أعلن الأمين العام لحزب الله اللبنانى حسن نصر الله أن الحزب لم يطلب ضمانات لسلاحه ولا فى شأن المحكمة الدولية التى تنظر فى اغتيال رفيق الحريري، مشيرا إلى أن طلبه هو تشكيل حكومة "شراكة حقيقية"، مع دعوته كل الفرقاء إلى التلاقي. وقال نصر الله خلال احتفال أقامه حزب الله فى بيروت أمس الجمعة "لا نريد ضمانات لسلاح المقاومة ولا نطلب من الحكومة أو من غير الحكومة أو من أحد فى الدنيا ضمانات تتصل بسلاح المقاومة"، مشيرا إلى ان "هذا الموضوع خارج النقاش" فى المشاورات الجارية حول الحكومة. وأكد نصرالله ان حزبه لم يطلب كذلك "ضمانات ولن يطلب ضمانات" فى مسألة المحكمة الخاصة بلبنان، داعيا إلى عدم استباق الأمور فى موضوع المحكمة. وتابع أن أطراف الأقلية النيابية، التى يعتبر حزب الله أبرز أركانها "تفاوض الآن تحت سقف اسمه الشراكة الفعلية". ودعا إلى "التلاقي"، مشيدا بأجواء التهدئة السياسية فى لبنان، ومتوقعا موسم اصطياف هادىء. وقال إن "الفرصة متاحة لتشكيل حكومة وحدة وطنية نتعاون فيها جميعا، لكنها تحتاج إلى شجاعة فى اتخاذ القرار"، ناصحا ب"عدم الاستعجال" و"ألا يضغط أحد على الرئيس المكلف سعد الحريرى بوقت". وسمى النائب سعد الحريري، رئيس أكبر كتلة نيابية فى البرلمان، فى 27 يونيو رئيسا للحكومة العتيدة. ومنذ ذلك الحين يقوم باستشارات واتصالات لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وتحدثت وسائل الإعلام اللبنانية عن هواجس لدى حزب الله من احتمال إقدام الأكثرية النيابية على طرح مسألة نزع سلاحه مجددا، ومن احتمال اتجاه التحقيق فى اغتيال الحريرى نحوه بعد التقرير الذى نشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية فى مايو وتحدثت فيه عن خيوط لدى لجنة التحقيق الدولية فى اغتيال الحريرى تقود إلى اتهام حزب الله. إلا أن العنصر الأساسى فى المشاورات حول تشكيل الحكومة يبقى حجم حصة كل من الأقلية والأكثرية فيها. واذا كان حزب الله امتنع حتى الآن عن تحديد موقفه بوضوح من هذه الحصة، فإن حليفه المسيحى النائب ميشال عون تحدث عن ضرورة اعتماد "التمثيل النسبي" فى الحكومة بحسب التمثيل النيابي، أى 13 وزيرا للأقلية و17 للأكثرية، بينما يطالب حليفه المسيحى الآخر سليمان فرنجيه "بالثلث الضامن" أى الثلث زائد واحد الذى يسمح لمن يملكه بالتحكم بالقرارات الحكومية المهمة. فى المقابل، يرفض أطراف الأكثرية اعطاء الأقلية أكثر من عشرة وزراء فى حكومة ثلاثينية، أى الثلث من دون القدرة على التعطيل. وكان نصرالله يتحدث فى الذكرى السنوية الأولى لعملية تسلم وتسليم الأسرى والجثامين بين إسرائيل وحزب الله التى أطلق عليها حزب الله اسم "عملية الرضوان" نسبة إلى لقب القيادى فى الحزب عماد مغنية وهو "الحج رضوان". واغتيل مغنيه فى 12 فبراير 2008 فى دمشق فى تفجير سيارة مفخخة. وحصلت عملية التسلم والتسليم فى يوليو 2008 بعد سنة من حرب صيف 2006 بين إسرائيل وحزب الله.