرغم من رفضي في البداية إلا أن اصرارهم كان له دلالة وهو أنهم يريدون شخصا يقف على مسافة واحده من كل الأطراف، ولذلك اشترط الإجماع وحدث فعلا، لذلك نأمل في ان تتحرك الحركه في اتجاه مستقيم لأنه إذا اديرت الحركة بالتناوب بين النشطاء فيها فسيؤدي ذلك الى تناقضات كبيرة. أما الكلام عن الانشقاق الذي حدث في البدايه فهو غير حقيقي لأن الذي انسحب من الحركة هو الدكتور عبد الحليم قنديل فقط وهو لا يعبر إلا عن نفسه لأن باقي ممثلي حركة كفايه في الحركة مستمرون وهم الدكتور عبد الجليل مصطفى وجورج إسحاق وكريمه الحفناوي. وعلى العكس مما تقول عن وجود انشقاق فالحركه تنمو وتكبر ورأينا كيف انضم إليها حزب الجبهه الديمقراطية والوسط والحركات الشبابية الجديدة مثل "عايز حقي" وحركة "الشباب المؤيدين للبرادعي" وغيرها. أنت قلت عن نفسك إنك باحث قبل أنت تكون ناشطا، فهل درستم وضع ضمانات جديده لاستمرار الحركة؟ كما قلت إنني باحث ولكني منسق لحركة وليس لمركز بحثي، وعندي تصوراتي الخاصة بي ولكن لا أستطيع ان أعممها على الجميع، فالحركات السياسية المصرية توطنت بها أمراض وقيود تاريخية لا أستطيع تغييرها، ولكننا كحركه نستطيع أن تشق طريقًا جديدًا خاصة وأن الواقع الاجتماعي الآن متحرك. من المعلوم أن الإخوان المسلمين يمثلون تيارا جماهيريا وتنظيما قويًا وعندما كانوا يشاركون مع حركة كفاية كانت الحركه أكثر ناشطًا وأكثر تحركًا في الشارع وبعدما انسحبوا ضعفت الحركة، فما مدى استفادتها من الإخوان، ومتى ستنزل الحركه الى الشارع؟ الجماعه المشاركة في الحركة فعليا الدكتور "محمد البلتاجي" فهو يحضر بانتظام اجتماعات الحركه وبشكل رسمي كممثل عن الاخوان أما بالنسبه لعمل الحركه في الشارع فهو الآن يتم بشكل مختلف عما سبق، فالحركة الآن تجمع توقيعات فهذا له حساباته وتحشد الجماهير بشكل منظم أما النزول في الشارع فهذا له حساباته وانا عندي حساسية منه، ولكن إذا نزلنا إلى الشارع ، فلابد أن يكون هناك هدف واضح وترتيبات معينة وسيحدث ذلك في لحظة معينة حينما يكون الشعب جاهزًا للمشاركة بشكل فعال وهذا نضج سياسي من الحركة. في عام 2005 كان هناك حراك سياسي قوي وقال كثيرون: إن سببه ضغط الإدارة الأمريكية في هذا الوقت على النظام المصري لإجباره على إتاحة حرية في التحرك للمعارضة, فما هو دور الخارج في المرحلة المقبلة وخاصة أن الدكتور البرادعي مسئول دولي سابق وله علاقات دولية واسعة؟ أنا لا أؤمن بالتغيير من الخارج وأرى أن فيه خطورة كبيرة جدا، والعراق مثال لنا، والقوى الخارجية التي تتكل عليها لا تعمل من أجل مجموعة من القوى والمنظمات المعارضة ولكن تعمل وفق أجندتها الخاصة لأن أمريكا مثلا لا تحرك آلاف الجنود من أجل الديمقراطيه.. هذا وهم وخداع.. وصحيح ان البرادعي مسئول دولي سابق ولكنه شخص مصري بالدرجة الأولي واذا كان كل من يعمل بالخارج عميلا أو يعمل لحساب قوى خارجية فلماذا لا يقال نفس الكلام عن عمرو موسى وهو أيضا عمل بالأمم المتحدة وله علاقات خارجيه واسعة أيضا. قلت قبل ذلك إن مشروع التوريث سينتهي في عام 2011 كيف ذلك؟! انا قلت ذلك فعلا وأعني أن عام 2011 سيظهر ما إذا كانت مصر قادرة على التغيير أم سيؤجل ذلك للقضاء والقدر أم سنظل نحكم من قبل نفس النظام لمدة 40 عامًا قادمة إذا جاء جمال مبارك، وأقول ذلك لأن جمال لازال شابًا أو سيأتي بطريقة غير شرعية والذين تمكنوا من صياغة مشروع التوريث لو نجحوا أن يأتوا به رئيسًا فلن تكون لديهم أي رغبه في التغيير بطريقة تعيد الكرة إلى ملعب الشعب. وماذا عن كلام النظام عن الليبرالية والإصلاح السياسي؟ أين هذه الليبرالية؟!. فعلى الأقل يكون هناك ليبرالية سياسية.. والليبرالية الاقتصادية أو الراسمالية من الممكن أن تدار بواسطة أناس ليسوا ليبراليين ولا يهمهم إلا الخصخصة وبيع القطاع العام والحصول على أكبر قدر ممكن من الثروة، ويتصورون أنهم يطبقون الليبرالية. الليبرالية الاقتصادية لا تستقيم إلا مع ليبرالية سياسية وإلا سيتحول المجتمع إلى غابه إن لم تتمكن القوى الاجتماعية من تنظيم نفسها إلى أحزاب وجماعات ونقابات تدافع عن مصالحها داخل النظام الرأسمالي، أما إذا حدث وطبقت الليبراليه الاقتصاديه ولم يتبعها ليبرالية سياسيه فسيؤدي ذلك إلى استقطاب هائل بين من يملكون ومن لا يملكون ثروة. الرئيس مبارك له تاريخ عسكري أعطاه قوة شرعية داخل المؤسسة العسكرية كانت سببًا بعد ذلك في شرعيته كرئيس. أما جمال مبارك فليس لديه ذلك؟ جمال مبارك لا يملك إلا صلاته القويه برجال الأعمال الذين أتى بهم الى الحزب وجعلهم أصحاب القرار فيه ورأيي أن تأييده من قبل هؤلاء ليس كافيًا، ولذلك فإن وصول جمال مبارك إلى الرئاسة يعني أمرين كلاهما يدفع النظام السياسي المصري إلى مأزق : أولها وجوده كرئيس للدوله معناه انتقال السلطة من المؤسسة العسكرية التي حكمت مصر حتى ولو كان ذلك من وراء ستار عام 52 حتى هذه اللحظة، وبالتالي هذا الانتقال يستدعى ترتيبات معينة ولذلك رأيي أن المؤسسه العسكرية لها دور عطيم وأساسي في هذا الشأن. ثانيها ( والاخطر أن طريقة انتقال السلطة من المؤسسة العسكريه إلى السلطه المدنية يتم بصورة غير شرعية، وهو أمر غير أخلاقي، وبالتالي يجب أن تحدد المؤسسة العسكرية في هذه اللحظة موقفها من هذا الأمر المرفوض شعبيًا والذي سيؤدي إلى توتر اجتماعي وإذا افترضنا حدوث ذلك فسوف يزداد رد الفعل عنفا في الشارع المصري) وفي هذه اللحظة سيبرز دور الجيش إما أن ينزل إلى الشارع لكبح جماح هذه الجماهير ويقف بجانب جمال وإما أن ينحاز لها ، والعامل الفاصل في هذه اللحظة سيكون ( المصلحة ) ومن هنا يمكن أن نقول إن مشروع التوريث ليس بالضرورة أن ينجح، وإذا نجح فلن يحدث إلا في وجود الرئيس مبارك.