من السهل أن ندعو الشباب لأن يتفاءلوا ويصبروا وأن يشتركوا فى دفع الخطى إلى الأمام، لكى تحقق مصر ما تصبوا إليه من تقدم وتحتل مكانتها فى مصاف الدول الكبرى.. لذلك لا غرابة فى أن يستحث المسئولون همم الشباب وأن يعطوهم دائما أملا حينما تحدث قبل يومين إلى مجموعة من طلبة الجامعات فى المعسكر الذى أقيم لهم بالإسكندرية. لا أعرف ماذا كان رد فعل الشباب.. هل اقتنعوا بالكلام الذى سمعوه منه أم لا.. وهل خرجوا من اللقاء أطول قامة وأشد عزيمة وأكثر حماسا أم أنهم خرجوا ورؤسهم منكسة مثلما دخلوا. اللهم لا اعتراض.. إذ لست أشك فى صدق وعد الله أن يأتى اليسر بعد العسر، وكلى ثقة فى أن سنة الحياة ستظل ماضية بحيث يلوح الفجر بعد أن خيم الظلام، لكن الذى حدث أن الليل طال وأن العسر تضاعف وأن الأزمة اشتدت صحيح لكنها لم تفنرج.. بل أصبحت أشد.. هذا الكلام نقوله مفترضين أن رئيس الوزراء يعنى ما يقول وأنه جاد فى محاولته تحفيز الشباب وإثارة حماستهم ولم يقل ما قاله من باب القيام بالواجب أو (طق الحنك) وأيا كان قصده فالشاهد أن الكلام خرج منه واحترامنا للرجل يفرض علينا أن نأخذ كلامه على محمل الجد.. إن التقدم ليس فيه سر ولكن له قوانين وأصول فلكى تقدم يتعين عليك أولا أن تمتلك إرادتك المستقلة وأن تكون أهدافك واضحة وأن تكون السلطة هى القدرة التى تحتذى فى الأداء.. إلى غير ذلك من الشروط التى لا نكاد نجد لها أثرا فى واقعنا..الأمر الذى يعنى أن السلطة التى تقود محاولة النهوض والتقدم هى جزء من المشكلة وليست حلا لها.