برغم ما نمر به من أزمات وتقلبات سياسية فى بلادنا هذه الفترة تؤثر علينا جميعا، لم يكن من الممكن إغفال مرور ذكرى ميلاد الكاتب والروائى الكبير "إحسان عبد القدوس"، صاحب الكلمات التى ليست كالكلمات التى فهم وعبر بها عن المرأة كما لم تستطع ان تعبر هى عن نفسها افضل منه. فقد ولد احسان عبد القدوس فى 1يناير 1919 .. هذا الكاتب الذى كان من اوائل الكتاب العرب الذى يتحدث عن الجنس بصراحة مطلقة فى كتاباته حيث جرد الرواية العاطفية من عذريتها وذهب بها بعيدا عن ذلك وقد اثرت نشأ ته وتربيته على طريقة تفكيره كثيرا حيث ولد لام لبنانية المولد ذات الجذور التركية، السيدة "روزاليوسف" - الفنانة والصحفية المنشئة لدار "روزاليوسف" ومجلة "صباح الخير"، حيث تعرف والده المهندس محمد عبد القدوس عليها فى احدى الحفلات بالنادى الاهلى و اغرم بها و تزوج منها و عندما علم والده طرده و قام بمقاطعته لزواجه من فنانة فعمل بالتمثيل و التأليف المسرحى. ونشأ "إحسان" بين بيت جده لوالده الشيخ رضوان الذى تعود جذوره لقرية الصالحية محافظة الشرقية خريج جامعة الازهر الشريف رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية وهو بحكم ثقافته وتعليمه متدين جدا وكان يفرض الالتزام على جميع افراد العائلة و المحافظة على التقاليد وأوامر الدين. و فى نفس الوقت كانت والدته الفنانة و الصحفية السيدة روز اليوسف سيدة متحررة تعقد الندوات الثقافية و السياسية يشترك فيها كبار الشعراء والادباء والسياسين ورجال الفن، فكان يتنقل وهو طفل بين ندوات جده حيث يعقدها مع زملاؤه من علماء الأزهر ويأخذ الدروس الدينية التى ارتضاها له جده وقبل ان يستسيغها ويهضمها، يجد نفسه فى أحضان ندوات على النقيض تماما هى ندوات السيدة "روزاليوسف". ويقول احسان عن شعوره تجاه هذين التناقضين فى حياته انه كان الانتقال فى البدايه بين المكانين يصيبنى بما يشبه الدوار الذهنى حتى اعتدت عليه بالتدريج و استطعت ان اعد نفسى لتقبله كأمر واقع فى حياتى لا مفر منه. ثم تخرج من كلية الحقوق عام 1937 و فشل فشلا ذريعا فى ان يكون محامى لامعا فقد كان يقول عن ذلك انه لا يجيد المناقشة و الحوار. وبالتأكيد ذلك افضل وإلا كنا خسرناه ككاتب عظيم له اكثر من ستمائة عمل روائى تحول عدد كبير منها للسينما حيث يتحدث احسان عن نفسه فى ذلك ككاتب صريح عن الجنس انه ليس الكاتب المصرى الوحيد الذى كتب عنه فهناك المازنى فى قصة ثلاثة رجال و امرأة وتوفيق الحكيم فى الرباط المقدس و كلاهما كتب عنه اوضح مما كتبت لكن ثورة الناس جعلتهما يتراجعان ولكننى لم اضعف مثلهما عندما هوجمت لايمانى بمسئوليتى ككاتب فقد كنت واضحا و صريحا وجريئا فكتبت عندما احسست ان عندى ما اكتبه عن عاطفة الجنس. احسان عبد القدوس شارك باسهامات بارزة فى المجلس الاعلى للصحافة بعد ان سلمته والدته رئاسة تحرير روز اليوسف بعد ما نضج فى حياته و مؤسسة السينما حيث حولت 49 رواية من رواياته لنصوص سينمائية و ترجمت 65 رواية من رواياته للغة الصينية الالمانية الانجليزية الفرنسية والاوكرانية. وله مقالات سياسية تعرض بسببها للسجن و المعتقلات و من اهم القضايا التى طرحها كصحفى قضية الأسلحة الفاسدة التى نبهت الرأى العام لخطورة الوضع وقد تعرض للاغتيال عدة مرات بسسب كتاباته. ومن اهم مقالاته : على مقهى فى الشارع السياسى، خواطر سياسية، بعيدا عن الارض. أهم رواياته: "لا ليس جسدك"، "ونسيت انى امرأة"، "الوسادة الخالية"، "لم يكن ابدا لها"، و"يابنتي لا تحيريني معك". ولقد تم تكريمه عدة مرات على ايدى عدد من الرؤساء: حيث منحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى. ومنحه الرئيس السابق حسنى مبارك وسام الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب 1989 جائزة احسن قصة فيلم عن رواية "الرصاصة لا تزال فى جيبى". واخيرا وليس آخرا فالكلام عن هذا الكاتب الرائع لا ينتهى يظل احسان عبد القدوس أعظم كاتب عبر عن الحب وعن إحساس المرأة به .
من أقوال "إحسان": الإيمان يحتاج الي قواعد يرسوا عليها الي خطوط تحدده حتي لا يكون ايمانا مائعا يخضع لهوي النفس واطماع البشر .. والله عندما فرض علينا الايمان به فرض علينا ايضا صور هذا الايمان وتفاصيله وربط نواصيه ربطا محكما حتي لا يترك فيه ثغره يدخل منها المجادلون وبصحبتهم الشياطين ليضللوا العباد باسم الله سبحانه وتعالي الامتناع عن استعمال قدره الله التي وهبها للإنسان جريمه توازي جريمه الكفر بالله الرسام الناس لا تعرفه الناس تعرف ممثلي السينما والمطربيين والكتاب ولكنها لا تعرف الرسامين وليس هذا ذنب الرسامين انه ذنب الناس الناس عندما لايزال ذوقهم الفني بليدا خمولا لايتحرك لفن الرسم الذين يضعون العقل ف خدمه الروح يصلون الي الايمان والذين يضعون الروح ف خدمه العقل يحتارون ويتعبون فرض الله الشريعه ولكنه لم يفرض الشقاء علي خلقه وفرض الفضيله مع ما يحمي المخلوق من دفعه للخطيئه