قامت نقابة الدعاة بتوجيه النداء الأخير من أجل توحيد الصف والدخول في السلم كآفة .. والعمل علي الصالح العام للبلاد حقناً للدماء وتوحد الفر قاء علي كلمة واحدة .. ينص علي ما يلي : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ.فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " [البقرة: 209-208] شعب مصر العظيم أولاً : نذكر الجميع بأننا أبناء وطن واحد وليس أي وطن بل وطن ذكر في كتاب رب العالمين مرات ومرات .. وذكر نيله 6ست مرات بلفظ "اليم ".. وأوصي الرسول صلي الله عليه وسلم بقبطه وأهل ذمته مرات عديدة .. واستوصي بجنده ووصفهم بخير أجناد الأرض وأنهم وأزواجهم في رباط إلي يوم القيامة .. و يجب ألا ننسى أن هذه أمة عظيمة بإمكانات كبيرة و لكنها تواجه تحديات كثيرة ليست فقط سياسية و لكن أيضا مخاطر اقتصادية هائلة تهدد السلام و الأمن الاجتماعي و لا تقل خطورة عن التحديات السياسية إن لم تكن أكثر. ولا يخفي علي أحد أن هذا البلد مستهدف لأنه يحمل هموم المسلمين والدفاع عنهم في جميع أرجاء الأرض والسياسة الصهيونية العالمية التي تدبر وتكيد للإسلام وأهله لاتتواني ولاتغفل لحظة عن وضع العراقيل وزرع الفتن بين أبناء المسلمين لتقسيم البلاد وتفتيتها كي يتم تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير وتحويله إلي دويلات صغيرة لا تسطيع أي دولة في المنطقة مواجهة إسرائيل .. ثانياً : لابد أن يضع كل منا نصب عينيه أن الخلاف والفرقة عار وشنار ودمار علي الجميع ..وذهاب للريح وضياع للدولة قال تعالي :" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (الأنفال/46) لأن الفتنة إذا حلت تعم الجميع قال تعالي :" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " [الأنفال: 25]. و"الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها "وقد علمنا رسولنا صلي الله عليه وسلم ماذا نفعل وقت الفتنة حيث قال :" تكون فتنة النائم فيها خير من المضطجع والمضطجع فيها خير من القاعد والقاعد فيها خير والقائم خير من الماشي والماشي خير من الراكب والراكب خير من المجري قلت : يا رسول الله ومتى ذلك ؟ قال : ذلك أيام الهرج قلت : ومتى أيام الهرج ؟ قال : حين لا يأمن الرجل جليسه . قلت : فبم تأمرني إن أدركت ذلك الزمان ؟ قال : اكفف نفسك ويدك وادخل دارك . قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن دخل علي داري ؟ قال : فادخل بيتك . قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن دخل علي بيتي ؟ قال : فادخل مسجدك واصنع هكذا - فقبض بيمينه على الكوع - وقل : ربي الله حتى تموت على ذلك"( السلسلة الصحيحة (9/ 34). وعلمنا ديننا أن النزاع والشتات والفرقة والفتنة لابد لها من حل والحل لا يكون إلا في كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم .. وكتاب الله يقول :" {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا " [النساء: 59]. وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم بها العديد من حل الخلافات والنزاعات بين الصحابة رضوان الله عليهم ولا يحيدون عن مبدأ الشوري الذي أمر الله به .. "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ " [الشورى: 38]. ومن هنا فإن نقابة الأئمة والدعاة المصرية إيماناً منها أنه لابد من إيجاد خطط وحلول للخروج من الأزمة لذلك فنحن نوجه النصيحة لجميع الفرقاء لعلها أن تحظي بقبول الكثير ولا نقول برضي الجميع لأنه سبحان من يرضي العباد .. 1- يجلس الجميع بمقر لجنة المصالحة التي تم تشكيلها مع إضافة عدد من الأفراد الذي يرتضيه الطرفان :" طرف التيار الشعبي – وتيار الإسلام السياسي "والصلح خير " للحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار و المضي قدما في مسار البناء والتنمية. 2- عدم الخروج في مسيرات و الالتزام بأماكن محددة للتظاهر مسبقاً للإعلان عن الرأي و يتم انصرف جميع الناس من الميادين تحدد لهم مهلة" 48ساعة "فكل يذهب لعمله من أجل البناء والتنمية والإصلاح .. 3-يتم عرض جميع الأوراق والمستندات والأدلة علي لجنة المصالحة فكل يتقدم بحجته للفصل فيها في هدوء فما كان منها يحتاج إلي نظر النيابة العامة يحول إليها للفصل فيها حسب القانون .. 4 - تفعيل أعمال لجنة تقصي الحقائق المستقلة حول جميع أعمال العنف بداية من مكتب الإرشاد للحرس الجمهوري للمنصورة للنهضة للتحرير ..الخ . 5 - يتم تأمين جميع من أعلن السلمية وتاب ورجع إلي الله عزوجل وعاد إلي بيته في المهلة المحددة لذلك قال تعالي :"إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [المائدة: 33، 34]. 6- الاتفاق على المبادئ العامة والتي يمكن التفاوض على تفاصيلها بعد ذلك ويلتزم الجميع بحكم لجنة المصالحة مع رسم خارطة طريق واضحة للخروج من الأزمة بحيث لا تتعدي ستة أشهر .. لأن مثل هذه العناصر عند تطبيقها و بسرعة ستساهم في تهدئة الأجواء و تهيئة الأطراف للمضي قدمًا في التفاوض للخروج من الأزمة الحالية. 7- و بعد تهدئة الأجواء و الاطمئنان على العملية السلمية و الاتفاق على المبادئ العامة, يمكن المضي قدما في خارطة الطريق المرسومة و التي تحقق في الأصل الالتزام بمبادرة الصلح و الاستماع لصوت الشعب في كل إجراءاتها. فقد نزل الشعب بأعداد كبيرة و هائلة في 30-6 ليقول رأيه و نزل الشعب أيضا بأعداد كبيرة لمدة 25 يوما و مازال مستمرا ليقول كلمته و علينا أن نستمع إلى كل الآراء. ولن يكون إلا بالجلوس والدخول في السلم كآفة .. و فقنا الله جميعًا لما يحب و يرضى. وجعل مصرنا أمناً أماناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين .. والله ولي التوفيق .