يبدو أن سورية قد باتت تمام في عين الإعصار المتوقع إلمامه بها في أية لحظة، عقب التحركات العسكرية للبحرية الأميريكية، قرب السواحل السورية، ووسط تهديدات غربية باللجوء إلي حلول عنيفة ضد النظام الذي يتورط يوميا في مزيد من الجرائم ضد شعبه. إلي ذلك وافقت دمشق على السماح فورا لمفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة بدخول أي موقع يشتبه في كونه كان مسرحا لهجوم كيماوي وفي جميع أنحاء سوريا، وفقا لتصريحات نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. ولاحقا تلا المقداد بيانا على شاشة التلفزيون الرسمي أعلن فيه أن بلاده عقدت اتفاقا الأحد مع ممثلة الأممالمتحدة العليا لقضايا نزع السلاح أنجيلا كين يقضي بالسماح لفريق مفتشي الأممالمتحدة بزيارة ريف دمشق للتحقيق في استخدام أسلحة كيمائية قبل أيام. وقال مصدر سوري إن الاتفاق "يدخل حيز التنفيذ على الفور" وينص على "السماح لفريق الأممالمتحدة برئاسة البروفسور أكي سيلستروم بالتحقيق في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية يوم الأربعاء الماضي في ريف دمشق." ومن جهته، أعلن فريق المفتشين الدوليين أنّه ينوي البدء بمعاينة الموقع وجمع الأدلة الاثنين. غير أنّ مسؤولا أميركيا رفيع المستوى، قال في بيان الأحد، إنّ الحكومة السورية رفضت اليوم مرة أخرى السماح لفريق المفتشين بالوصول فورا إلى موقع الهجوم المفترض." وأضاف أنّ نظام الأسد مازال يرفض التعاون وذلك بالاستمرار في قصف الموقع الذي شهد الهجوم المزعوم وهو ما حدّ من قدرة فريق المفتشين على التحقيق فعليا. وقال إنّ "الخلاصة الوحيدة من ذلك هي أنّ المسؤولين السوريين يقومون عن قصد بتأخير وصول فريق المفتشين من أجل تسهيل التلاعب بأدلة تشير إلى أن استخدام الكيماوي تم من قبلهم." ومضى يقول إنّ أي قرار متأخر من الحكومة سيعتبر غير قابل لأن يكون ذا مصداقية بسبب تأخره وأيضا لكون جودة الأدلة ستكون تأثرت سلبا بفعل إصرار القوات الحكومية على الاستمرار في قصف موقع الهجوم خلال الأيام الخمسة الماضية. وأضاف "استنادا الى عدد الضحايا المذكور والأعراض الواردة لمن قتلوا أو أصيبوا وروايات الشهود وحقائق أخرى جمعتها مصادر عامة وأجهزة المخابرات الأمريكية وشركاؤها الدوليون فإنّ الشكّ في هذه المرحلة إزاء أن النظام السوري استخدم سلاحا كيماويا ضد مدنيين في هذه الواقعة، يكاد لا يذكر." وخلص إلى القول إنّ البيت الأبيض "مازال يقيم المعطيات بما يسمح للرئيس أوباما باتخاذ قرار يتعلق بالاستخدام العشوائي لأسلحة كيماوية." ومن جهتها، قالت الخارجية الروسية في بيان إنّها تحذّر من التسرع في استخلاص الاستنتاجات بشأن الهجوم، معتبرة أن أي "خطأ" في ذلك "سيكون "كارثيا." وقال مسؤول في البيت الأبيض "بمجرد انتهائنا من تقصي الحقائق، سيتخذ الرئيس قراراً بشأن كيفية ردنا." وعلى صعيد متصل، كشف مصدر في وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير جون كيري اتصل بنظيره السوري، وليد المعلم، بعد يوم على التقارير حول الهجوم الكيماوي. وقال المصدر الأمريكي الذي رفض الكشف عن اسمه، إن هدف الاتصال بين كيري والمعلم هو التوضيح للحكومة السورية بأنه إن لم يكن لديها ما تخفيه فعليها السماح بالدخول الفوري للمفتشين الدوليين إلى موقع الهجوم، عوض مواصلة مهاجمة المنطقة لتدمير الأدلة وإعاقة الوصول إليها.