أعلن السودان ترحيبه بالتصريحات الأمريكية الإيجابية بشأن تحسين العلاقات الثنائية، ودعا لمزيد من الخطوات العملية في هذا المجال وصولا إلى التطبيع الكامل في العلاقات بين الدولتين. وقال السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية السودانية في تصريحات صحفية أمس” إن الإشارات الإيجابية الواردة حاليا ضعيفة ولكنها تشير إلى تحسن العلاقات خاصة تصريحات السفير الأمريكي في الخرطوم”، معربا عن ترحيب بلاده بهذه التصريحات. وأوضح المسئول السوداني أن الحديث الإيجابي مطلوب للتحاور ودفع العلاقات، مشيرا إلى أن مراعاة ظروف كل بلد وهمومه ومصالحه مهم في تعزيز العلاقات. وأكد حرص بلاده على مراعاة مصالحها وألا تضار مصالح أمريكا وذلك في إطار حفظ كل جانب لحق الآخر وسيادته ..معربا عن الأمل أن تكون الدورة التي سيتولي فيها جون كيري وزارة الخارجية الأمريكية تفضي لعلاقة جيدة مع واشنطن. وقال السفيرجوزيف ستافورد القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم، ليس هناك جديد في الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما على صعيد العلاقات بين واشنطنوالخرطوم، ورهن تطبيع العلاقات بإحراز الحكومة تقدماً في دارفور والمنطقتين. ونفى ستافورد انحياز واشنطن إلى طرف دون الآخر من أطراف النزاع في السودان وتحديداً قطاع الشمال، ودعا الحكومة وقطاع الشمال للحوار والمساعدة في توصيل المساعدات للمتضررين. وشدد ستافورد على عدم وجود مبادرة أمريكية فيما يخص النزاع بين السودان وجنوب السودان، لكنه أكد دعمهم جهود الإتحاد الأفريقي الذي بذل جهوداً مُقدّرة في تقريب وجهات النظر بين البلدين، وقال: نحن مع مقترح ثابو امبيكي. وأبدى ستافورد تفاؤله بالقمة التي ستعقد منتصف يناير بين الرئيسين عمر البشير وسلفا كير، واعتبرها (مهمة جداً) للطرفين لتنفيذ اتفاقية أديس أبابا، وقال إن القمة مهمة لبناء الثقة وستكون إضافة لتنفيذ اتفاق التعاون. وبشأن تأجير السفارة الأمريكية الفلل الرئاسية قال ستافورد: أجّرناها لمنسوبينا، لكن الخطوة لا تعني أنه سيكون هناك ترفيع للبعثة الدبلوماسية، ونوه إلى أنها كانت فكرة قديمة. ، ودعا السفير الامريكي الحركات المسلحة لتطوير برنامجها السياسي، وأكد دعمهم لوثيقة الدوحة للسلام، ورأى أن هناك تقدماً في دارفور، وأكد أنهم سيدعمون مؤتمر الدوحة للمانحين للتنمية في دارفور. و أبدى ستافورد عدم إنزعاجه للعلاقات بين الخرطوم وطهران، وقال إنه رغم أن العلاقات بين بلاده وإيران (صعبة)، إلا أنه أوضح أن العلاقات بين السودان وإيران لن تؤثر على التطبيع بين السودان وأمريكا، وأكد أن بلاده لا تتدخل في العلاقات الخارجية للسودان. وجدد عدم نية بلاده إسقاط النظام في الخرطوم. من جهة أخري قال وزير الدفاع السوداني، عبدالرحيم محمد حسين، إن جولة المحادثات المقبلة بين بلاده ودولة جنوب السودان في أديس أبابا ستعمل على تشكيل آليات جديدة لمعالجة قضايا فك الارتباط ووقف دعم الحركات المتمردة والتوصل لحلول بشأنها. وأوضح الوزير في تصريحات صحفية أمس، أن الجولة ستنظر أيضاً الجداول الزمنية لنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الخرطوموجوبا والتي أقرت خلال الجولة السابقة للمحادثات. وأعرب عن امله في أن تسفر الجولة المقبلة عن إحراز تقدم لإنهاء الخلافات بين البلدين. من جهته أعرب حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان عن أمله في أن يكون اللقاء القادم بين الرئيس عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ، مختلفا عن اللقاءات السابقة ، وأن تتتخلى جوبا عن استراتيجية المماطلة في تنفيذ ما تم التوقيع عليه من اتفاقات (طمعا في أن يذهب الملف لمجلس الأمن الدولي). وقال الدكتور قطبي المهدي عضو المكتب القيادي بالحزب الحاكم في تصريحات صحفية إن الطرفين ليس لهما خيار أفضل من الحوار في محاولة الدفع بتنفيذ الاتفاقيات .. معتبرا أن (التواصل في حد ذاته جيد، لكن النظرة للتجارب الماضية لا تجعلنا نكثر فى التفاؤل). وفي رده على سؤال عما اذا كانت الأوضاع في الجنوب الآن تساعد على تنفيذ هذه الاتفاقات، قال قطبي المهدي "إذا كانت حكومة الحركة الشعبية تبالي بما يحدث للمواطنين الجنوبيين والأوضاع بشكل عام ، فإن هذا يشجع على الوصول لاتفاق لأن لهم مصلحة كبيرة في ذلك، أما اذا كان النظرة الحزبية الضيقة والخضوع للاملاءات الخارجية هو العامل الحاسم، فمن السهل على حكام الجنوب أن يتجاهلوا شعبهم". وحول ما تردد من حديث حول تفاوض الحكومة مع (قطاع الشمال)، أكد قطبي أن موقف الحكومة واضح ولا لبس فيه .. مشيرا إلى أن التفاوض يجري مع أبناء منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق على وجه التحديد ، أما ما يسمى قطاع الشمال أو الجبهة الثورية (فلا حديث معه).