في هذا الزمان تكثر الفتن والمصائب في القريب والبعيد نسمع بالقتل والزنا والخطف والغش والربا ..... وغيرها من أبشع الجرائم والله المستعان ويقبض الله العلماء والصالحين ويكثر الجهل ومن هذا الباب أحببت أن اضع بين يديكم بعض العواصم التي تساعد في البعد عنها أخبرنا الله ورسوله أن هذه الأمة سوف تفتن وتتعرض لأنواع من الفتن وقد يكون في بعضها خير للمؤمنين: قال تعالى ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم ). وقال تعالى :(ألم* أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) وجاء في صحيح البخاري عنْ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ-رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"يُقْبَضُ الْعِلْمُ وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ وَالْفِتَنُ وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْهَرْجُ فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ فَحَرَّفَهَا كَأَنَّه يُرِيدُ الْقَتْلَ " أ.ه وفي رواية أخرى في البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ" وفي رواية :"( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ ) رواه البخاري (1036) . في بعض الفتن يحصل خير للأمة عظيم كالتعرف على صديقها من عدوها وصادقها من كاذبها ومؤمنها من منافقها ،في بعض الفتن ترسخ معان في الأمة لا ترسخها مئات الخطب والمحاضرات وهذا كله من رحمة الله بعباده ولكن أكثر الناس لا يعلمون. أيها المؤمنون : إن المؤمن الصادق الخائف من هذه الفتنة لابد وأن يدور في خلده وفي ذهنه سؤال كبير سؤال ، هذا السؤال يتردد في نفس كل مؤمن يعيش في زماننا هذا . زمنٍ كثرت فيه الفتن والبلايا والمحن والرزايا إن هذا السؤال هو : ما المخرج وما العاصم من هذه الفتن ؟ لقد دلنا علي إجابة هذا السؤال ربنا جل وعلا الرحيم بعباده الذي هو أرحم بهم من أمهاتهم وأبائهم وأنفسهم سبحانه ما عبدناه حق عبادته وما قدرناه حق قدره . أجاب عن هذا السؤال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الرؤوف الرحيم بأمته . (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) فهذا العواصم مستقاة ومستنبطة من كتاب ربنا ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . والرسول صلى الله عليه أوصى أمته عند حلول الفتن أن تأخذ بأسباب النجاة ولا تظل مكتوفة الأيدي فقد أخرج البخاري في صحيحه عن َأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ)أ.ه ولعل في الإشارة ما يغني عن بسط العبارة فنذكر أهم العواصم من الفتن نسأل الله أن يحمينا وإياكم من الفتن . العاصم الأول: الدعاء العاصم الثاني : العلم العاصم الثالث : العبادة والطاعة والعمل الصالح العاصم الرابع : تربية النفس على الإيمان بالله وباليوم الآخر العاصم الخامس : العمل بالعلم والدعوة إلى الله العاصم السادس : الخوف من الفتن والفرار منها العاصم السابع : الاستعانة بالصبر والصلاة . كيف يعرف الإنسان أنه وقع في الفتنة أم لا ؟ أخيراً أختم هذا الحديث عن الفتن بهذا الأثر عن حذيفة رضي الله عنه - الفقيه بالفتن وما ورد فيها- كما جاء عند الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، أنه قال : " إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا؛ فلينظر فإن كان رأى حلالاً كان يراه حراماً فقد أصابته الفتنة ، وإن كان يرى حراماً كان يرى حلالاً فقد أصابته الفتنة "أ.ه فمن الفتن التي لا يعلمها كثير من الناس التقلب في الدين والرأي على غير هدى وبصيرة فمرة يؤيد الحق وأهله ومرة يؤيد الباطل وأهل والمهتدي من هداه الله والمعصوم من عصمه الله . أسأل الله أن ينفع به المسلمين