قال الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور، إن الجميع الآن في مصر حزين على هذا الوضع وهذا الانقسام، وعلينا جميعا أن نجد المخرج لكي نعود إليها، مشيرا أنه يتحدث باسم كل من "سيد بلال السلفي الذى توفى قبل الثورة لأنه سلفي، خالد سعيد الذي مات بسبب نظام الاستبداد، وجابر "جيكا" الذى مات من أجل تطهير البلد، وأحمد حرارة الذي فقد عينيه من أجل الوطن، وباسم المواطن فى العشوائيات الذي لا يهمه الدستور، فالجميع الآن يمر بحالة من الحزن على البلاد". وتابع البرادعي، فى كلمة متلفزة بثتها قناة "سي بي سي"، أن المشكلة "ليست الدستور، بل بسبب السياسات الفاشلة منذ عامين عقب اندلاع الثورة المصرية، حيث لم نجد شيئا من أهداف الثورة قد تحقق بسبب غياب الفهم والخبرة، والدليل على ذلك أن الوضع الاقتصادي والأمني وسيناء أسوأ من الذى قبله، ولقد انقسمنا الآن لفريقين ضد بعضنا بعضا". وأكد "البرادعي" أن السبب فى ذلك "هو استفتاء مارس الذي كان الطريق غير صحيح، ولم نقم بتصحيح هذا الوضع"، وأضاف أن "الوضع الآن أصبح لدينا رئيس جمهورية لديه السلطة التنفيذية والتشريعية، وغياب السلطة القضائية التي شبه أن قام الرئيس بإلغائها". ثم تطرق "البرادعي" للحديث عن جماعة الإخوان المسلمين، وقال إن الجماعة "أكدت على مبدأ مشاركة وليس مغالبة، وكذلك أعلنت عدم الترشح للرئاسة، ولم يصدقوا فى ذلك، ولم يقوموا بالتواصل مع الطرف الآخر". وعن الدستور، قال البرادعي "إن هذا الدستور ليس له علاقة بالشريعة أو الدين، الدستور باطل، والكل مع الشريعة، والكل يعلم الدين سواء مسلم أو مسيحي، خاصة أنه لا أحد يريد الرئيس أن يرحل، كل ما يقال في ذلك هي مجرد "أكاذيب"، بل الجميع يرغب في أن تتقدم البلاد للأمام". وتابع أن هذا الدستور "قام به فصيل معين، ولا يمثل الثورة ولا يحمي الفقراء". وأضاف البرادعي أن هذا الدستور "لم يحافظ على الفقراء"، وأن الرئيس محمد مرسي قال "إنه لن يضع الدستور إلا إذا كان توافقيا، وخلف وعده في ذلك"، وتابع البرادعي أن "الحكم أمانة ومصداقية"، مؤكداً أن "الرسول كان اسمه الصادق الأمين". كما شبه البرادعي عملية صياغة الدستور بغسيل الأموال، وقال "الدستور ده زي غسيل الأموال، والدستور ده عمره ما هينضف باستفتاء أو غيره، ولازم نعمل دستور يعبر عنا". وقال البرادعي "أقول للرئيس مرسي وجماعته: اتقوا الله فى مصر لأن هذا الدستور يؤسس لعدم الاستقرار داخل الوطن، واستعن بدستور 1971 المعدل حتى إنشاء جمعية تأسيسية ممثلة من جميع اطياف الشعب المصرى لعمل دستور يليق بمصر الثورة "، مضيفا "إلغي الاستفتاء يادكتور مرسي واتقى ربنا فينا، ولنجرى تشكيل لجنة جديدة ونستمر بدستور مؤقت"، خاصة أن "الاستفتاء باطل والدستور باطل". ووجه البرادعي رسالة إلى جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية، وهى بدء الحوار، بخاصة أن "الجميع سيسخر إذ استمر الوضع هكذا في الشارع المصري، وعلى الجميع أن يعلم أن الدين لله والوطن للجميع"، وطالب البرادعي مجددا إلغاء الاستفتاء، وأن "يعود الجميع كمصريين متحدين".