رسميًا، تنظم الحكومة الإسرائيلية خلال الأسبوعين القادمين حملة شعبية فى الولاياتالمتحدة، هدفها ممارسة الضغوط على إدارة الرئيس باراك أوباما، وإدارته حتى يوقفا ضغوطهما على إسرائيل فى موضوع تجميد البناء الاستيطاني. وتجند إلى هذه الحملة رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، وسيتبعه أربعة وزراء إسرائيليين سيصلون قريبا إلى واشنطن، لإجراء سلسلة لقاءات مع وسائل الإعلام الأميركية وأعضاء فى الكونغرس ومسؤولين آخرين. والوزراء الأربعة هم: وزير الشؤون الإستراتيجية، موشيه يعلون، ووزير شؤون المخابرات، دان مريدور، ووزيرا الدولة، بينى بيغن، ويوسى بيلد. كما يشاركهم الحملة أيضا نائب وزير الخارجية، دانى أيلون، الذى شغل حتى السنة الماضية منصب سفير إسرائيل فى الولاياتالمتحدة، والسفير فوق العادة، ألون بنكاس، الذى شغل منصب القنصل الإسرائيلى العام فى الولاياتالمتحدة حتى مطلع السنة الماضية. وينوى الوزراء الإسرائيليون الدفاع عن موقف الحكومة الإسرائيلية القائل بأن الضغوط يجب أن تمارس على الطرفين، الإسرائيلى والعربي، وليس فقط الإسرائيلي. وأن إسرائيل أقدمت على خطوات بعيدة المدى تجاوبا مع إدارة أوباما، مثل إزالة معظم الحواجز العسكرية فى الضفة الغربية وفتح الطرقات وطرح مشاريع اقتصادية لتحسين حياة الفلسطينيين، بينما الفلسطينيون لم يفعلوا شيئا باتجاه إسرائيل ويرفضون حتى العودة إلى طاولة المفاوضات. أما على الصعيد الشعبي، تعهد مستوطنون إسرائيليون الليلة قبل الماضية بالرد على موقف الرئيس أوباما المعارض لتوسيع المستوطنات فى الأراضى الفلسطينية المحتلة من خلال إعادة بناء مستوطنة شمالى الضفة الغربية جرى إخلاؤها عام 2005 وتسميتها "أوباما هيلتوب". وكانت مستوطنة "حومش" واحدة بين أربع مستوطنات فى الضفة الغربية كان رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرييل شارون أمر بإزالتها فى إطار خطته بشأن الانسحاب أحادى الجانب من قطاع غزة وجزء محدود من شمالى الضفة الغربية. ونشر زعماء المستوطنين رسالة إلى أوباما انتقدوه فيها لممارسته الضغط على إسرائيل بشأن قضية توسيع المستوطنات. وقالت الرسالة: "السيد الرئيس أوباما ، إن سياستكم التى تهدف إلى تدمير المجتمعات اليهودية فى الضفة الغربية والقدس الشرقية لم تعد أمرا مسلما بها دون اعتراض". ووصفت الرسالة اعتراض أوباما على توسيع المستوطنات فى تلك المناطق بأنه "إساءة" للتاريخ والديانة اليهودية. وجاء فى الرسالة: "السيد الرئيس ، إننا من هنا ندشن مشروع حومش - أوباما هيلتوب " ، مضيفة أن هذا يعنى أن الموقعين على الرسالة "سيحشدون الجاليات الموالية لإسرائيل حول العالم لدعم إعادة إحياء" المستوطنة التى جرى إخلاؤها. وتحظى هذه المبادرة بدعم جماعات مؤيدة للمستوطنين بينها حركة "حومش أولا". وأطلق المستوطنون موقعا الكترونيا يطلب من الزائرين التبرع بعشرة دولارات أمريكية للمساعدة على إعادة بناء "حومش".