هناك تحولات جذرية ..كان نظام الدجال لابد أن يحدثها في المجتمعات، وذلك من خلال الآتي: أولاً : تدمير العقائد الدينية والسياسية والإجتماعية التي إستقرت في مجتمعاتنا وعناصر حضارتنا مع إبقاء المغالاة والشكل وإستغلالهما .. دون المضمون. ثانياً : خلق شروط جديدة وإحلالها محل ما هو كان مستقر تتوائم مع نظام الدجال. وهذا لا يتأتى بأي حال من الأحوال من حيث إزاحة ما تم إستقراره إلى ما هو جديد إلا من خلال فترة إنتقالية فوضوية .. لذلك لا يمكن أن نتنبأ وسط هذه الفوضى العارمة ما سيولد مستقبلاً .. وإن كان الدجال وضع أعوانه بين صفوفنا .. وفي مؤسساتنا .. ووضع أسس الفساد في كل شيء .. وأصبحت المنظومة العنكبوتية في قمة صولجانها وعنفوانها ولكن السؤال هل ستكون قادرة على إستمرار السيطرة.. فعندما نصل للقمة لابد لنا من عودة إلى المنحدر من جديد ولكن حتى نكون أكثر تحديداً فإن القادم في كل الأحوال سيكون العامل الأساسي المسيطر فيها جبروت الشعوب فقد سقطت الملكية وأتت الجمهوريات وسوف تطغى الجماهير في صراع الماضي والحاضر لذلك توجيه قوة الجماهير أصبحت هي أهم أدوات الصراع بين الدول وبين من يريد أن يتحكم في العالم ...ولكن يجب أن ننوه أن قوة الجماهير قادمة لا محالة .. ولكن لأي إتجاه ستسير؟ وكان من المنطقي على سبيل المثال الإخوان في مصر أن يتجهوا في البداية في التعامل مع قوة الجماهير وينجحوا في توجيهها في فترة إنتقالية من الفوضى بأن يداعبوا مشاعر الشعوب الدينية وبالطبع لا يمكن أن يستمر هذا الحال وهذا التوجيه لقوة الجماهير .. فأخطأوا حين أرادوا أن يعيدوا زمان سيطرة الحكام وتجاهل القوة الكامنة لدى الشعب مستغلين أن هذه القوة لم تصاغ بعد في إتجاه معين .. نتيجة وقوعها بين محاولات إستقطابات داخلية وخارجية.. فقوة الشعب لم تمسك بزمام أمرها نتيجة إغفالها مصريتها حتى الآن .. وحتى تصل لهذه اللحظة .. ستكون قوة مهدرة ولكن سوف تصل وستصبح قوة هادرة .. ستطيح بكل ما حاول الخارج والداخل أن يحتويه .. ولا يمكن لحاكم في المستقبل أن يتوائم مع هذه القوة القادمة من الجماهير .. إلا إذا كان يفهم قواعد القوة الناشئة للجماهير وعندما يكون مرشدها نحو مصريتها متفاعل مع قوتها .. حينها سيكسب كل قلوب المصريين وسيكون حاكماً بإرادة الجماهير طالما كان متوائماً مع هذه القوة واضع لها إعتبارها غير ذلك فهو مزيد من الفوضى وعدم فهم أننا أصبحنا بالنسبة للزمن الماضي خارج كل المعايير.