فى أول رأس سنة في عهد الاخوان، خلت مصر من مظاهر احتفالات العام الجديد اختفت كل مظاهر الاحتفالات والفرحة بالعام الجديد من الشارع المصرى، هذه السنة، ولم نشهد الشوارع والمقاهى حتى الفنادق من اى مظهر "حقيقي" للاحتفال كما كانت من قبل. حتى حى الزمالك الذى كان يشهد كثرة الاجانب به للاحتفال الا بعض محلات الحلويات وبعض محلات الملابس يبدو عليها بعض سمات الاحتفال على استحياء. وايضا شارع جامعة الدول العربية الذى كان يأتى اليه العرب من كل انحاء الدول العربية غابت عنه مظاهر الاحتفال واكتفت بعض المقاهى بوضع شجرة الكريسماس البلاستيكية او صور بابا نويل. ويعلق اصحاب محلات بيع الورود على ذلك بأن حالة البلد اصابتهم بالاكتئاب و لم يقوموا باستيراد الشجر الغالى الثمن كما كانوا يفعلوا من قبل حيث يصل سعر الشجرة 7000 جنيه وكان يقبل عليه الاجانب وبعض المصريين و اصحاب الفنادق و اكتفوا هذا العام بشراء الشجر الذى يصل سعر الواحدة 250 جنيه فقط. اما الاهالى فقد فضلوا قضائه بالمنزل لعدم شعورهم بالامان بعد تفشى حالات السرقات وغياب دور الامن، لحد الغيبوبة كالمعتاد منذ قيام الثورة. ومع تزامن مواعيد امتحانات نصف العام ايضا فقد قضت على اى مظهر للاحتفال لدى الاهالى. أما ملاهى شارع الهرم و فنادقه فقد شهدت اقبال ملحوظ من قبل الشباب و العرب حيث كثفت الاجهزة الامنية من وجود دوريات امام مخارج الملاهى و الفنادق تحسبا من وقوع اى اعمال شغب. وفى الاحياء الشعبية كان الامر مختلفا فقد اكتفى الباعة الجائلين ببيع الطراطير و الصفافير التى لم تجد لها مشتريين على النحو المطلوب . واحتفل ميدان التحرير على طريقته الخاصة حيث احتشد مئات المواطنين واقاموا منصة لاحياء ذكرى حادث كنيسة القديسين وتذكر ضحايا وشهداء ثورة 25 يناير وبدءوا الاحتفال ببث آيات قرآنية وعبروا عن حزنهم الشديد لما وصلت اليه الاحوال فى الشارع المصرى . الحال فى محافظات مصر لم يختلف كثيرا، حيث خرج الاهالى فى محافظة اسوان على سبيل المثال ليتجولوا قليلا على كورنيشهاالساحر وبميدان الشهداء المحطة سابقا والذهاب للمتنزهات والاماكن العامة وقررمدير امن المحافظة الغاء اجازات الضباط و الافراد لحين الانتهاء من مراسم الاحتفال .وتأمين الكنائس لال الاحتفالات و اعلان حالة الطوراىء والاستعدادات القصوى على مستوى المحافظة . وشهدت ايضا محافظة البحيرة هى الاخرى مجموعة من التعزيزات الامنية القصوى المشددة حيث فيها ما يقرب من 40 كنيسة تم محاولة تأمينها لحين الانتهاء من الاحتفالات التى لم تشهدها شوارع المحافظة. وفى محافظة الفيوم شهد الاوبرج بعض مراسم الاحتفال المختلف عن كل عام وكثفت الجهود الامنية الدوريات حول نطاقه تحسبا لاى شىء غير متوقع. وهكذا تبدو مشاعر المصريين فى العام الجديد مرتهنة بالخوف والقلق، وعدم الاطمئنان.. وبالتأكيد عدم الرغبة فى الاحتفال بشيئ، سواء "رأس السنة" أو غيره.