فراشتى الحمراء أضفت إلى درج اكسسواراتي الصغير فراشة حمراء.. "توكة" شعر على هيئة فراشة حمراء.. أصفف شعري كل صباح بحماسة لأضعها فوقه وأتمايل أمام المرآه في دلال.. زوجي يراها "توكة" في حين أتفلسف بيني وبين نفسي وأقول أنني كنت أشبهها يوما.. عندما تأتي أمي، لا تلاحظ الفراشة، فاتعمد أن أفكها وأغير مكانها كي تراها. "شفتي؟ أشتريتها أول أمبارح".. فترد بعدم اكتراث "بجد" فأقول "آه عجبتني.. دانا حتى جبت منها اللون الفضي".. في الحقيقة، لم أهتم بردود الفعل حول الفراشة كثيرا/مطلقا وهذا يعطي للأمر خصوصية أحبها.. خصوصية من يضع على رأسه ريشة مثلا. كل يوم، أقول لنفسي أن الفراشة على رأسي ستذكرني بأن أخرج للبلكونة وأنعم بعشر دقائق من التأمل والهدوء.. أو أقرأ الصفحة الأدبية في الجريدة.. أو أكتب لنفسي خطاب مصالحة.. أو أذهب للكوافيره لأتدلل قليلا.. في البيت، أتنقل بين المهام المختلفة بمهارة مهرج سيرك محترف.. فأطفي النار على الطعام كي لا يحترق أثناء متابعة الرضيع وأضع "فوم" غسيل أثناء تسبيك الصلصة.. الخ الخ.. لا أتذكر الفراشة إلا عندما أضع رأسي على الوسادة في المساء، وأجدها تشابكت مع خيوط شعري الذي صار فوضويا بعد يوم طويل.. أفض الاشتباك وأضعها إلى جواري على الوسادة بعد أن أقلبها بين يدي قليلا.. أجد أن هيكلها الرقيق تجعد وتغير شكله قليلا.. أقول لنفسي ولها "معلش..بكرة..."