عرضت مؤخرا نسخة اخرى من لوحة الموناليزا فى متحف برادو بمدريد تلك الوحة التى اثارت جدلا كبيرا منذ رسمها على يد الفنان الاشهر ليوناردو دا فنشى ولكن هذه المرة على يد احد تلامذته و هذا ما اكتشفه المراقبين المعاصرين فهذه ليست اول مرة تظهر لوحات مقلدة للموناليزا وكان السائد انها لفنان اخر حاول تقليدها ولكن المثير للتساؤل هذه المرة انها لاحد تلاميذه و رسمت فى نفس مرسم ليناردو وفى نفس الوقت الاصلى الذى استغرقه دافنشى فى رسم اللوحة الاصلية كما ذكر سيرجو بيريز القائم على اعمال المتحف وذلك بفضل استخدام تكنولوجيا الاشعة تحت الحمراء بالرغم من ان النسخة تصور الجيوكندا بوجه اضيق و زى اكثر احمرارا وحواجب اكثر قتامة بشكل ملحوظ عن اللوحة الاصلية. وتقول ميغيل فالومير امينة متحف برادو لفنون عصر النهضة الايطالية هناك ادلة نصية من الباحثين بانه كان لدى دافنشى مساعدون فى ورشته لصنع نسخ من لوحاته و هذه المرة الاولى التى وجدنا ادلة فنية على ذلك . وهذا لايعنى ان هذا الاكتشاف لايثير التساؤلات و لكن السؤال الاكبر يدور حول السبب الذى يدعو دافنشى لطلب هذا من تلاميذه قد يكون التدريب على ممارسة صنع نسخ للوحاته فقد طلب فنانون كثيرون من عصور النهضة من تلاميذهم تقليد رسوماتهم لاعادة تلك الاعمال. ولكن السبب المرجح قد يكون ماديا اكثر منه تعليميا فعندما ننظر لابداع هؤلاء العباقرة ننسى معاناتهم فقد كانوا يصعب عليهم فى اوقات كثيرة الحصول على قوت يومهم لذا كان يتحتم عليهم بيع نسخ لوحاتهم كوسيلة لكسب المال. هذا الفنان العبقرى الذى قال عنه فاسيرى مؤلف سيرة حياة الفنانين ان اسمه و العبقرية لن ينطفآ ابدا ولد فى عام 1452 لموظف عام من فلورنسا من ابنة مزارع هجرت اباه و هو صغير لاجل رجل اخر مما سبب له عقد جنسية كان معروفا بها وظهرت معالم العبقرية عليه مبكرا فهو لم يكن فنانا فقط فقد كان خبير تشريح نبات رياضيات
فقد كان لديه القدرة على تخزين معالم الحيوانات والحشرات الدقيقة ورسمهامن الذاكرة دون ان يرتاد اى جامعة او يكمل تعليمه فى تلك الفترات الغارقة فى الجهل و الظلام وعندما وصل لللرابعة والخمسين من عمره طلب منه احد اثرياء فلورنسا رسم زوجته ليزا جيرادينى جيوكندا صاحبة اشهر لوحة و ابتسامة فى تاريخ الفن حيث اعتبرت اابتسامتها رمزا انثويا خالصا حاز اعجاب العالم تلك الابتسامة الغامضة التى احتار فيها العلماء هى اتجاه نظرة عينيها التى يراها الناظر اليها من اى زاوية تنظر اليه وقيل ان دافنشى كان ياتى لها كل يوم بفرقة موسيقية او مهرج لتحافظ على تلك الابتسامة فقد وقع فى غرامها و ظل يرسم فى اللوحة منذ 1503 : 1506 ليراها كل يوم يبدو ان سر ابتسامتها التى حيرت الخبراء هو فنانها فالمراة عندما تحب تعرفها من ابتسامتها تكون مختلفة. وقيل الكثير و الكثير عن غموض تلك اللوحة من حيث انها جاءت مخالفة للعرف السائد فى لوحات ذلك العصر فالوحة غير موقعة ولا مؤرخة ولا تحمل اى معلومات عن موضوعها او الشخص الذى تصوره. ان هذه اللوحة منذ رسمها كانت ولاتزال غامضة محيرة ولكنها ستبقى اشهر عمل فنى فى تاريخ الفنون البصرية وحتى كتب آلاف القصائد عن سر حيرتها والفت اوبرا عنها باسم اوبرا الموناليزا ومن اشهر الابيات التى قيلت عنها: يقول الشاعر التشيكى ياروسلاف:
ابتسامة مفعمة بسحر السر فيهما الحنان و الجمال اتراهما تغوى ضحيتها ام تهلل لانتصارها