نشر موقع القناة الأولى الإسرائيلية تقريرًا أعده "يوسي نيتشر" المحلل بالشئون السياسية والشرق أوسطية عن حصاد العام في الشرق الأوسط مؤكدًا أن المنطقة كان بؤرة التوترات ومحط أنظار السياسة الدولية. ولفت التقرير إلى تفاقم الأزمة مع الغرب حول الملف النووي عقب رفض طهران للمقترح الغربي بنقل اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج قبل إعادته كوقود نووي إلى إيران تحت إشراف الوكالة الدولية، فضلا عن اكتشاف المفاعلات النووية الجديدة في إيران وإقدام المجتمع الدولي على فرض ععقوبات دولية على ايران كان أهم المستجدات على الساحة الإيرانية الخارجية، وعلى المستوى الداخلي فإن تفاقم الأزمة بين النظام والمعارضة الإصلاحية على خلفية أزمة انتخابات الرئاسة والموجة الاحتجاجية التي أعقبتها والتي تعتبر الأضخم منذ ثورة طهران الإسلامية عام 79. وأشار التقرير إلى أن الطالبة الإيرانيةالشابة ندا سلطان التي قتلت أثناء مظاهرات الاحتجاج عقب فوز الرئيس أحمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية تعتبر شخصية العام 2009. وأوضح التقرير أن عملية الرصاص المصبوب وتداعياتها دوليا مثل تقرير جولدستون واقتراح إقامة الدولة الفلسطينية بشأن القدس أهم ما تميز به عام 2009. وقال التقرير: إن غموض المستقبل السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عقب إعلانه عدم ترشيح نفسه للانتخابات المقبلة من الأحداث الهامة التي شهدها عام 2009 ، خاصة وأن ذلك العام شهد فشل الأطراف الفلسطينية في التوصل إلى مصالحة وطنية تعمل على توحيد صفوفهم، وهو ما سيلقي بظلاله على القضية الفلسطينية خلال 2010، وعلى المسار الأمني كان دخول ألمانيا للوساطة بين إسرائيل وحماس من أجل إتمام صفقة شاليط حدثا فريدا من ألمانيا. وفيما يخض مسيرة السلام العربية الإسرائيلية أشار التقرير إلى أنها شهدت جمودًا سياسيًا على كافة المسارات، فالإدارة الامريكية أظهرت موقفًا مترددًا بشأن القضية الفلسطينية والخلاف حول الاستيطان ما بين التجميد أو الإيقاف التام. وعلى المسار السوري مازالت التحركات الدبلوماسية مجمدة بسبب الخلاف حول الوساطة بين الجانبين، فدمشق مصرة على وساطة أنقرة، وإسرائيل متحفظة بسبب مواقف رجب أردوغان المناوئة لإسرائيل- على حد زعم التقرير، هذا بالإضافة إلى أن دمشق تصر على أخذ ضمانات إسرائيلية باستعادة الجولان قبل استئناف المفاوضات, في حين أن إسرائيل متمسكة بموقفها بعدم أي شروط مسبقة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين. وعن التأثير التركي في عام 2009، فقد كانت الأزمة الإسرائيلية التركية ورفضها مشاركة إسرائيل في مناورات نسر الأناضول أهم ما شهده عام 2009 على مسار العلاقات بين الجانبين، وهو ما دفع تركيا إلى التوجه نحو العالم العربي لإظهار نفسها كقوة إقليمية عظمى في الشرق الأوسط. اشار التقرير إلى أن الحرب الحوثية في اليمن كانت أهم مظاهر تنامي الصراع بين السعودية وإيران من خلال دعم الأخيرة للحوثيين في اليمن من الناحية المالية على الأقل، في ظل تدهور الحالة الأمنية الحدودية بين اليمن والسعودية بعد حالة من الهدوء دامت أكثر من 40 عاما. أوضح التقرير أن تعزيز التحالف المصري السعودي خلال 2009 كان من المظاهر السياسية المميزة لهذا العام خاصة إذا وضع في الاعتبار القلق المصري السعودي، وهو ما يطلق عليه محور الاعتدال، من تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة العربية سواء من الناحية العسكرية عن طريق تطوير الترسانة العسكرية الإيرانية وتطوير أنواع جديدة من الصواريخ، أو على المسار الأيديولوجي عن طريق قيام إيران بتصدير فكر الثورة الشيعية إلى البلاد السنية. كما لفت التقرير إلى أن الأزمة المالية التي ضربت إمارة دبي الإماراتية كانت أهم المعالم التي طفت على سطح عام 2009، حيث كشفت عن انفجار فقاعة الأسواق المالية في دبي وتحطم أسطورة الاقتصاد الإماراتي المزدهر.