قال الرئيس محمد حسني مبارك أن الحكمة تقتضى أن تظل شئون القضاء بيد القضاة ولا يصح أن تكون محلا لتناول الإعلام أو مسرحا للاختلاف خارج نطاق مجالس القضاة وهيئاتهم القضائية بالمخالفة لتقاليد عريقة وراسخة تحفظ للقضاء هيبته وللقضاة كرامتهم ووقارهم وتعزز ثقة الشعب فى هذا الصرح المصرى الشاهق وأبنائه الأجلاء". أكد أن استقلال القضاء ليس منحة من أحد أيا كان وإنما هو ركيزة أساسية من ركائز الدستور والمجتمع، منوها بأن قضاء مصر سيظل حصنا للعدالة والدستور وسيظل قضاته - موقعهم الرفيع - موضع فخر واعتزاز المصريين. جاء ذلك في كلمته قبل ساعات بمقر محكمة النقض بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضى لمجلس القضاء الأعلى ونوه الرئيس مبارك بأن قضاة مصر يحملون رسالة العدل ويبذلون قصارى الجهد بوحى من ضمائرهم مستلهمين ما أرسوه من تقاليد راسخة وقيم ومبادىء رفيعة يأتمنهم أبناء الشعب على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم , ولايزالون مضطلعين بهذه المسئولية بصدق وأمانة فالكل سواسية أمام منصات قضائهم وأمام القانون.وتحدث رئيس مجلس القضاء الأعلى المستشار عادل عبد الحميد فى كلمة الافتتاح ترحيبه بالرئيس حسني مبارك، وأوضح المستشار عبد الحميد "إنني إذ أتحدث إليكم من قاعة المستشار عبد العزيز باشا فهمي أول رئيس لمحكمة النقض لأشعر أن التاريخ يقف ليروي لنا مواقف القضاة العظام التي شهدتها جنبات هذه القاعة وليعبر عن مشاعره وذكرياته عن لقاء فخامة الرئيس بقضاة مصر فيها".وأضاف "ومن ثم فإن أهم ما يحرص عليه أي مجتمع متحضر ينشد النهضة والتقدم أن يوفر لقضائه كل الإمكانيات التي تيسر له سبل أداء رسالته المقدسة للنهوض بأعبائها الجسام باستقلال وحيدة وتجرد وقوة في الحق وهو ما يستوجب أن يستقل القضاء بإدارة كافة شئونه بمعرفة رجاله وحدهم دون مشاركة أو تدخل من جانب سلطة أخرى وهو ما لا يتحقق إلا إذا عهد بشئون القضاء إلى القضاة أنفسهم فيكون لهم من بينهم مجلس أعلى مكون من شيوخ القضاة يضطلع بسائر شئونهم تنظيما وتنفيذا ورقابة ويكفل للقضاة نظاما إداريا وماليا يشيع الثقة في نفوسهم ويصون استقلالهم وعزتهم وييسر لهم نشر العدل وإعلاء كلمة الحق".