الكاتب إلهامى الميرغنى شهدت الاحتفالية التى أقامتها مؤسسة الهلالى للحقوق والحريات النقابية مداخلة حادة من أحد الحضور يتهم فيها الأحزاب اليسارية والحركة الشيوعية المصرية بأنها السبب فيما وصلت إليه البلاد اليوم من حال مزرٍ، وأرجع ذلك إلى تكالب هذه الأحزاب على مصالحها الشخصية وعقدها المساومات وإبرام الصفقات مع الدولة والغرق فى خلافاتها الشخصية فى الوقت الذى كانت القوى الرجعية الأخرى– في إشارة إلى الإخوان المسلمين- قد بدأت تلملم شتاتها وتستعيد وجودها فى صدق افتقده الشيوعيون الذين أصبحوا فيما بعد يشكلون جهاز السلطة على حد قوله. كانت الاحتفالية التى أقامتها مؤسسة الهلالى للحريات مساء أمس الاثنين احتفالاً بالذكرى الثالثة والثلاثين لانتفاضة الجماهير المصرية فى 18 و 19 يناير 77، وهى الانتفاضة التى خرجت فيها جماهير الشعب المصرى بمئات الآلاف وقتئذ لم يحضر ذكراها سوى 30 فردًا أغلبهم من النشطاء السياسيين فى إشارة واضحة إلى مقاطعة الشعب المصرى لهذا النوع من النشاط المكتبى. وأدار الندوة الباحث والكاتب إلهامى الميرغنى وتحدث فيها كل من المهندس أحمد بهاء شعبان أحد ناشطى حركة كفاية وعم فتح الله محروس أحد كوادر الحزب الشيوعى المصرى وصلاح الأنصارى أحد قيادات اعتصام 89 بمصنع الحديد والصلب. وكان مقررًا أن يكون ضمن منصة المتحدثين كل من المهندس كمال خليل الزعيم الروحى لتنظيم الاشتراكيين الثوريين وكمال أبو عيطة أحد كوادر حركة الكرامة الناصرية ولكنهما اعتذرا عن الحضور فى الساعات الأخيرة. واستهل المهندس أحمد بهاء شعبان مستهلا حديثه بإلقاء الشعارات التى رددتها الجماهير المصرية وقتها ومنها "يا حاكمنا بالمباحث كل الشعب بظلمك حاسس".. "لمّ كلابك يا ممدوح دم اخوتنا مش حيروح" .. "أنور أنور يا جبان يا عميل الأمريكان". قال شعبان: إن هذه الهتافات عندما يتذكرها تتمثل أمام عينيه صورة كمال خليل وهو محمول على الأعناق بينما جموع الطلاب تردد ورائءه الهتاف. اضاف شعبان : إن السبب الظاهر للانتفاضة كانت إجراءات رفع الاسعار، لكن الجماهير كان لها أيضا مطالب سياسية بدليل مطالبة الجماهير بالديمقراطية ورحيل الصهاينة من فلسطين ووضع حد لسلطة المباحث. وأشار إلى ان جهاز الدولة الأمنى وفى خلال 48 ساعة لم يعد له وجود بسبب هرب الكثير من القيادات الأمنية خوفًا من الجماهير المندفعة التى استطاعت ان تنهى وجود هذا الجهاز تماما، لكن السلطة تداركت ذلك بسحب قرارات رفع الأسعار واستعانت فورًا بالقوات المسلحة. ويرى شعبان أن الامر كان أعمق من ذلك حيث يتعلق بالوضعية التى كانت عليها الحركة الثورية من ضعف شديد وافتقادها للقدرة التنظيمية للجماهير وغياب حزب جماهيرى يستقطب الجماهير المندفعة وتغيب عنه الرؤية السياسية والقيادة الثورية وبرنامج النضال الموحد مما أدى إلى نجاح النظام فى استيعاب الانتفاضة وسحقها بعد ذلك. وتحدث عم فتح الله محروس عن وقائع خروج عمال اسكندرية فى القبارى ومينا البصل وشركة الترسانة البحرية وكرموز وكانت نهاية المظاهرة حرق الاتحاد الاشتراكى الذى كان يرمز وقتها الى السلطة السياسية. وقال محروس: إن الاشتراكيين المصريين باختلاف فصائلهم لعبوا دورا كبيرا فى تحويل شعارات الانتفاضة الى شعارات لها مغزى بربط المطالب الاقتصادية بالمطالب السياسية وتحملوا عبء تلك المرحلة بكل ما تحمله من آلام. وطالب محروس فى نهاية كلمته بأن تكون انتفاضة 77 هى البروفة الأخيرة لانتفاضة وثورة الشعب المصرى الآن ضد ما وصفه بالنظام الفاسد.