تتناحر القوى السياسية اليوم بمصر للأسف إلى درجة الانتحار للوطن وحرق كل المكاسب من أجل السلطة. صوت العقل بدأ يختفي من الساحة ليفسح الطريق لصوت الخوف والتشنج من الجميع. وها هنا مجددا أقدم رؤية استراتيجية يتلوها 30 حل عملي لتدارك الأزمة. أولا: رفض أن يكون في هذه المرحلة التغيير بالعنف، أو عبر الانقلاب على إرادة الشعب والصوت الانتخابي عبر الصندوق. لذلك نحترم حق تمرد وغيرها في التعبير عن غضبها من الواقعه الحالي، ولكن لا نوافق أن يستخدم هذا لتغيير إرادة شعب بأكلمه. ثانيا: رفض تخوين من هو غاضب على السياسات الحالية في الرئاسة والحكومة واتهامهم بالعمالة والخيانة، ونحن من الغاضبين على تلك السياسات وعلى الأداء الرئاسي، ولسنا بخائنين ولا عملاء ولا موجهين من الخارج كما يتهم من يشاركوننا في هذا الاعتراض من قبل بعض أنصار الرئيس ومؤيديه. لا يوجد مجتمع يخلو من قلة نادرة من العملاء ولكن هناك قطاع كبير من المجتمع المصري ناقم بحق على الوضع الحالي ومتضايق من الأداء الرئاسي والحكومة وننضم لهذا القطاع حبا في مصر وغيرة عليها وليس رغبة في تغيير حاكم بعينه أو الانقلاب على اختيار الشعب. ثالثا: إختيار الشعب للرئيس لمدة رئاسية كاملة هو أساس العملية السياسية التي ارتضاها الشعب، ولكنه ليس مبرراً للرئاسة والحكومة أن يترهل أداؤها وترتعش إرادتها ثم تطالب الشعب ألا يتظاهر أو يظهر ضيقه وامتعاضه من ذلك الأداء. هناك من يخططون لتحويل هذا الضيق إلى فرصة للانقلاب على السلطة ولا يجب موافقتهم أو مشاركتهم في هذا، من الناحية الأخرى لا يجب موافقة الرئاسة والحكومة في الاستمرار في استفزاز الشعب بسلسلة لا تنتهي من القرارات غير الصحيحة أو المتأخرة أو غير الملائمة لواقع مصر وتحدياتها رابعاً: يجب التحذير بأقصى درجة ممكنة من أمرين: الأول أن تستخدم الرئاسة والحكومة الميل الشعبي نحو الإسلام في استقطاب التعاطف مع مواقفها من قبل التيار الإسلامي على حساب بقية تيارات المجتمع مما يؤدي إلى مزيد من العزلة بين ذلك التيار وبين بقية مكونات المجتمع المصري تحت شعار حماية الشرعية. حماية الشرعية لا تعني تخوين بقية المجتمع أو الاستهتار برأيه أو تهميش مطالبة. يجب على التيار الإسلامي ألا ينجر إلى فكرة الإنعزال عن بقية المجتمع والاختماء بالسلطة او حمايتها بشكل غير مشروط. لابد أن يجتهد هذا التيار في حماية حقوق جميع المصريين في التعبير عن رأيهم في مصر حتى لو خالفت هذه الأراء مزاج هذا التيار. والأمر الثاني: هو أن تستخدم بعض القوى المعادية لمصر أو الطامعة في الرئاسة والحكومة غضب الناس الحقيقي في إضعاف مصر أو إضعاف الرئاسة المصرية بحجة ضعف الأداء، والانقلاب على اختيارات الشعب المصري حتى لو كانت خاطئة من أجل الأقلية. كما يحب حماية رأي الأقليات في مصر فمن المهم أيضا حماية حقوق الأغلبية من تغول الأقلية السياسية عليها. أنا هنا أتحدث عن الأغلبية والأقلية السياسية وليس العقدية أو غيرها .. فقط الأغلبية والأقلية السياسية. خامسا: ما هو الحل: الحل يكمن في مطالب معقولة من المعترضين .. واستجابة فورية من الرئاسة والحكومة. مطلب إزالة الرئيس أو الانقلاب عليه مطلب غير معقول للأغلبية التي انتخبته. هذه حقيقة وواقع وليس من الممكن اعتباره في العملية السياسية مطلبا معقولا. ستتنفض الأغلبية لحماية الرئيس حتى لو كانوا مقتنعين أن الأداء غير مناسب. لذا فإن هذا المطلب غير معقول ولن يؤدي إلا إلى مواجهة لا تفيد مصر. في المقابل فإن الرئاسة باستمرار تجاهلها لمطالب المعترضين تتصرف بشكل غير معقول أيضا، وإنكار المشكلات الحالية والتغاضي عنها مطلب غير معقول أيضا، وسيؤدي إلى استمرار بل تفاقم حالة الضيق الذي يمكن أن يتحول إلى انفجار يضيع على الجميع مكاسب الثورة لمصر. لقد كتبت من قبل 30 حلا لتدارك الأزمة، أوردها مختصرة مرة أخرى لعلهم يسمعون: 1. إقالة رئيس الوزراء بشكل فوري 2. إعلان عن محاكمات عاجلة لأحداث الاتحادية وبورسعيد 3. تقديم الرئيس كشف حساب عام 4. التوافق على حل مجلس الشورى بشكله الحالي 5. الدعوة إلى انتخابات برلمانية عاجلة 6. إيقاف أية تشريعات حالية 7. إقالة فورية للوزراء مثيري الامتعاض 8. إعادة تشكيل الفريق الرئاسي 9. دعوة المعارضة للمشاركة العملية في الحكم 10. تجريم إثارة روح العنف من أي طرف 11. تحجيم الإنفلات الإعلامي على الجانبين 12. تأكيد إنفصال الرئاسة عن الحزب، وأنها لكل المصريين 13. إيقاف التصريحات الهجومية المتبادلة 14. تجريم الدعوة إلى الصدام الداخلي 15. تنازل المعارضة عن دعوات الإنقلاب 16. الحوار غير المشروط بين القوى السياسية 17. مصالحة وطنية عبر فريق يرتضيه الجميع 18. منع القضاء من العمل السياسي بوضوح 19. صدور تأكيدات من القيادة العسكرية برفض إقحامها 20. تأكيد القوات المسلحة على الخيار الديمقراطي وحمايته 21. تقوم المؤسسات الدينية بدورها في قمع الفتن لا تأجيجها 22. أن يلتقي الرئيس بشيخ الأزهر والبابا ويوجه لحماية مصر 23. يدعى العلماء وقادة الفكر إلى توضيح مخاطر العنف 24. أن تتبنى وزارة الداخلية خطابا واضحا حيال استخدام العنف 25. أن تستدعي مصر سفراء الدول التي تتدخل في الشأن الداخلي المصري 26. صدور بيان من الخارجية يرفض التدخل الخارجي 27. أن يعلن التيار الإسلامي بوضوح رفض العنف 28. تعلن تمرد وجبهة الإنقاذ بوضوح رفض العنف 29. محاربة خطاب الكراهية 30. ألا ينتظر البعض وقوع كارثة أملا في الارتزاق على ألام مصر. غضب الشارع قد يتحول إلى قنبلة في وجه كل الطامعين هذه رؤية استراتيجية للخروج من الأزمة ومرفق بها 30 حلا عمليا يمكن تطبيقهم وهي حلول واقعية ممكن ويمكن أن تشكل أساسا للخروج من الأزمة الحالية. والله تعالى الموفق للخير د. باسم خفاجي عن حزب التغيير والتنمية