بعد رحلة من العمل السياسى و الإعلامي و الثقافي توفى المفكر الليبرالى الكبير منصور حسن، عن عمر يناهز 75 عاما، وكان آخر مناصبه رئيس المجلس الاستشارى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال توليه مقاليد الحكم بالبلاد بعد ثورة 25 يناير، حيث تقلد عدة مناصب منها وزيرا للإعلام والثقافة منذ عام 1979 حتى 1981، ووزير الرئاسة عام 1981. ولد منصور حسن، في يوم 10 فبراير 1937، بمدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية لأسرة ريفية متوسطة كان هو أكبر الأبناء فيها، وتلقى الدراسة فى كلية فيكتوريا بالإسكندرية، وسافر بعد ذلك إلى لندن وبقى فيها لمدة عام حصل خلالها على شهادة أهلته لدخول الجامعة، وعاد بعدها ليدرس العلوم السياسية فى كلية التجارة بجامعة القاهرة، كما حصل الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة ميتشيجان بالولايات المتحدة. واشتهر "حسن"، بنزاهته ورفضه للنهج الغير ديمقراطى فى نظام الحكم، وكانت أبرز محطات حياته أنه طلب إعفائه من منصب وزير الرئاسة والإعلام بعد اعتقالات سبتمبر التى حدثت قبل اغتيال الرئيس محمد أنور السادات بفترة وجيزة لاعتراضه على هذه السياسة، وطلب إعفائه من منصبه و هذا ما تم، وترددت أنباء عن أن السادات كان سيعينه نائبا له بتدخل من جيهان زوجته، مما سبب تدهورا للعلاقة بينه وبين الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، حيث أنه لم يتعاون مع "مبارك" بعد توليه الرئاسة سوى عندما كلفه بالسفر إلى الأردن والاجتماع مع الملك حسين الذي كان زميلًا له في كلية فيكتوريا، وقد نجح في مهمته، وكان الأردن هو أول بلد عربي يعيد علاقته الدبلوماسية مع مصر . وفى يوم 8 ديسمبر 2011 ترأس منصور حسن المجلس الاستشارى المعاون للمجلس العسكرى خلال الفترة الانتقالية التى حكمت مصر بعد 25 يناير، كما أعلن فى 7 مارس 2012 نيته خوض الانتخابات الرئاسية، مؤكدا على استقالته من المجلس الاستشارى الذى كان يتولى رئاسته، وذلك حفاظًا على حيادية المجلس وعدم تحيزه لأحد من المرشحين. وقد أعلن حزب الوفد عن دعمه كمرشح للرئاسة على أن يكون اللواء سامح سيف اليزل نائبًا له، وقد علق على اخياره لسامح سيف اليزل نائبًا له في حال فوزه بالانتخابات قائلًا إنه لم يكن بينهما أى حوار مسبق، إلا أن اللواء سيف اليزل زاره في منزله برفقه منى مكرم عبيد وطالبوه بالترشح للرئاسة، وإنه اكتشف شخصيته القوية في هذه الجلسة، فطالبه بأن يساعده في تلك المهمة، وذكر إنه قال له بأنه إذا كان يريده أن يترشح للرئاسة فإنه يريده نائبًا له، وذكر أيضًا إنه اختاره لكونه خبرة عسكرية لا يستهان بها . وتداولت الأحاديث حول أن ترشحه للانتخابات الرئاسة أتى نتيجة صفقة سياسية بين المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم وجماعة الإخوان المسلمون، بينما اعتبره البعض مرشحا توافقيا بين المجلس العسكرى وحزب الحرية والعدالة إلا أنه بعد ذلك وفى 25 مارس أعلن عن انسحابه من سباق الرئاسة معلقا فى ذلك عن أسباب انسحابه أن الدكتور عصام العريان زاره فى منزله وطلب منه الترشح، وأكد له مساندة الإخوان له، ولكن فجأة انقلبوا عليه رغم التأكيدات السابقة بدعمهم، لذلك قرر الانسحاب حفاظًا على اسمه وتاريخه، وذكر أنه يرفض أن يكون «طرطورًا» بوظيفة رئيس جمهورية، لأنه فى حال نجاحه بمساندة الإخوان سيصبح الأمر كذلك، كما أن إعلانه للترشح متأخرًا قلل من فرص فوزه، كما إنه رأى أن قربه من المجلس العسكرى من العوامل التى أثرت على فرص فوزه بالسلب.