أظهرت النتائج شبه النهائية للدورة الثانية في انتخابات الرئاسة الكرواتية أن المرشح الاشتراكي الديموقراطي ايفو يوسيبوفيتش سيكون رئيسا لكرواتيا. وقالت اللجنة الانتخابية المركزية ان النتائج الاولية لفرز الاصوات في 99.6 % من المراكز الانتخابية يعطي يوسيبوفيتش نسبة 60,29 في المئة من الاصوات، مقابل منافسه رئيس بلدية زغرب ميلان بانديتش الذي حصل على نسبة 39,71 في المئة من اصوات الناخبين. ودعي اكثر من 4,4 ملايين مقترع الى المشاركة في هذه الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة فيها 50,28 في المائة وبذلك سيصبح يوسيبوفيتش ثالث رئيس لكرواتيا، الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، منذ اعلان استقلالها العام 1991. وجاءت الدورة الثانية لانتخابات الرئاسة بعد ان فشل يوسيبوفتش الذي فاز بالانتخابات التي جرت في ديسمبر الماضي في ضمان اصوات اغلبية كافية للفوز على منافسه عمدة مدينة زغرب ميلان باندك. ويرى بعض المحللين ان دور الرئيس الكرواتي في توجيه السياسات محدود، لذا فان الحملة الانتخابية بين المرشحيتن قد تركزت على الشخصيات اكثر من تركزها على الافكار. ويقول مارك لوين مراسل البي بي سي في البلقان ان التباين والخلاف بين الرجلين صارخ. دعا بانديك الكرواتيين: "للتصويت للشخص وليس للحزب" فيوسيبوفيتش البالغ من العمر 52 عاما والمنتمي الى الجناح اليساري وذي الاسلوب المعتدل والاستاذ الجامعي في القانون والمؤلف الموسيقي في مجال الموسيقى الكلاسيكية معروف بخلفيته النظيفة التي لاتشوبها شائبة وان كان قد انتقد لقلة كارزمية شخصيته. بينما ينتمي بانديك الى اليمين، ويقول انه يتمتع بشعبية كبيرة بيد ادعاءات في الفساد ضربت سمعته. وكان قد دعا الكرواتيين: "للتصويت للشخص وليس للحزب". واضاف اثناء عملية ادلائه بصوته الاحد في زغرب: "لا شك ان الشعب الكرواتي ومواطني كرواتيا سيختارون الافضل بين المرشحين". وقد وعد يوسيبوفتش في حملته الانتخابية بمكافحة الجريمة والفساد كما تعهد بقيادة كرواتيا للانضمام الى الاتحاد الاوربي في عام 2012 . ووصف رادوفان فوكادينوفيتش الخبير في العلاقات الدولية انتخاب يوسيبوفيتش بانه: " خطوة مهمة بالتأكيد لتعزيز العلاقات بين زغرب وبروكسل". واضاف: "انه سيجعل من كرواتيا بلادا تقدم انموذجا للدول الاخرى في المنطقة الطامحة في الانضمام الى الاتحاد الاوربي". ومن بين الجمهوريات الست التي تحدرت عن تفكك يوغسلافيا السابقة بعد سلسلة من الحروب في التسعينيات وهي البوسنة وكرواتيا ومقدونيا ومونتينجرو(الجبل الاسود) وصربيا وسلوفينيا، حصلت الاخيرة فقط على عضوية الاتحاد الاوربي. وتظل الحرب على الفساد تحديا جوهريا بالنسبة الى كرواتيا التي انضمت الى الناتو العام الماضي وتطمح في النجاح في التقدم الى الاتحاد الاوربي ووضع صدمة الحرب السابقة ومآسيها خلفها. وكان الفساد الموضوعة المهيمنة على الحملات الانتخابية، اذ ان كرواتيا تحاول تنظيف صورتها في محاولة لنيل عضوية الاتحاد الاوربي عام 2012.