حذر الدكتور بدر الدين أحمد إبراهيم أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني، الناطق باسم الحزب، من خطورة انهيار دولة الجنوب أو حدوث إضراب داخلي، وقال إن الخطوة ستفتح الباب أمام الاستقطاب الخارجي والتدخلات الإسرائيلية في إدارة شئون الدولة الوليدة ما يهدد استقرار الإقليم ودول الجوار الأفريقي. وأوضح بدر الدين في تصريحات أمس أن الخيارات المتاحة حالياً ضرورة استقرار الأوضاع الداخلية من أجل التعاون لتنفيذ اتفاق التعاون المشترك وإرساء دعائم السلام بين الشمال والجنوب، لكنه قال إن الوضع الاقتصادي الهش للدولة الجديدة ربما يكون سبباً في دفع الجانب الجنوبي للإسراع في تنفيذ اتفاق أديس أبابا. في الاثناء كشف معتمد محلية البرام صلاح دوداري كافي عن وجود حشود عسكرية للجيش الشعبي بمقاطعة فارينج بولاية الوحدة بدولة الجنوب في الشريط الحدودي مع ولاية جنوب كردفان، وذلك بالتزامن مع عمليات تجنيد واسعة في مناطق بحيرة الأبيض واللالوبة. وقال المعتمد في تصريح صحفي إن عدد من أبناء المحلية هربوا من معسكرات الجيش الشعبي في فارينج وأبلغوا السلطات بوجود حشود عسكرية في المنطقة المتاخمة للبرام، موضحاً أن الجيش الشعبي قام بعمل ربط محدد لتجنيد الشباب في مناطق المحلية بهدف تقوية الجيش من أبناء المنطقة. وأكد المعتمد قيام سلطات الولاية بعمل تعزيزات عسكرية لحماية المواطنين والرعاة بالمحلية، موضحاً أن القوات المسلحة والدفاع الشعبي على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم محتمل على السودان من قبل الجيش الشعبي. وكشف المعتمد عن هروب عدد من أبناءالمنطقة من معسكرات الجيش الشعبي في منطقة انقولا بعد أن علموا بنية استهداف الجيش لمناطقهم بالمحلية.
في سياق آخر أعلنت الجامعة العربية تخصيص 250 ألف دولار لدعم برنامج تسريح المقاتلين ودمجهم في المجتمع بالسودان كدفعة أولى ، وستتبعها دفعات أخرى لتؤكد بذلك وقوفها مع السودان والحفاظ على وحدة أراضيه . ورحب السفيرصلاح حليمة ممثل الجامعة بالسودان في كلمة ألقاها أمس بالخرطوم في الجلسة الافتتاحية للدورة الأولي لانعقاد المجلس القومي لنزع السلاح والتسريح واعادة الدمج ، معتبرا الاتفاق خطوة في الطريق الصحيح نحو السلام , مؤكدا على ضرورة الوصول إلى حلول في النيل الأزرق وجنوب كردفان حتى ينعم المواطن هناك بالاستقرار والسلام , وطالب الحركات المسلحة باللحاق بركب السلام. ودعا حليمة الدول المانحة لانتهاج مبادىء جديدة في تعاملها مع القضايا الإنسانية على المسرح العربي ، وألا تكون مشاركة الدول والمنظمات الأعضاء في المجتمع الدولي رهينة بالمسارات السياسية في هذا المجال. كما دعا إلى أن تحث تلك الدول حركات التمرد على الانضمام لمسيرة السلام وأن تتحدث إلى كافة الأطراف بلغة واحدة وتتخذ موقفا واحدا في اتجاه تحقيق الأمن والاستقرار وشيوع السلام وعدم التدخل في الشئون الداخلية والأخذ بالتعايش السلمي بين التوجهات السياسية المختلفة بدول المنطقة. من جانبها اعتبرت قيادات دارفورية اتفاق وقف العدائيات الذي تم توقيعه بين الحكومة وحركة العدل والمساواة بالدوحة مؤخرا خطوة صحيحة تجاه إرساء دعائم السلام الشامل بدارفور، مؤكدة أن وثيقة الدوحة للسلام استقطبت بقية الحركات للسلام. وقال محمد موسى أحمد نائب والي وسط دارفور إن ايقاف وقف العدائيات الذي تم التوصل إليه وضع البنية الأساسية لاستقرار الأمن وبناء الثقة بين الحكومة والحركة، لافتاً إلى أن حركة العدل والمساواة بقيادة محمد بشر بدخولها لإطار السلام تنتظرها مسئوليات كبيرة تجاه قيادة المنطقة نحو واقع أفضل تتوفر فيه كافة مقومات التعايش السلمي بين مجتمعات دارفور. من جانبه أشار محمد يوسف التليب وزير مجلس شئون السلطة الإقليمية لولايات دارفور في تصريح صحفي أن التقدم الذي تشهده المفاوضات بين الحكومة والعدل والمساواة ينصب في مصلحة أهل دارفور لأن السلام هو المخرج الحقيقي من الأزمات المحيطة بالمنطقة، مؤكداً أن اتفاقية الدوحة تعتبر ناجحة بكل المقاييس وذلك بإلتحاق بقية الحركات الدارفورية بها والتفاف أهل دارفور حولها. وأضاف التليب أن حركة العدل والمساواة بقيادة محمد بشر تعد قوة ميدانية وعسكرية لا يستهان بها وانخراطها في السلام يشكل قاصمة ظهر لبقية الحركات الرافضة وعلى رأسها مجموعة جبريل إبراهيم. في السياق أكد المهندس إبراهيم ناصر المستشار بحكومة غرب دارفور رئيس حركة تحرير السودان الأحرار والإصلاح أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وضع المباديء الأساسية للعمل التفاوضي بين الحكومة والحركة للتفاوض حول بقية الملفات يعد إضافة حقيقية لمشروع السلام متوقعاً أن يكون لهذه الخطوة تأثيرات كبيرة على تطور الوضع الأمني نحو الأفضل في ظل الشروع في عملية التطبيق الفعلي للاتفاق على أرض الواقع وطالب ناصر جميع الأطراف المتفاوضة ببذل المزيد من الجهد وتقديم تنازلات وصولاً لسلام شامل ينهي معاناة أهل دارفور.